كثير منا يحب الشجار، ويجد نفسه منافسًا فيه، ويراه نوعًا من التنفيس العصبي والنفسي، وهناك البعض الذى جعلها نوعًا من بث الثقة بالنفس، وإثبات الذات وأنه قادر على الفوز بالمناقشات والمعارك الكلامية أو الجسدية، مما يعطيه جرعة من التفاؤل والرضا عن النفس.. وهو إحساس خاطئ وخطير .
يحذر أخصائي الأمراض النفسية الدكتور محمد سليم من حب الشجار وإدمان العنف والشعور بالذات من خلال التجبر وظلم الآخرين، فهذا المنحنى الذى يتخذه الشخص منهجًا ودستورًا فى حياته يحولها إلى جحيم، ويدمره، مضيفًا أن هذا الشخص إذا انتهج هذه النهج أصبح شخصًا بلا قلب بالتدريج، ودون عقل أيضا، يفكر بدون عقل ولا عاطفة، فيصبح قاسيًا فارغ العقل ولا شعور لديه، فتجده قاسيًا قليل الذكاء ومحدود العواطف.
وأضاف "سليم" أن هذه الشخصيات لا تتحول هكذا فجأة، وإنما تدريجيًا، والاعتماد على الشجار فى إضفاء البهجة للشخص ذاته، والاعتماد على الشجار والعنف فى بث الثبات والثقة بالنفس للذات.
وأشار "سليم" إلى أن هذه الشخصية فقيرة جدا فى المميزات وفى رؤية نفسها بشكل أفضل، فهو يحقر من نفسه دون أن يدري، ولا يرى فى نفسه ثقة ولا مكانة وقدرات سوى بالشجار وحب العنف والتدرب على الفوز فى المعارك والصراعات الكلامية والعنيفة، لذا يصبح هذا الشخص متذبذب النفسية مع تقدم العمر وتهدل الجسم من عوامل الزمن، فيظل معتقدًا أنه لا قيمة له لأنه لا يرى فى نفسه ميزة سوى قدرته فى الفوز عند الاصطدام أما فى الحياة العادية فهو غير قادر على التكيف معها.
وينصح "سليم" هذا الشخص بالابتعاد عن هذا المنهج فى الحياة، وعليه والبعد عن الشجار والصراع الدائم ،فهذا الصراع الدائم حتى وإن كان فائزًا فيه على الدوام هو إرهاق للنفس والعقل.
تعليقات
إرسال تعليق