تزخر أسواق الإلكترونيات حالياً بالعديد من موديلات الساعات، التي تتنوع بين الذكية والرياضية، وتختلف هذه الساعات فيما بينها من حيث غرض الاستخدام وحجم الوظائف.
وقال بيتر كناك، من هيئة اختبار السلع والمنتجات الألمانية، إنه من الصعب عقد مقارنة بين الساعات الذكية والرياضية، مؤكدا أن الساعات الذكية أكثر راحة في الاستعمال، بينما تمتاز الساعات الرياضية بوجود الكثير من بارامترات التقييم، كما أن الموديلات ذات التكلفة الباهظة غالباً ما تشتمل على وحدة استقبال النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS).
وأشار كناك إلى أن عملية اقتران الساعات الرياضية بالحواسب تعد صعبة للغاية.
وأوضح كناك أن الساعات الرياضية تفتقر إلى الوظائف التفاعلية التي توفرها الساعات الذكية، مثل استقبال رسائل البريد الإلكتروني ومتابعة رسائل مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت أو استقبال المكالمات الهاتفية. وعلى الجانب الآخر، توفر الساعات الرياضية وظائف متنوعة بدءاً من قياس الوقت والسرعة والمسافة واستهلاك السعرات الحرارية مروراً بالتخطيط الملاحي لخط السير أو قياس نبضات القلب وصولاً إلى ميقاتي فترات التوقف أو الأوقات البينية، وتختلف هذه الوظائف من موديل إلى آخر.
رياضات قوة التحمل
وأوضح البروفيسور إنغو فروبوزه، الأستاذ بالجامعة الرياضية الألمانية، أن الساعات الرياضية تتناسب بصفة خاصة مع رياضات قوة التحمل، مثل المشي والجري والتجول. بالإضافة إلى وجود موديلات من الساعات الرياضية مخصصة لأنواع معينة من الرياضات، مثل الغولف والغوص وركوب الأمواج والسباحة؛ حيث تشتمل مثل هذه الساعات على وظائف تناسب هذه الرياضات. وأكد فروبوزه ضرورة أن تتناسب الساعة مع نوع الرياضة التي تتم ممارستها؛ نظراً لأن رياضة الجري تحتاج إلى متطلبات خاصة في الساعة الرياضية تختلف عن الاشتراطات التي تحتاجها رياضة الغولف أو ركوب الأمواج. ويتعين على الرياضي تحديد الوظائف التي يحتاجها قبل شراء الساعة الرياضية. وأوضح فروبوزه قائلاً: "ينبغي أن يسأل المرء نفسه ما إذا كان يحتاج بالفعل إلى ساعة مزودة بأحدث التقنيات، أم أنه يمكنه الاكتفاء بموديل بسيط نوعاً ما؟". وبين أن الوظائف الكثيرة جداً غالباً ما تحمل في طياتها بعض الجوانب السلبية. فكلما كانت الوظائف أكثر اتساعاً وشمولاً، زادت صعوبة استعمال الساعة بالنسبة للرياضي، لدرجة أنه لا يتم استعمال الكثير من الوظائف المفيدة على الإطلاق.
اقتران بالهاتف الذكي
وأشار كناك إلى أن هناك موديلات من الساعات الرياضية تقترن بالهواتف الذكية عن طريق تقنية البلوتوث على غرار الساعات الذكية، مثل ساعة ماجلان Echo. كما أطلقت شركة بولار مؤخراً الساعة الرياضية V800 المزودة بنظام GPS، والتي تقترن بالهواتف الذكية عن طريق تقنية البلوتوث. وتتوافر هذه الوظائف نفسها في موديلات غارمين Forerunner 220 وكذلك الموديل 620، وتقدم شركة توم توم الساعة الرياضية Runner والموديل Multi-Sport GPS. وتقوم التطبيقات بنقل بيانات الساعة الرياضية إلى الهاتف الذكي أو الحاسب اللوحي، وتتيح إمكانية تخزين الأوقات والمسافات ومعدلات استهلاك السعرات الحرارية على الأجهزة الجوالة.
ولا تمثل وظيفة تحديد الموقع عن طريق نظام GPS أهمية كبيرة بالنسبة للرياضي الذي يمارس رياضة الجري في خضم حياته اليومية، ولكنه يحتاج إلى وظيفة لقياس الوقت أثناء الجري، وفي تلك الأثناء فإنه يستفيد من وظائف أوقات الجولات أو احتساب السرعة. وأوضح إيبرهارد فولمير، المتحدث الإعلامي باسم الاتحاد الألماني لألعاب القوى، أن هذه الوظائف ستصبح من المتطلبات الأساسية في المستقبل، التي يحتاجها العداء في الساعات الرياضية. وقد يصبح النظام العالمي لتحديد الموقع GPS من الوظائف المثيرة للاهتمام في الساعات الرياضية وذلك تبعاً لنوع الرياضة. وأوضح فولمير أن نظام GPS يوفر للرياضي في نهاية الشوط معلومات حول المسافة التي سارها بالأمتار، كما يوضح له خصائص ارتفاع المسافة التي قطعها.
سلاح ذو حدين
وأشار فروبوزه إلى أن الممارسة العملية أوضحت أن الساعات الرياضية تعد سلاحاً ذا حدين؛ نظراً لوجود تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية على التدريب؛ حيث إن استخدام الساعة الرياضية لمراقبة التمرين يساعد على زيادة الدافع لتحسين الأداء وتحقيق المزيد من النجاحات. وفي الوقت نفسه، قد يكون للمراقبة المستمرة للأداء أثر سلبي؛ إذ قد يصل الأمر إلى ارتباط الرياضي بالساعة الرياضية بشدة، والسعي الدائم إلى تحديد أهداف أعلى أو أسرع، وتصبح الساعة الرياضية بمثابة رفيق دائم أثناء التمرينات، وهو ما ينبغي الحذر منه بشدة. - (د ب أ)
تعليقات
إرسال تعليق