القائمة الرئيسية

الصفحات

التفكير والخيال الطفولي يحسن حياتك



يحاول بعض الآباء بشكل أو بآخر إلغاء مشاعر الطفولة لدى أفراد الأسرة. فكثيرا ما نسمع آباء يطلبون من أبنائهم وبناتهم النضج والتوقف عن التصرفات الطفولية. حتى كلمة “طفولية” دائما ما تحمل نبرة سلبية لدى قائلها، حسبما ذكر موقع “dumblittleman”.
لذا، ففي مرحلة معينة من الحياة يبدأ المرء بالتوقف عن التصرفات الطفولية ويبدلها بتصرفات ناضجة تخص البالغين. ففي النهاية نقوم جميعا بترك ألعابنا جانبا من أجل التمكن من حمل مسؤوليات أكبر.
لكن المشكلة أن المرء وعبر سنوات عمره يترك من طفولته أكثر مما يجب. فالأطفال يرون الحياة بطريقة نفتقدها نحن البالغين، ففي فترة الطفولة ينظر المرء للحياة بطريقة ابتكارية وخيالية تعمل على فائدته حتى بعد البلوغ.
لذا، يمكن القول بأنه يوجد الكثير من القوة الإيجابية المختبئة داخل التفكير الطفولي، ومن حسن الحظ فإن الخيال الطفولي المطعم بالابتكارية ما يزال يختبئ داخل كل منا! فمهما تقدم المرء بالسن، يكفيه أن يتذكر تصرفا معينا قام به في طفولته، وسيجد نفسه وقد استعاد تلك الطريقة من التفكير.
وعندما يستعيد المرء تفكيره وخياله الطفولي، يمكنه أن يحسن حياته من خلال الطرق التالية:
· اللعب والخيال الطفولي يرفعان درجة الإبداع: الإبداع لدى الأطفال مخزون لا ينضب. فخلال لعب الطفل فإنه يستطيع تحويل علبة كرتون لسيارة أو لبيت أو لقلعة وكل هذا يتم عن طريق قوة الخيال لديه. في سنوات الطفولة يكون الخيال غير مقيد بقوانين، بل على العكس يكون حرا يستطيع الذهاب أينما يشاء وفي أي وقت يشاء. لكن هذا يتغير عند البلوغ، ففي ذلك الوقت يبدأ المرء بتضييق خياله وتركيز انتباهه إلى الواقع. في إحدى الدراسات التي أجريت في جامعة داكوتا الشمالية، قام الباحثون بتقسيم مئات من الطلبة لمجموعتين وطلب من أفراد إحدى المجموعات أن يجيبوا عن السؤال المطروح بأسلوب طفل في السابعة من عمره، علما بأن السؤال كان “ما الذي ستفعله لو حصلت على يوم إجازة؟” وتبين في نهاية التجربة أن المجموعة التي أجابت بطريقة طفولية قدمت إجابات أكثر إبداعية بشكل واضح. باختصار: لو أردت أن تبدع.. فكر بأسلوب طفولي بين الوقت والآخر.
· التفكير الطفولي يساعد على اكتشاف احتمالات جديدة: عندما يتصرف الطفل تصرف ما فإنه لا يضع بوصفه العوائق والحدود، فلو سئل الطفل ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر، قد يجيب بأنه يريد أن يصبح رجل فضاء، أو رئيسا لدولة، هذه الأمنيات لا تكون مجرد خيالات بالنسبة له، بل يكون مقتنعا بإمكانية تحقيقها لأنه ببساطة لا يفكر بالحدود والعوائق التي تمتلئ بها الحياة. ومع تقدم العمر يبدأ ذلك التفكير بالانعكاس، حيث يصبح المرء ينظر لاستحالة تحقيق أحلامه بدلا من تأكيد تحقيقها. إيمان المرء بقدراته من ضروريات الحياة، لذا حاول أن تنظر لإمكانات التحقيق وليس لاستحالتها.
· عدم التعامل مع الحياة بجدية زائدة: حياة المرء في الطفولة تكون خالية من المسؤوليات والواجبات، ومع تقدمه بالسن يبدأ بتحمل أعباء الحياة شيئا فشيئا، كأن يفكر بالمستقبل وكيفية تأمين احتياجاته المادية واحتياجات أسرته فيما بعد، كل هذا يؤدي للشعور بالضيق والتوتر. لذا فإن التفكير الطفولي مرة أخرى ولو لفترة قصيرة، يمكن أن يسهم بتخفيف ضغط الحياة ويعيد القدرة على التفكير بشكل أكثر هدوءا وعقلانية.

علاء علي عبد
Reactions

تعليقات