قال تعالى: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ [البقرة: 19].
وقوله تعالى: وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا [النساء:126]
قال ابن جرير: وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ [البقرة: 19] بمعنى جامعهم فمحل بهم عقوبته ((جامع البيان)) (1/122). .
وقال في قوله: وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [الأنفال: 47]: يقول جل ثناؤه إن الله بما يعمل هؤلاء الكفار في عباده وبلاده من الفساد والصد عن سبيله، والعداوة لأهل دينه وغير ذلك من معاصي، الله محيط بجميعه حافظ له، لا يعزب عنه شيء حتى يوفيهم جزاءهم على ذلك كله، ويذيقهم عقوبته عليه ((جامع البيان)) (4/45). .
وقال في قوله: أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ [فصلت: 54]: يقول تعالى ذكره ألا إن الله بكل شيء مما خلق محيط علما بجميعه وقدره عليه، لا يعزب عنه علم شيء منه أراده فيفوته، ولكنه المقتدر عليه العالم بمكانه ((جامع البيان)) (25/5). .
وقال الزجاجي: .. فالله عز وجل محيط بالأشياء كلها؛ لأنها تحت قدرته، لا يمكن شيئا منها الخروج عن إرادته فيه، ولا يمتنع عليه منها شيء، وقد قال الله تعالى عز وجل: أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [الطلاق: 12]، أي: علم كل شيء على حقيقته، بجميع صفاته فلم يخرج شيء منها عن علمه.
وقد قال الله تعالى: وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ [البقرة: 19] قال المفسرون: تأويله: مهلك الكافرين، حقيقته أنهم لا يعجزونه ولا يفوتونه فهو محيط بهم.
ثم قال: وحقيقة الإحاطة بالشيء: ضم أقطاره ونواحيه وتصييره وسطاً، كإحاطة البيت بمن فيه، والأوعية بما يدور عليه، ثم اتسع فيه..
((اشتقاق أسماء الله)) (ص:46 – 47). .
وقال الخطابي: (المحيط) هو الذي أحاطت قدرته بجميع خلقه، وهو الذي أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عدداً ((شأن الدعاء)) (ص:102). .
وقال الحليمي: ومنها "المحيط" ومعناه: الذي لا يقدر على الفرار منه، وهذه الصفة ليست حقاً إلا لله جل ثناؤه، وهي راجعة إلى كمال العلم والقدرة، وانتفاء الغفلة والعجز عنه ((المنهاج)) (1/197 – 198) وذكره في الأسماء التي تتبع نفي التشبيه عن الله تعالى جده، ونقله البيهقي في الأسماء (ص:40). .
وقال السعدي: "المحيط" بكل شيء علماً وقدرةً ورحمةً وقهراً <br/> ((تيسير الكريم)) (5/302). .
المصدر: النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى لمحمد بن حمد الحمود - 2/730
تعليقات
إرسال تعليق