ويعتبر مطارنة تجاهل مشاعر الآخرين وعدم الاهتمام بها أمرا مؤثرا اجتماعيا ونفسيا، ويرى أن هذا السلوك ليس من الدين والأخلاق العربية التي امتازت دوما بالمحبة والمودة والاحترام، والتي تدعو إلى المؤانسة، عازيا ذلك إلى خلخلة العلاقات الانسانية والروابط الاجتماعية، وضعف الشعور الإنساني بوجه عام.
الثلاثينية دينا مقداد، من ناحيتها، تتساءل في حيرة كيف يفكر الناس، وكيف يشعرون في هذه الأيام، لافتة إلى أن الكثير من الأشخاص يعيشون بدون مشاعر إنسانية.
وتضيف "المصائب هي أكثر اللحظات التي نحتاج فيها إلى الناس"، مبينة أنه رغم ما تمر به من ضغط وتوتر نفسي بسبب مرض زوجها إلا أن ما تستغربه إهمال من حولها لظروفها، وتردّدهم إلى بيتها، بدون مراعاة لحالة زوجها، وكأن شيئًا لم يكن.
وتصف مقداد مشاعر الحقد والكراهية التي تسيطر عليها عندما ترى من حولها وهم لا يأبهون لما يمر به زوجها، وكأنهم مجردون من المشاعر والأحاسيس.
قد يعجبك ايضا
ويرى أن ضعف العلاقات الاجتماعية سببه تضخم الأنا الذي يؤدي إلى ضعف العلاقات الأولية بين الجيران، حتى أصبحت المشاعر التي يفترض أن تعزز الروابط الإنسانية ومكونات المجتمع، مجرد مشاعر فاترة وباهتة، وتفتقد إلى البُعد الاجتماعي والإنساني الذي ظلت تتصف به عبر عصور طويلة.
ويبين أن المصائب وما يحدث من مشاكل وأحزان لأفراد المجتمع أصبحت حالات فردية، لا تعني إلا صاحب المصيبة وبعض الأقرباء، خصوصا مع وجود التكنولوجيا وانتشارها؛ حيث أصبح الناس يعزّون بعضهم بعضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل الإلكترونية، إضافة إلى انشغال الناس بذواتهم الفردية.
هذه الأسباب، وفق محادين، جعلت العلاقات الاجتماعية، في الأتراح تحديدا، في حالة ضعف، بعد تخليها عن القيم العربية، القائمة على التكاتف والتعاضد.
ويصف تراجع التراحم بين الناس بأنه حالة مصاحبة لطبيعة التغيرات الحداثية التي يمر بها المجتمع، بصورة "موجعة" بالمعنى الإنساني.
تعليقات
إرسال تعليق