أصبحت السعادة والرضا عن النفس في ظل العصر المتسارع والمليء بالانشغالات الذي نعيشه من الأمور التي لا يسهل تحقيقها، ولو أضفنا آراء الآخرين بتعريف معنى السعادة والكيفية التي يمكن للمرء أن يرضى بها عن نفسه فسيزداد الأمر صعوبة نظرا لكون كل منا له مقاييسه ومفاهيمه الخاصة، حسبما ذكر موقع "LifeHack".
ورغم وجود الدافع الداخلي لدى المرء لإثبات نفسه أمام الآخرين كزوجته وأصدقائه ومديره في العمل، الأمر الذي يضطره لمحاولة تقليد بعض الناجحين ظنا منه أن هذا التقليد سيوصله للسعادة التي يسعى لها، لكن على العكس تماما نجد بأن عدم وجود مقاييس شخصية لتعريف السعادة ومشتقاتها يمكن أن يزيد من متاعب المرء إلى حد بعيد.
من حسن الحظ أنه بإمكان المرء التخلي عن محاولة التقيد بمقاييس الآخرين واتباع مقاييسه الخاصة. وفيما يلي عدد من أهم الأسباب التي تثبت للمرء أنه ليس بحاجة لكي يثبت نفسه أمام الآخرين من خلال تبني معتقداتهم وأفكارهم:
- أنت الوحيد الذي تستطيع تقييم نجاحك طبقا لمقاييسك الخاصة: في عصرنا الحالي أصبح بمقدورنا وصف النجاح في الحياة بأنه نجاح مصطنع. فوسائل الإعلام المختلفة تمكنت من زرع صورة معينة للنجاح أصبح الجميع يسعى لملاحقتها. لكن بدلا من أن تجعل شعارات الإعلام هوية لنجاحك، فكر باحتياجاتك أنت ومن خلالها يمكنك التوصل لما تريد أن تنجح به، حتى وإن كان شيئا لا يهم سواك، فالأصل هو أن تحقق ذاتك لنفسك وليس لإرضاء أي كان.
- قيمتك الذاتية لا تحتاج لمصادقة خارجية: من منا لا يتمنى أن يحقق إنجازا عالميا سواء أكان هذا الإنجاز رياضيا أو فنيا أو أدبيا أو أي شيء آخر، المهم أن يكون إنجازا مميزا يتحدث العالم عنه. لكن المصادقة الخارجية على تلك الإنجازات غالبا ما تتلاشى بمرور الوقت فالنجاح الحقيقي يكون مبنيا على معتقداتك أنت بصرف النظر عن درجة التأييد التي تحصل عليها. لذا عليك أن تعلم أن تمسكك بالصدق في الحديث، بالأمانة في التعامل، باحترامك لغيرك، كلها أمور تستحق منك أن تفخر بها أكثر من الكثير من الجوائز التي وإن وجدت التصفيق الإعلامي قد لا تتمكن من جلب مشاعر الراحة التي تمر بك عندما تتعامل برفق مع شخص يطلب مساعدتك على سبيل المثال.
- لا تتوقع أن ترضي جميع الناس: يقول الرئيس الأميركي الراحل إبراهام لينكولن "يمكنك أن ترضي جميع الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لا تستطيع إرضاء كل الناس كل الوقت". لقد أصبحت ثقافة البعض تشعره بالرعب فيما لو خذل أحد الأشخاص في يوم ما، الأمر الذي أدى بالمرء إلى أن يقبل الكثير من الواجبات والالتزامات التي قد تفوق طاقاته، مما يتسبب في عدم وجود الوقت لإنجاز الكثير من الأمور التي تهمه شخصيا. ليس من الخطأ رفض القيام بأمر ما، ويمكن للمرء التعود على هذا التصرف من خلال وضع الأولويات؛ فطلب شخص لا تربطه معه معرفة قوية لا يجب أن يعامل كطلب من أعز أصدقائه أو ما شابه.
- أنت ناجح بما أنك بذلت قصارى جهدك: في داخل كل منا خوف من الفشل. هذا الخوف ينتج عن أن المرء لا ينظر للأمر بشكل كامل، لذا تجد بأن الطالب الذي يحصل على تقدير "جيد جدا" يتمنى لو حصل على تقدير "ممتاز" والفريق الذي حصل على الوصافة يحزن كونه لم يحقق البطولة. لكن لو نظر بموضوعية للصورة الكاملة سيجد بأنه قام بكل ما في وسعه بشكل يجب أن يشعره بالفخر بما حقق بدون إغفال سعيه للمزيد في المرات المقبلة.
- أنت الأعلم بما يصلح لك: غالبا ما يسمع المرء عددا من النصائح من الأشخاص الذين يحبونه ويهتمون به، لكن تلك النصائح لا تكون مناسبة بالضرورة. فعلى سبيل المثال؛ قد تجد أحد الأشخاص ينصحك بقبول الوظيفة كونها تمنحك راتبا عاليا، أو تجد شخصا آخر يقنعك بشراء المنزل الجديد كونه في منطقة راقية وأكبر من منزلك الحالي. تلك النصائح تبدو صحيحة لكنها تحمل مقاييس الشخص الذي أطلقها، في هذه الحالة، يجب عليك مراجعة احتياجاتك وإن لم تكن تتوافق مع النصيحة المقدمة يمكنك رفضها بلطف بدون إشعار الطرف الآخر بعدم اهتمامك بنصائحه.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق