يضرب الناس المثل في حب قيس بن الملوح لابنة عمه وحبيبته ليلى العامرية، حتى وُصف بمجنون ليلى لشدة حبه لها، ما لا يعرفه الكثيرون ان ليلى هذه كانت سوداء حبشية. وعرف عن قيس انه فتى جميل جدا، قيل إنه مر يوما على ناقة له بامرأة من قومه وعليه حلّتان من حلل الملوك، وعندها نسوة يتحدثن، فأعجبهن، فاستنزلنه للمحادثة، فنزل وعقر لهن ناقته وأقام معهن بياض اليوم، وجاءته ليلى لتمسك معه اللحم، فجعل يجزّ بالمدية في كفه وهو شاخص فيها حتى أعرق كفه، فجذبتها من يده ولم يدرِ، ثم قال لها: ألا تأكلين الشواء؟ قالت : نعم. فطرح من اللحم شيئا على الغضى، وأقبل يحادثها، فقالت له : انظر إلى اللحم، هل استوى أم لا؟ فمد يده إلى الجمر، وجعل يقلب بها اللحم، فاحترقت، ولم يشعر، فلما علمت ما داخله صرفته عن ذلك، ثم شدت يده بهدب قناعها.
يقول قيس بن الملوح في أحد قصائده:
و قالوا عنك سوداء حبشية .... ولولا سواد المسك ما انباع غاليا
وفي السمر معنى لو علمت بيانه .... لما نظرت عيناك بيضاً ولا حمرا
تعليقات
إرسال تعليق