القائمة الرئيسية

الصفحات

يكذب الكذبة ويصدقها: مريض نفس يعاني من عقدة النقص


يرى اختصاصي علم الاجتماع د.حسين الخزاعي، أن هذه الفئة من الناس "تعاني من مرض اجتماعي نفسي، وتدعي حصولها على مراكز متقدمة وتحقيقها لإنجازات معينة ومعجزات وطموحات وهي على أرض الواقع والحقيقة غير موجودة".
والسبب في ذلك، وفق خزاعي، أنهم مصابون بعقدة النقص والغيرة ومحاولة إثبات وجود لهم على أرض الواقع حتى لو كان من باب الخيال.
ويعتبر خزاعي أن "الغيرة وعدم القدرة والكفاءة على تحقيق هذه الخبرات من ضمن أسباب اختلاق الأكاذيب"، الى جانب أنها قد تكون "محاولة اثبات وجود من خلال هذه الأوهام والخيالات".
ويشير الخزاعي الى أن هؤلاء يشكلون خطرا على أنفسهم كونهم يتقمصون أدوارا ومواقع وأعمالا ليست موجودة على أرض الواقع، وهذا الوهم الناتج عن هذا التقمص يسبب الوسواس.
ويضيف، أنهم أحياناً كثيرة قد يستخدمون أدوات معينة لإكمال الدور كاستخدام السيجار والملابس الأنيقة وإجراء مكالمات هاتفية وهمية، مبينا أن الناس "لم يعودوا جاهلين وسيكشفون مثل هذه الحركات في النهاية".
ويعتبر خزاعي أن الخطر منصب على الشخص نفسه وعلى من يتعامل معه اذا وقع فريسة لأوهامهم، مبيناً أن هذه النماذج "منتشرة بكثرة في مجتمعنا".
ومن ناحية نفسية، يقول الاختصاصي النفسي د.محمد حباشنة "إنه في التقسيمات النفسية للإنسان يطلق على مثل هذه الأمور "الكذب المرضي"؛ حيث يقدم الشخص على حبك الروايات والحكايات وقصص منسوبة لذاته".
ومن كثرة ما يكررها الشخص يصل لمرحلة يصدقها، وهذا يعد اضطرابا تحت ما يسمى الاضطرابات العقلية التحويلية، ولها جزء في اضطرابات الشخصية وغالباً ما تميل للنرجسية، وفق حباشنة.
ويفسر حباشنة تصرف ذلك الشخص بمحاولته أن يملأ الفراغ الذي داخله لجعله متماسكا ويظهر بشكل أقوى من خلال مجموعة من الأكاذيب حتى ترفع من شأنه، لدرجة أنه ومن كثرة الدخول في التفاصيل تصبح بالنسبة له حقيقة.
ويشير حباشنة الى أنه عندما يواجه هذا الشخص يقوم بحالة رفض كامل للحقيقة، مبيناً أن هذه الظاهرة "مشهورة جداً في مجتمعنا لأن هناك الكثير من النرجسيين الذين لم يحققوا شيئا، ولديهم نظرة عالية لذاتهم، الا أن انجازاتهم لم تحقق هذا الشيء".
ويعتبر حباشنة أن "الاهتمام أكثر من اللزوم يجعل الشخص يكرر ويزيد بهذه الأكاذيب، وفي المقابل عدم الاهتمام والتجاهل يجعلان الشخص يقلل بعض الشيء منها".
ويرى حباشنة أن المشكلة عند الناس كونهم ينجذبون لهذا النوع من الحوار هو ما يعزز الأمر لذلك الشخص، مبيناً أن أكثر من يقع في المأزق هم الأهل والأقارب الذين يعيشون معه ومضطرون لأن يسمعوا هذه الأوهام والأكاذيب دائماً.
الا أنه في لحظة ما لا بد من أن تسقط الأقنعة ويضطروا لمواجهته وإقناعه بضرورة مراجعة طبيب نفسي.
في حين يذهب مستشار العلاقات الأسرية د.أحمد سريوي، إلى أن هذه الظاهرة لدى الأشخاص تعود لمرض نفسي وعقدة نقص عند الشخص؛ حيث يعيش ويتقمص شخصية غير شخصيته، فهو إنسان يعيش شخصية يتمنى أن يعيشها ولا يستطيع وهذا سببه الضعف والنقص.
ويعتبر سريوي أن الأساس فيه هو أن هذا الشخص لديه قدرة كبيرة على الكذب وأكثر ما يهمه هو كيف يوصل للناس بأنه شخص مهم وصاحب نفوذ وقادر، مبيناً أنه من البداية هناك مشكلة وسوء في التربية، فهو شخص "لم يرب على القيم والأخلاق التي تجعله يعيش شخصيته نفسها وأن تكون لديه الثقة بنفسه بأن يقول الحقيقة ويعترف بنفسه وبقدراته"، لافتا الى أن هؤلاء الأشخاص يعانون من "زعزعة كبيرة وفقدان ثقتهم بأنفسهم".



Reactions

تعليقات