القائمة الرئيسية

الصفحات



جاء في الاساطير القديمة ان هناك جبلا شامخا في البراري الشمالية، وتعيش في اعمق غاباته مجموعة من العمالقة يدعى زعيمها كوا فو، لذلك سميت هذه المجموعة بقبيلة كوا فو، وهم طيبو القلب ومجتهدون وشجعان ويعيشون حياة حرة.
وفي عام من الاعوام، كان الجو حارا جدا، حيث ترسل اشعة الشمس اشعتها مباشرة الى الارض، فاحترقت الاشجار وجفت الانهار، ومات معظم افراد قبيلة كوا فو من جراء شدة الحرارة، وبات رئيسهم كوا فو حزينا جدا وقرر ملاحقة الشمس واعتقالها ليجعلها تحت أمرة الانسان.
ودع كوا فو من تبقى من افراد قبيلته وتوجه نحو مشرق الشمس، وكانت الشمس تتحرك بسرعة لكن كوا فو كان عازما على ملاحقتها، ومر بجبال وتجاوز انهارا، وعندما تعب، نفض التراب عن حذاءه الى الارض، فتكون تل ترابي ضخم، والتقط ثلاثة احجار ليعمل موقدا لاعداد الطعام، فاصبحت الاحجار ثلاثة جبال شاهقة.
وواصل كوا فو مسعاه مثابرا على ملاحقة الشمس، وزادت ثقته مع الاقتراب منها، ولحق بها اخيرا، وشعر بسعادة لا توصف وهو يمد ذراعيه ليحضن الشمس لكنها في منتهى الحرارة وشعر كوا فو بالعطش والتعب وجرى الى النهر الاصفر وشرب كل مياهه، وجرى الى نهر وي خه وشرب كل مياهه لكنه ظل عطشانا، وجرى نحو الشمال الى البحيرات الواسعة، لكنه مات في الطريق.
وكان كوا فوه يشعر باسف بالغ على فراش الموت، وهو قلق على افراد قبيلته، لذلك رمى عصاه الخشبية، وفجأة، نبتت اشجار الخوخ في مكان سقوط العصا، وكانت تلك الاشجار نضرة طول السنة تشكل ظلالا للمسافرين وتخفف عطشهم.
تجسد قصة ملاحقة كوا فو للشمس ارادة الشعب الصيني في التاريخ القديم في التغلب على الجفاف، وظلت روح فو تعيش الى الآن بين البشر المحبين للخير والعطاء.

اسطورة صينية
Reactions

تعليقات