ومن السهل أن يشعر المرء أن الوقت الذي يمنحها لنفسه هو وقت مهدور ويمكن استغلاله للقيام بشيء مفيد لشخص آخر غير ذاته. وما يجب أن يتغير هو الوقت الممنوح للذات؛ لأن الأشخاص الذين لا يمنحون وقتا لأنفسهم يشعرون بالاستهلاك والتعب وعدم القدرة على المواصلة ويشعرون بالاكتئاب والغضب والتوتر وغيرها من المشاعر الهدامة.
وتبين شابيرو أن الأشخاص الذين يشعرون بأن عليهم العمل باستمرار وعدم الاهتمام بالذات يشعرون أحيانا بفقدان أعصابهم، كما أنهم لا يستطيعون أخذ إجازة من دون الحاجة الى العمل لأن الاسترخاء بالنسبة لهم تعني تعطيل الأعمال وتراكمها.
قد يعجبك ايضا
ويجمع كل مدربي اليوغا على ضرورة أن لا يساوم المرء على ذاته سواء مع أطفاله أو والديه أو شريك حياته أو أصدقائه حتى يشعر بالسلام مع ذاته لأنه بغير ذلك، فإن المرء لا يعطي شيئا إيجابيا بل يمرر قلقه وإحباطه بأنشطته التي يعتقد أنها مساعدة لهم.
وتقول شابيرو "لا أحد يمكنه أن يعطيك الوقت أو يغير روتين حياتك، وإذا ما أردت للتأمل والاسترخاء أن يعطيا التأثير على الحياة، يجب أن توقع اتفاقية مع ذاتك بأن تحترمها أكثر وتعطيها حقها التي تحتاج لمواصلة الحياة بتجانس. وهذه الاتفاقية ليست سوى طريقة لضمان حريتك وسلامة عقلك وروحك ولكي تجد سعادة عميقة بداخلك، وهذا الخيار يجب أن تقوم به باختيارك وبقناعتك لكي تتمكن من الاستفادة الكلية، وبهذا سوف يتغير شكلك للأفضل وستتغير حياتك الى الأفضل كما سيتغير من حولك نحو الأفضل".
وأخذ وقت للتأمل أو الاسترخاء لا يعادل الوقت الذي يأخذه المرء للاستماع الى الموسيقى أو المشي رغم أهميتها لكنها لا تعطي النتيجة الفعالة للتأمل أو الاسترخاء. ويمكن للمرء أخذ 10 دقائق في اليوم للتأمل ليشعر بفرق في أدائه، الأمر الذي سيسهم في إفادة كل من حوله لأنهم بعد أخذ قسط من التأمل سيجدون سهولة في الاتصال والتواصل والاستمتاع بالتحدث معه والسلام الداخلي معدي وينتقل بين الأشخاص بسهولة، لذا من الجيد أن يبدأ المرء وباء السلام بذاته، كما تقول شابيرو.
وللقيام بالتأمل، يجب الجلوس باستقامة وأخذ نفس عميق وإغلاق العينين ثم التنفس بشكل طبيعي ثم البدء بالعد بعد كل شهيق وزفير وبشكل بطيء لغاية الرقم 10 وإعادة الأمر مرارا وتكرارا، وبهذا يحصل المرء على الصفاء بهذه الطريقة البسيطة جدا.
الغد
تعليقات
إرسال تعليق