القائمة الرئيسية

الصفحات




مع إيمان الكثيرين بأن الأيدي تكشف الكثير عن شخصية صاحبها، والدليل هو أن قراءة الكف مهنة رائجة في معظم دول العالم، يصبح التساؤل منطقياً عما إذا كانت هذه القراءة تحمل أي مضامين علمية.

يقول المؤمنون بقراءة الكف إنها تخبر الكثير عن المستقبل وعن الوضع الصحي والكثير من الصفات الشخصية والسلوكية.

وفي زمن الإنترنت بات هؤلاء يستنجدون بالشبكة العنكبوتبة لمساعدتهم في فهم أبجدية لغة الأيدي على أمل أن يعرفوا شيئاً عن المستقبل.

وعلى الرغم من أن غالبية المعلومات عن الموضوع من النوع الممتع والمسلي، فانها تفتقر لموقف علمي واضح معها أو ضدها، مما يتركها عرضة للتكهنات باعتبارها علوماً زائفة. ومع ذلك فبعض الحقائق العلمية تفرض نفسها على طاولة البحث الجاد.



طول الأصابع

فلو نظرنا إلى الأصابع مثلاً، وبالذات السبابة والبنصر (إصبع خاتم الزواج) لوجدنا أن الأول أطول من الثاني لدى النساء، وأقصر من الثاني لدى الرجال.

إذاً فهذه العلاقة ترتبط بالجنس، كما يقول المتخصصون في مثل هذه الأمور، والسبب وراء فرق الطول مرتبط بمستوى هرمون الجنس «أندروجين» الذي يتعرض له الجنين وهو في رحم أمه.

يضيف المتخصصون أن مستوى هذا الهرمون هو الذي يحدد أطوال أصابع الجنين على الرغم من اعتراف العلماء بأنهم ما زالوا يجهلون الكيفية الذي تتم فيها العملية، لكن الغالبية منهم تعتقد أن زيادة مستوى هذا الهرمون تغلب صفة الذكورة على الجنين، في حين يعتقد علماء آخرون أن انخفاض مستوى هذا الهرمون أو زيادته هي التي تغلب صفة الأنوثة على الجنين.

بعد الربط بين مستوى هرمون الجنس بالفروقات بين طولي السبابة والبنصر على اعتبار أن هذه العلاقة مرتبطة بالجنس راح الكثير من العلماء والمتخصصين يعتقد أن هذه العلاقة ربما تدلل أيضاً على كثير من الصفات الشخصية كالحالة الصحية والقدرة على الفهم والاستيعاب، وقابلية العمل والتصرف وجذب الجنس الآخر أو الانجذاب للجنس الآخر، بالإضافة للميول الجنسية أيضاً.

وقد أجريت العديد من الدراسات حول الموضوع، لكن المسألة لا تزال محل أخذ ورد بسبب عدم وجود رأي علمي قاطع بشأنها.



خطوط اليد

لو تركنا الفروقات بين السبابة والبنصر ومدلولاتها ونظرنا إلى خطوط راحة اليد والأصابع، والمقصود هنا الخطوط الدقيقة جداً التي تشكل البصمات المميزة وليست الخطوط العريضة والطويلة التي تتقاطع في راحة اليد.

يقول العلماء إن هذه الخطوط مثل أطوال الأصابع تتحدد أثناء وجود الجنين في رحم أمه، وهي تعني الكثير جداً بالنسبة للحالة الذهنية لصاحبها وما إذا كان طبيعياً، أم أنه مصاب بعاهة أو تشوهات وراثية تعيق قدراته المعرفية كانفصام الشخصية أو «متلازمة داون».

فقد تبين أن الأشخاص غير الطبيعيين ذهنياً تكون الخطوط الدقيقة لديهم قليلة جداً، خاصة عند أصبعي السبابة والأوسط بالمقارنة مع الأشخاص العاديين.



ما قبل الولادة

يقول العلماء إن هذه الفروقات تؤكد أن التغيرات في بيئة ما قبل الولادة يمكن أن تظهر آثارها على شكل مستوى التطور الذهني والمعرفي لدى المرء، ومع ذلك يشدد العلماء على أن قلة الخطوط الدقيقة في راحة اليد والأصابع ليست دليلاً دائماً على وجود عاهة أو إعاقة ذهنية أو معرفية.

وبصورة عامة يؤكد العلماء والمتخصصون أن خصائص اليد وتفاصيلها تتحدد لدى الجنين وهو في رحم الأم، بسبب مستوى تعرضه لهرمون الجنس، وأن ذلك يؤثر أيضاً في العديد من مراحل النمو والتطور.

وفي حين أن التكهن بجوانب الشخصية والمستقبل مسألة تثير فضول الكثيرين، خاصة أولئك الذين يؤمنون بأن هذه وتلك في متناول اليد، لا تزال القضية بعيدة عن الدليل العلمي المثبت بنظريات تؤكدها أو ترفضها.

نقطة أخرى وهي أن هناك العديد من الدلائل المباشرة، غير الأيدي، تشير إلى الصفات الشخصية والسلوكية ومستوى الذكاء، وبالتالي لا يجوز في أي حال من الأحوال الاعتماد على قراءة الكف لكشف الطالع والمخفي عن الحاضر والمستقبل، فما يزال الطريق طويلاً أمام العلماء.

فؤاد سلامة
Reactions

تعليقات