القائمة الرئيسية

الصفحات

السالمونيلا.. التسمم الأكثر شيوعاً



ينتج التسمم الغذائي اثر تناول طعام ملوث بميكروبات ضارة، وفي الوضع الطبيعي وعند اتباع جميع اسس النظافة والسلامة لحفظ الاغذية، تموت الميكروبات اثناء الطبخ او تتمكن مناعة الجسم من التغلب عليها وطردها من دون مشاكل. اما في حالة عدم تمكن الجسم من التغلب على ما يحتويه الطعام من ميكروبات، فهنا تظهر اعراض مرضية تشير الى اصابة الشخص بالتسمم الغذائي او النزلة المعوية. لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع التقينا الدكتور احمد الفضلي، رئيس واستشاري امراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير، من مستشفى مبارك.

حول مدى الضرر الذي يمكن أن يسببه الغذاء الفاسد للصحة قال د. الفضلي:
- يعتمد ضرر تناول الغذاء الفاسد على نوعية الغذاء وما يحتويه من ميكروبات. والاكثر شيوعا في الكويت هو التسمم ببكتيريا السالمونيلا من خلال تناول دجاج ملوث بها. وهو مرض معد جدا بين الدجاج، بحيث ان اصابة دجاجة به قد تصيب معظم الدجاج الموجود في المزرعة. وينتج من تناولها إصابة المريض بالتهاب بكتيري حاد وتكون اعراضه سيئة بحيث قد يتطلب علاج البعض دخولهم الى المستشفى، كما قد يتطور المرض ليصبح التهابا مزمنا. وترافق الاصابة عدة اعراض: كإسهال والم في البطن وقيء (ترجيع) وارتفاع في درجة حرارة (حمى). وقد يسبب تدهور خطر لصحة المصابين بأمراض اخرى وخاصة لكبار السن والاطفال.
الأيكولاي
اما الاصابة ببكتيريا الايكولاي فهي ثاني اكثر سبب شيوعا بالنسبة لحالات التسمم الغذائي، وعادة ما يكون مصدر هذه البكتيريا من اللحوم الحمراء، وخاصة نتيجة تناول الهمبرغر. وتشمل اعرض الاصابة: الاسهال والقيء والم البطن (المغص)، والاهم ارتفاع درجة الحرارة، وتكمن خطورتها في ارتفاع فرصة حدوث الفشل الكلوي، وخاصة في المرضى الاطفال، وهي حالة خطرة.
النزلة المعوية
قد يصاب الشخص بالنزلة المعوية الشائعة (الفيروسية) نتيجة تناول طعام تلوث او ترك لفترة طويلة مكشوفا او لم يتم تخزينه جيدا بعد طبخه او تعدى تاريخ الانتهاء والصلاحية، ويترتب عن تناوله الاصابة بنزلة معوية. وبما ان سببها فيروسي، فلا تتطلب العلاج بتناول مضاد حيوي، الا ان كان يرافقها ارتفاع في درجة الحرارة، فهنا يجب البدء بتناولها.
أخطاء شائعة
من الاخطاء الشائعة التي أشار اليها د. الفضلي وصف مضاد حيوي لعلاج نزلة معوية لا يرافقها ارتفاع في درجة الحرارة. وبين أن السبب لا يرجع فقط الى ان تناول المضادات الحيوية من دون داع له اثر سلبي على كفاءة الجهاز المناعي، بل لإثبات الدراسات ان تناولها من قبل الحالات التي لا تحتاج لها تسبب طول مدة المرض وبقاء البكتيريا في الجسم مما يؤخر الشفاء.
أما الخطأ الثاني، فهو تناول المقبضات لتخفيف او وقف الاسهال، حيث ان حدوث قبض سيؤدي الى احتباس البكتيريا في داخل الجهاز الهضمي وبالتالي زيادة خطر حدوث تسمم والتهابات شديدة في الامعاء. فالجسم يريد طرد الميكروبات والتخلص منها، حتى يمكنه الشفاء.
الأعراض ستزول مع الوقت
أكد د. الفضلي على عدم وجود حاجة لإعطاء المصاب بالنزلة المعوية اي دواء. وقال:
- تأخذ أعراض النزلة المعوية دورتها ووقتها الى ان تختفي، حيث يطرد الجسم الميكروبات التي سببت النزلة المعوية، ثم يتشافى بشكل طبيعي. وقد تتعب بعض الحالات من حدوث الجفاف او تسوء حالتها الصحية نتيجة لتدهور الأمراض المزمنة. وفي هذه الحالة، فهم بحاجة الى علاج الجفاف والسيطرة على حالتهم الصحية وليس تناول علاج للإسهال.
والخوف يزداد عند الاطفال، فنتيجة لحجم جسمهم الصغير فان فقدان كمية من الماء لها تأثير كبير. فقدانهم للسوائل سيؤثر كثيرا في درجة حموضة الدم وضغط الدم وكفاءة اجهزتهم الحيوية. لذا يشدد هنا على اهمية تحفيز الطفل على شرب السوائل بشكل كبير لتعويض ما يفقده، لما للجفاف من آثار خطرة عليه.
العلاج
ويختلف العلاج تبعا لاختلاف الحالة:
- بالنسبة للتسمم الغذائي البكتيري، عادة ما يشفى المريض بعد اكمال كورس المضادات الحيوية المناسبة. والاهم في هذه الحالات هو تفادي الجفاف وعلاج اي حالات مرضية يعاني منها المريض.
- بالنسبة لحالات النزلة المعوية، يعتبر الانتظار الى ان يطرد الجسم الميكروبات بحد ذاته هو العلاج الشافي.
- تناول مضاد الترجيع، لحماية غشاء المريء الرقيق من الاصابة بالتقرحات نتيجة لارتفاع حموضة عصارة المعدة.
- الاكثار من شرب السوائل، خاصة الماء لتعويض ما يفقده الجسم، لكن يجب ان يتم ذلك بشكل تدريجي. فدخول كمية كبيرة من السوائل مرة واحدة، سيهيج الجهاز الهضمي المصاب بالتهاب وتكون ردة الفعل هي القيء. وينصح بوضع قنينة كبيرة من الماء بجانب المريض، حتى يأخذ رشفات منها كل حين.
محاليل مهمة
أشار د. الفضلي الى نقطة مهمة، وقال:
- يفقد الجسم الاملاح مع الماء الذي يخرج في القيء والاسهال. وقد يترتب على ذلك ارتفاع في حمضية الدم ومشاكل صحية كثيرة. ولتفادي هذه المضاعفات يجب تزويد الجسم بالماء والاملاح، مما يفسر نصح الاطباء بشرب المحاليل المتوافرة في الصيدليات، لاحتوائها على الاملاح. وكبديل منزلي، يمكن استبدالها بتناول السفن أب، لاحتوائه على بيكربونات الصودا التي تعوض الجسم عما فقده من املاح البيكربونات. لكن، يجب رج الزجاجة لإخراج ما تحتوته من غازات حتى لا تسبب تطبل المعدة او تهيج الجهاز الهضمي.
بيد ان الحل الطبي الافضل هو تناول المحاليل الطبية.
أهمية الطبخ
الطبخ على درجة حرارة مرتفعة يقتل معظم الميكروبات الموجودة في الطعام، سواء الفيروسات او البكتيريا او الفطريات. والمشكلة هي عدم حرص البعض على الطبخ بشكل كامل او استخدام حرارة مرتفعة او الاستمرار لفترة زمنية كافية. فلكل من الميكروبات درجة حرارة معينة تقتلها وفترة زمنية معينة ايضا. فبكتيريا السالمونيلا حساسة كثيرا للحرارة وتموت عند ارتفاعها سريعا، بينما تكون بكتيريا الايكولاي اكثر مقاومة وتحتاج الى درجة حرارة أكبر ولمدة اطول حتى تموت.
وتابع د. الفضلي:
- طبخ الدجاج الملوث على درجة حرارة مرتفعة لمدة كافية، يضمن قتل معظم السالمونيلا ان لم يكن جميعها. بيد ان البعض مثل المطاعم ومحبي الشواء (الباربيكيو) قد لا يطبخونها بشكل جيد. فيلحظ وجود لحم نيء في داخلها او دم. وهو ما يسبب الاصابة.
أثر التسمم على المدى البعيد
- تصاب بعض الحالات بما يسمى «متلازمة القولون العصبي التابعة للالتهاب»، ويعرف ان البعض يصاب بالقولون العصبي من دون سبب او لاستعدادهم البدني، ولكن هناك حالات تصاب به من بعد تعرضها لتسمم غذائي والتهابات معوية. فبعد شفائها من التسمم الغذائي، يلحظ ظهور اعراض هضمية مزعجة واصابتها بالقولون العصبي.

