القائمة الرئيسية

الصفحات

وضعية الجسم- تلعب دورا كبيرا في الألم و تفاقمه


تشير الدراسات الطبية إلى أن وضعية الجسم – من حيث الوقوف والجلوس والنوم- تلعب دورا كبيرا في الألم و تفاقمه، لذا فإن الانتباه لهذا الأمر مهم في علاج الألم.
فوضعية الجسم تؤثر في آلام العمود الفقري، الصداع، ضغط الدم، النبض ودرجة الاستيعاب التنفسي للرئة. 
وذلك لأن الوضعية التي نجعل عليها أجسامنا تؤثر في التنفس ونسبة الأكسجين، الأمران اللذان يعدان من اساسيات السيطرة على الشعور بالألم.  
ويبدو ان فسيولوجية الجسم وتنظيم الحركة فيه مرتبطتان ارتباطا وثيقا بوضع الجسم في وضعه السليم المعتدل. لذا فإنه من الممكن تخفيض الألم أو القضاء عليه بتحسين وضعية الجسم ووضعه في الوضع السليم.
الوضعية السليمة هي أن تكون العضلات والعظام في الوضع المعتدل التي يحمي اساسات هذا الجسم ضد الإصابات أو ضد حدوث إعاقات. وبالمقابل فإن الوضعية السيئة هي العلاقة الخاطئة بين أجزاء الجسم، والتي تتسبب بوضع عبء زائد على أماكن معينة مما يخل بتوازن الجسم الطبيعي، وتؤكد ذلك العديد من الدراسات، فمثلا تتسبب الوضعية الخاطئة للجسم بالصداع النابع من الرقبة، آلام الفك، مشاكل الكتف، مشاكل التنفس، آلام الظهر، التليف العضلي وغيرها.
إن الحصول على أفضل نتائج في علاج الألم يكون مصحوبا بتحسين وضعية الجسم، وان وضعية الجسم المثالية هي جعل الجسم وأطرافه في حالة توازن ما بين الحركة والجاذبية الأرضية. 
ولقد تبين بأن التنفس، ووضع الرأس والرقبة تحسن وضعية الجسم. ويشعر الإنسان بالتوازن عن طريق حاسة النظر وعن طريق الأذن الوسطى.
ان الوضعية المنتصبة السليمة للرأس يمكن الحفاظ عليها بالموازنة بين عظام وعضلات وأوتار منطقتي الرأس والرقبة. وإن عظام الرقبة هي الوسيط بين الرأس والنصف العلوي من الجسم، وتشكل مع بعضها بعضا، نظاما وظائفيا متكاملا ينبغي الحفاظ على وضعه الطبيعي. في الواقع وخلال حياة الإنسان، عادة ما يتحول الجسم من الوضعية السليمة المتوازنة الى وضعية غير فعالة، مضغوطة ومنتجة للآلام، وإبقاء العمود الفقري مستقيما، هو أمر أساسي لتجنب أو لتخفيف الألم، وخاصة اذا وجدت اسباب هذا الأخير في العمود الفقري.
تؤكد الفحوصات السريرية ان نسبة عالية من مرضى الألم لا تكون اجسامهم في وضعية سليمة، فمثلا مرضى الألم لا يقفون بشكل مستقيم عندما يمشون، ولا يجلسون بطريقة سليمة. لذا فإن بعض الحلول المقترحة هي استعمال المرابط والمشدات الطبية، التي تساعد على ابقاء الاستقامة في مواضع معينة من الجسم، اذا لم يكن ذلك بإمكان المريض.  
هناك ايضا بعض العلاجات التي يقوم بها أطباء العلاج الطبيعي؛ ومنها تقوية العضلات في مواضع معينة وتعزيز مرونتها وتدريبها على التوازن، والتي بدورها تؤدي الى تحسين وضعية الجسم وبالتالي تفادي الاصابات، وهناك كذلك علاج يقوم على تمديد العمود الفقري، لتخفيف الضغط عن الفقرات والأعصاب. جدير بالذكر ان الرياضة المائية وتقوية العضلات لهما كذلك أثر ايجابي على تمديد العمود الفقري وتقويم وضع الجسم.
إن محاولة تدريب المرضى على ابقاء اجسامهم في وضعية سليمة هي نوع من العلاج الذي يساهم في التخفيف من الألم،  وعلى المريض أن يقف برأس مرفوع، مع فرد الكتفين وابقاء العمود الفقري مستقيما بلا انحناءات. وبهذا الأمر البسيط يبدو أكثر طولا، الأمر الذي يحسن من طريقة التنفس ونفسية الشخص ويخفف الضغط عن العمود الفقري، وتجعل وضعية الجسم أكثر أناقة ومرونة.   
ومن الضروري القيام بتليين وتقوية العضلات الشيء الذي يمدد العمود الفقري وسائر المفاصل، وبالتالي ضغط أقل على الأعصاب، وتقل احتمالية حدوث اصابات. 

بقلم د. إحسان فهمي الشنطي
استشاري طب الألم
Reactions

تعليقات