وكان هذا الاسم ما يزال واسع الانتشار بين الآشوريين الوثنيين ومعبودا من قبلهم في بين النهرين العليا من حدياب (أربيل) وحتى ألرها (أورفة) بعد سقوط الدولة الآشورية عام 612 قبل الميلاد وحتى القرون المسيحية الأولى.
أما كيف تحول من اسم مرتبط بالعبادة الوثنية إلى اسم ذي دلالة مسيحية روحية وقداسة فتلك قصة أخرى.
قد يعجبك ايضا
ومنذ ذلك الوقت بدأ المسيحيون أيضا يسمون أولادهم بهذا الاسم. وظل اسم شربل منتشرا بين السريان/الآشوريين ولو على نحو غير واسع حتى وقتنا هذا. وتذكر لنا القصص والسير والأحداث أناسا عديدين عبر التاريخ تسموا بهذا الاسم.
وكان شربل بتصحيف "شرحبيل" معروفا لدى العرب أيضا. في الأقل تذكر لنا الوقائع التاريخية أن اسم أحد قادة الجيوش الإسلامية في زمن الخليفة عمر بن الخطاب كان شرحبيل بن حسنة. وقد يكون هذا الشكل الأخير من الاسم أقرب إلى الاسم الأصلي.
لكن هذا الاسم لم يتحول إلى اسم شعبي واسع الانتشار إلا بعد أن ذاع صيت الراهب الماروني شربل بعجائبه.
والمعروف أن مار شربل الماروني اللبناني هو يوسف أنطون مخلوف ولد في بقاع كفرا في الثامن من أيار 1828 ودرس العلوم واللاهوت المسيحي في شبابه وهو يحمل اسمه الحقيقي، إلا أنه سمى نفسه "شربل" عندما ترهب في دير مار مارون في عنايا في شمال لبنان. أي أنه أتخذ لنفسه هذا الاسم اقتداء بشهداء المسيحيين الأوائل وربما تحديدا اقتداء بذلك الآشوري رئيس كهنة الوثنيين في أُلرها.
بعد وفاة مار شربل، الذي طبقت شهرته الآفاق وهو حي، انتشر الاسم بين موارنة لبنان حتى يكاد يتصور البعض إنه اسم لبناني أصيل،
تعليقات
إرسال تعليق