للوقاية
- تفادي تناول اي طعام من المطاعم التي تبدو عليها دلالات انخفاض مستوى النظافة وطرق الحفاظ على سلامة الطعام.
- طبخ الطعام على درجة حرارة مرتفعة ولوقت كاف.
- الحرص على اختيار مصدر موثوق به ومعتمد من قبل البلدية عند شراء اللحوم والدجاج.
- الانتباه الى تاريخ الصلاحية عند شراء المنتجات الغذائية.
- عدم شراء اي منتج مثلج وخاصة اللحوم ان لوحظ عليها دلالات على الذوبان، مثل: ان لا يكون ملمسها صلبا وقاسيا او يلحظ عليها اثار دم او سوائل.
- عدم ترك اللحوم في السيارة او في الخارج لمدة طويلة الى ان يذوب الثلج من عليها، ثم اعادة تجميدها بعد ذلك.

أعراض تشكك بالإصابة
نبه د. الفضلي الى ضرورة قصد الطبيب فورا عند ظهور أعراض نزلة معوية يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة، فذلك دليل على الإصابة بالتسمم الغذائي البكتيري. وفي هذه الحالة، لا بد من الخضوع لفحوصات مخبرية تكشف نوعية البكتيريا مع بدء العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة.
Reactions

تعليقات