على الرغم من سعي الجميع ليصبحوا أفضل "نسخة" من أنفسهم، إلا أن الواقع يشير إلى أنه عندما يتعلق الأمر بتحقيق الأحلام والطموحات يصبح المرء أكثر أعداء نفسه تأثيرا.
فالبعض يقومون، حسبما ذكر موقع "LifeHack" بسلوكيات تعمل على "التدمير الذاتي" دون حتى أن يشعروا بأنهم يقومون بهذا بالفعل. والبعض يدركون هذا لكنهم لا يعرفون كيفية إيقافه.
بصرف النظر عن أي من النوعين أنت، فما يجب معرفته أنه يوجد بعض السلوكيات الشائعة بين الناس والتي يجب المسارعة بإيقافها للتغلب على "التدمير الذاتي" الذي نواجهه يوميا:
· توقف عن الحديث الذاتي السلبي: "لن أتمكن من خسارة الـ10 كيلوغرامات من وزني لأصل للوزن المناسب". "أنا غبي، ولن أتمكن من إنجاز المهمة التي طلبها المدير". "سأبدو مثيرا للسخرية لو ارتديت هذه الملابس". ما سبق كان بعض الأمثلة لجمل يرددها من يعانون من سلبية أحاديثهم الذاتية السلبية.
تعتبر الأحاديث الذاتية من الأمور المعتادة والطبيعية لدى الجميع، لكن عندما تحاول تلك الأحاديث تقديم أفكار غير منطقية وسلبية يصبح هناك مشكلة يجب السعي لحلها. من الحقائق التي قد تخفى على البعض أن سلبية الأفكار التي يقدمها الحديث الذاتي تفوق ألف مرة الواقع الذي يعيشه المرء. لذا، ولنتمكن من إيقاف مثل هذه الأحاديث يجب البدء بإيقاف بعض العبارات مثل: لا أستطيع، ليتني فعلت (أو ليتني لم أفعل)، وحاول، فمن النصائح الذهبية "افعل أو لا تفعل... لا يوجد محاولة".
· توقف عن انتقاد الآخرين: يتصف البعض بقلة احتمالهم لمن يخالفهم بالرأي، وبمجرد حدوث الاختلاف فإنهم يسارعون بانتقاد الآخرين وتكوين فكرة عنهم، علما بأن الفكرة المتكونة غالبا ما تكون خاطئة كونها مبينة على عدم تقبل الاختلاف في وجهات النظر والذي يعتبر أمرا معتادا بين البشر في كل مكان. في رحلة سعي المرء ليكون أفضل "نسخة" من نفسه يجب عليه أن يمنع انتشار الطاقة السلبية قدر الإمكان، لكن اعلم بأنك عندما تنتقد شخصا معينا فإنك من جهة تلقي عليه شحنة من الطاقة السلبية التي تعمل على خلخلة ثقته بنفسه ومن جهة أخرى فإنك تسهم بانتشار هذه الطاقة السلبية في الكون الذي أنت جزء منه. عندما يتصرف أحدهم بطريقة مخالفة لتفكيرك حاول ألا تأخذ الأمور بحساسية وبشكل شخصي، حاول فقط أن تضع نفسك مكان ذلك الشخص فربما تعذره على أسلوب تفكيره.
· توقف عن الخوف من الفشل: هل تخشى الفشل بسبب قلقك من تغير نظرة الناس لك؟ أو بسبب قلقك من اعتقادهم بأنك غير كفؤ للنجاح؟ هل تخشى الفشل كونه يعد مؤشرا لك على أنك لن تتمكن من تحقيق الحياة التي تحلم بها؟ هل تتعمد إخبار جميع من حولك، ومنذ البداية، بأنك تتوقع فشلك بالعمل الذي تقوم به وذلك لتجعلهم يقللون توقعاتهم بشأن نجاحك؟ لو أجبت عن سؤال أو أكثر من تلك الأسئلة بالإيجاب فاعلم بأنك تعاني من ما يعرف بـ"رهاب الفشل". من الضروري أن تعلم بأن الفشل يعتبر من أجزاء الحياة وليس نهايتها. بل بالعكس فإن الفشل يعتبر من الضروريات التي يمكن أن تعلم المرء الكثير لتجعله أكثر نجاحا في المستقبل.
· توقف عن الخوف من النجاح: لا تندهش، فهناك بالفعل من يخافون النجاح وذلك يعود لعدة أسباب منها أن مثل هؤلاء الأشخاص يؤمنون بأن الحياة صعبة ولا يمكن أن تسير بسلاسة، لذا عندما ينجحون بشيء ما وتبدأ أحلامهم بالاقتراب، فإنهم يبدؤون تلقائيا بالبحث عن السلبيات التي لا بد من وجودها حسب وجهة نظرهم. يختفي الخوف من النجاح داخل العقل الباطن ويعبر عن نفسه من خلال عدد من الأفكار كأن يعتقد المرء بأن النجاح سيزيد من مسؤولياته ويرفع توقعات الناس بشأن ما يمكنه تحقيقه. لكن الحقيقة أن النجاح ربما يكون من أكثر الإيجابيات التي يمكن الوصول لها، وكل إنسان جاد ومجتهد يستحق أن يعيش هذا الشعور. لذا لا تدع الخوف يبعدك عن النجاح وثق بنفسك وبقدرتك على التعامل معه حال حدوثه.
· توقف عن السعي لإرضاء الجميع: يحاول البعض في علاقاتهم المختلفة تجنب كل ما من شأنه أن يثير ضيق الطرف الآخر بحيث يتجنبون قول "لا" وكل ما من شأنه مخالفة الطرف الآخر، لكن مثل هذا السلوك يضر بالمرء إلى حد كبير ويؤدي إلى نوع من التذويب لشخصيته التي يجب عليه السعي لتقويتها. لذا لو كنت من الذين يسعون لإرضاء الجميع فتذكر أمرين؛ الأول أن الناس لا يتفقون على شيء واحد وهذا يعني أنك ستضطر للنفاق لترضي جميع الأطراف. ثانيا تذكر بأنك أيضا شخص يجب إرضاؤه، ولست أي شخص، فأنت الشخص الأهم لنفسك والذي يجب أن يكون رضاه مقدما على غيره إلا في استثناءات بسيطة تتعلق بتعاليم ديننا الحنيف كإرضاء الوالدين،قدر الإمكان، وما شابه.
تعليقات
إرسال تعليق