يميل معظم الناس نحو الابتعاد عن التغيير، كونهم يشعرون غالبا بالخوف منه، إلا أن هذا الخوف لا ينطبق على الجميع، فهناك من يحبون التغيير سعياً لتطوير حياتهم، حسب ما ذكر موقع “LifeHack”.
لكن عندما تتغير الحياة على نحو سلبي، وبشكل مفاجئ يصبح التعامل مع هذه التغييرات صعبا جدا على معظم الناس. لكن في حال حدث هذا الأمر يجب على المرء تذكر بعض الحقائق التالية:
• لا شيء ثابتا في هذه الحياة سوى التغيير: لا يمكن لأحد الهروب من متغيرات الحياة، فالناس يموتون يوميا ويتركون أحباءهم خلفهم يعانون مرارة الفقدان. البعض يخسرون وظائفهم ويصبح عليهم مواجهة التغييرات الاقتصادية على حياتهم إلى حين عثورهم على وظيفة جديدة. حوادث الانفصال والطلاق تحدث يوميا ولا يمكن إيقافها. مواجهة تلك التغييرات بالحزن فقط لن يؤدي إلى أي نتيجة، ليس المقصود ألا نحزن، فنحن بشر في النهاية، لكن يجب أن ندرك بأن التغيير أمر لا مفر منه، بينما طريقة تعاملنا مع هذا التغيير تعتبر اختيارية. لذا فلنجعل طريقتنا إيجابية.
• لست وحدك من يواجه متغيرات الحياة: على الرغم من أن المرء عند مواجهة التغيير يشعر بأنه الوحيد الذي عليه خوض هذه التجربة، لكن هذا ليس صحيحا أبدا. فقد تندهش أنه يوجد آلاف أو ربما ملايين من البشر الذين يعانون نفس المتغيرات في هذه اللحظة تحديدا. مهما بلغت شدة الظروف التي يمر بها المرء، فإنه لو استطاع تذكر حقيقة أنه ليس وحيدا ربما تمنحه شيئا من السكينة.
• مشاعر الحزن طبيعية عند التغييرات السلبية المفاجئة: عندما تتغير الحياة فجأة فإنك ربما ترغب بالصراخ، بالبكاء، أو بأي شيء من هذا القبيل. فكل ما يدور في ذهنك وقتها أنك تريد استعادة حياتك السابقة بأي ثمن. مثل هذه المشاعر تعد طبيعية جدا، فبالنهاية نحن بشر وعدم الشعور على هذه النحو يدل بأننا نعاني من خلل ما. فضلا عن هذا فإن محاولة المرء كتم هذه المشاعر يمكن أن يؤدي لضرر بالغ، لذا لا تضييق على نفسك وعبر عن مشاعرك؛ لأن التفريغ في هذه الحالة يكون من الضروريات، طالما أنه في حدود المعقول.
• لكل معاناة نهاية: عند التعرض المفاجئ لتغييرات الحياة، فإن المرء يشعر أن الحياة لن تعود لطبيعتها من جديد، لكن اعلم حتى وإن لم تعد الحياة لـ”طبيعتها السابقة” من جديد، فإن التغييرات ستعلمك إنشاء “طبيعة جديدة” تتكيف معها. فالإنسان من صفاته التأقلم، لذا مهما طالت المعاناة أو قصرت، فإنها ستخف حدة في النهاية لنتمكن من السير في هذه الحياة.
• تعلم من معاناتك: في كل معاناة، مهما بلغت قسوتها، يختبئ درس من دروس الحياة. حاول أن تعثر على الدرس وتتعلمه جيدا، لأنه سيكون من أسلحتك في مواجهات الحياة القادمة.
• ركز على ما تبقى لديك: تأتي التغييرات أحيانا عاصفة، كالأعاصير التي تجتاح بعض المدن، وعندما يضرب الإعصار مدينة ما فإنه يترك خلفه الكثير من الخراب، لكنه غالبا لا يقضي على مظاهر الحياة. عندما يتعرض المرء لإحدى عواصف الحياة، فليحاول أن ينظر إلى ما تبقى لديه. فمن يفقد عزيزا لينظر لباقي من حوله، لا بد وأن يجد من يسانده، حتى وإن لم يجد فليعلم بأن الله يمنحه من القوة إلي تعينه على الاستمرار، المهم ألا يركز على زاوية المعاناة، وليسمح لنفسه الالتفات إلى ما حوله فلعل هناك يد ممدودة له وتنتظر أن يمسك بها.
• الخروج من المعاناة يبقى خيارك وحدك: قد يشعر المرء بأنه لا يريد مغادرة فراشه، ولم يغادره وحياته انتهت بعد هذا التغيير؟ هكذا يفكر غالبية من يواجهون التغييرات المفاجئة للحياة، لكن يجب أن تعلم بأن الحياة لم ولن تتوقف هنا. لو اخترت البقاء مكانك فستمضي الحياة وستجد نفسك بعد فترة أسيرا لمتاعبك. لعل أكثر الإيجابيات التي يمكن النظر لها هي أن الخيار بيدك وحدك وليس مفروضا عليك. وبما أنه خيارك، لا تترك نفسك أسيرا بانتظار من يأتي ليخلصك، قم وأكمل مشوارك قبل أن يثقل القيد ويسلبك حريتك.
• معاناتك لا تعني أنك لن تفرح من جديد: من أفضل النصائح التي سمعتها وتتعلق بمواجهة مشاكل الحياة كانت “لن تنسى أزمتك، لكنك ستعتاد عليها”. بالفعل ففي كثير من الأحيان تكون التغييرات من الشدة بحيث لا يمكن لأحد أن يتخطاها أو ينساها، لكن وبسبب قدرته على التكيف لا يجد أمامه سوا محاولة الاعتياد عليها. فبهذه الطريقة يمكنه الاستمرار في الحياة.
• اطلب المساعدة: يفضل البعض التعامل مع معاناتهم وحدهم كنوع من القوة، ولكن هذا لا ينفع دائما، والقوة لا تعني عدم الاحتياج للمساعدة، بل إن القوة هي القدرة على طلب المساعدة عند الحاجة لها بدلا من الشعور بالانعزال وزيادة الأمر سوءا. لا تحرم الناس من إظهار حبهم ومساندتهم لك، افتح قلبك وعقلك لهم ودعهم يدخلون.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق