القائمة الرئيسية

الصفحات


النجاح الحقيقي ليس على المستوى الأكاديمي أو العلمي فحسب، كما يظن الكثيرون، بل هو على مختلف المستويات، من بينها النجاح الاجتماعي والعاطفي، حسبما تؤكد هبة سامي المحاضرة بعلوم التغيير والعلاقات الإنسانية وخبيرة التطوير النفسي والاجتماعي.
وتشير سامي، وفق ما جاء على موقع "اليوم السابع"، إلى أن ذلك يتحقق بدرجة كبيرة نتيجة الاحتكاك بالواقع العملي، والذي ينعكس في النهاية على التقدير الذاتي والاجتماعي.
وأوضحت سامي، أن للذكاء العاطفي 5 ركائز، أهمها إدارة العواطف كالقلق والميل للاكتئاب ومواجهة المواقف الصادمة، إضافة إلى التعرف على عواطف الآخرين، أو ما يسمى الذكاء الوجداني، وهي معرفة ما يشعر به الآخرون تجاه أنفسهم أو تجاهه.

أما الركيزة الثالثة فهي الوعي بالنفس من تحليل الموقف ووضع ضوابط لإدارة الانفعال وردود الفعل تجاه الموقف، تليها تحفيز النفس من أجل الوصول إلى الهدف بدون التأثر بالواقع السلبي المحيط به، وأخيرا، الركيزة الخامسة هي توجيه العلاقات الإنسانية وإدارتها بالطريقة المثلى.

وأشارت سامي، إلى أن النجاح العاطفي يعتمد بنسبة 20 % على الفطرة، و80 % على تطوير الذات والمهارات المكتسبة، ومن يحققون نجاحا عاطفيا نراهم دائما متواصلين ومرحين لا يغرقون في انفعالاتهم ومشاعرهم، ويبدعون حتى في أصعب الظروف، ويطمحون للأفضل دائما.

وأكدت سامي أنه يمكننا تطوير الذكاء العاطفي لأنفسنا أو لأبنائنا من خلال خطوات بسيطة، أهمها التعلم والتأهيل من خلال كتب أو دورات تدريبية، إضافة إلى تنمية التفكير الإيجابي الذي يساعد على إبراز قدرات العقل البشري ومواهبه.

كذلك يعمل بث الأمل والتفاؤل على تنمية ذكائنا العاطفي، ويمكن تعزيزهما من خلال مشاهدة قصص الناجحين رغم التحديات الصعبة وما يظنه الآخرون مستحيلاً؛ أما الخطوة الرابعة فهي تحديد أهداف واضحة وخطة وآليات من بينها العلاقات الإنسانية وكيفية تطويعها بالمنفعة المتبادلة والمشاعر الصادقة.

ويعد تحديد رسالة إنسانية عاملا مهما في تنمية ذكائنا العاطفي، حيث إن شعور الإنسان بأنه صاحب يد بيضاء معطاءة سيدعم جوانب فكره وروحه وجسده، وسيحافظ على تفكيره وإبداعه، كذلك من المهم أن نتمتع بالمرونة في التعامل مع المواقف والتحديات التي تواجهنا، وفي تغيير هدف ما لتحقيق هدف أكثر تناسبا.

ولتنمية الذكاء العاطفي لابننا المراهق، يمكننا إشعاره دائما بأنه مسؤول عن أي شيء يحدث.. مسؤول بتغييره وقدراته وإبداعاته، وأن الحياة اختبارات لابد أن نحاول أن ننجح بها ونؤمن بذلك دائما، كذلك علينا تعويده على التوافق مع الطبائع المختلفة حوله واحترام الآخر.

ومن المفيد أيضا أن نشركه برياضة جماعية أو عمل تطوعي جماعي يكسبه مهارات عديدة وقوة نفسية كبيرة في تحقيق أهدافه وفي التعلم بشكل أكبر.
وأشارت خبيرة التطوير النفسي والاجتماعي، إلى أهمية السلام الداخلي والتسامح مع النفس والآخرين في تنمية الذكاء العاطفي، والتعلم من أخطاء الماضي بدون الوقوف على أعتابه، وكذلك التحكم بالعواطف من خلال تعاليم الدين أو الردود الحكيمة، فضلاً عن التحليل الاجتماعي للأحداث المحيطة والتأمل في قصص نجاح وفشل الآخرين.

Reactions

تعليقات