عندما يتعرض جلد الانسان لحرارة شديدة تصاب الانسجة بأضرار بالغة إلى جانب ما يصاب به المرء من آلام. لكن يمكن للانسان أن يقي نفسه شر الكثير من الحروق والتسلخات.
ويرجع الفرق بين الحروق والتسلخات إلى سبب الحرق أكثر منه إلى شدته، حيث تنتج التسلخات عن السوائل الساخنة والبخار، في حين أن الحروق تنتج عن النيران المباشرة أو الاقتراب من أجسام صلبة ساخنة.
وقال بيرند هارتمان كبير الاطباء بمركز الحروق وجراحات التجميل بمستشفى تروما ببرلين "غالبا ما تحدث التسلخات للاطفال والبالغين".
وأضاف ان الطفل عندما يصطدم بكوب من الشاي ويسكبه على جسده عن طريق الخطأ فإن هذا كفيل "بإصابة نحو 20 بالمائة من سطح الجلد بالتسلخات".
وغالبا ما يصاب الاطفال بالتسلخات عندما يتطلعون لمعرفة محتويات أي إناء موجود على الموقد فيمسكون بمقبض الاناء ويسكبون ما به على أنفسهم.
ويمكن الحد من تلك الحوادث من خلال اتخاذ الاحتياطات اللازمة. وقال يورج شريفر المسؤول عن حوادث الاطفال برابطة خبراء طب الاطفال والمراهقين في ميونيخ "لا تستخدموا أغطية للطاولات. وحاولوا قدر الامكان وضع أي إناء أو مقلاة على العيون الخلفية للموقد على ان يكون اتجاه المقابض إلى الوراء (بعيدا عن متناول الطفل)".
أما بالنسبة للبالغين فيعتبر الحمام أخطر غرف المنزل. وإذا لم تركب توصيلات الصرف الصحي بشكل صحيح يمكن أن تتدفق المياه شديدة السخونة من الصنبور ليصاب الاشخاص ذوو ردود الافعال البطيئة بالتسلخات. ويمكن تجنب ذلك من خلال تغيير نظام التحكم في درجة حرارة المياه أو تركيب جهاز بالصنبور يحول دون وصول سخونة المياه لأقصى درجة.
لكن معظم الحروق تقع نتيجة النيران المباشرة. وقال هارتمان إن "معظم حوادث الحروق تنتج عن استخدام مادة تساعد على زيادة الاشتعال".
ويقع الكثير من الحروق الاخرى من خلال لمس موقد مشتعل أو مكواة أو نتيجة استخدام الالعاب النارية.
وفي حال الاصابة بحروق أو تسلخات، يجب على المرء أولا أن يبتعد عن منطقة الخطر ويخمد أي نيران مشتعلة. وإذا كانت الحروق عميقة أو شديدة وتغطي أجزاء كبيرة من الجسد يجب استدعاء الاسعاف.
كما ينبغي تبريد المنطقة المصابة بأسرع ما يمكن للتخفيف من جحم الاضرار التي تلحق بالانسجة.
وقال ستيفان أوشي خبير الاسعافات الاولية بلجنة الصليب الاحمر الالماني ببرلين "اسكب ماء فاترا وليس مثلجا على المنطقة المصابة". يمكن أن يؤدي الماء المثلج لانخفاض شديد في درجة الحرارة مما يعوق عملية الشفاء ويسبب اضطرابات للدورة الدموية. وقال أوشي "إذا كانت الاصابة تغطي أجزاء واسعة من الجسم فأفضل شيء تغطيتها بقطعة من القماش النظيف المبلل". وإذا كانت الاجزاء المصابة بالجسم مغطاة بملابس يجب أن تتم إزالة الملابس في حالة التسلخات بحرص شديد بعد تهدئة الاصابة بشكل مبدئي. أما في حالة الحروق لا يجب أن تزال بقايا الملابس إلا إذا كانت غير ملتصقة بالجلد.
ويجب اللجوء للطبيب في حال غطت الحروق مساحة تزيد على خمسة بالمائة من سطح الجلد. ويمثل حجم كف اليد واحدا بالمائة فقط.
تعليقات
إرسال تعليق