القائمة الرئيسية

الصفحات



قال تعالى: رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ [ص: 66].
العزيز من العزة أي القوة والغلبة، وهو من الشيء العزيز أي النادر الذي يصعب وجود مثله، وهو أيضاً بمعنى الممتنع، والخطير الذي يقل وجوده، وتشتد الحاجة إليه ويصعب الوصول إليه              الزجاجي، ((اشتقاق الأسماء)) (ص 23،239).      .
قال الراغب الأصفهاني: العزة حالة مانعة للإنسان من أن يغلب من قولهم أرض عزاز أي صلبة، قال تعالى: أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا [النساء: 139]             الراغب الأصفهاني، ((المفردات)) (ص 332).      ، وتعزز اللحم اشتد وعز كأنه حصل في عزاز يصعب الوصول إليه، والعزيز الذي يقهر ولا يقهر قال تعالى: إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [النساء: 139]، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ [العنكبوت: 26].
فـ (سبحانه) عزيز أي غالب لا يغلب، قاهر لا يقهر، وهو عزيز جليل وهو عزيز قوي شديد، وهو عزيز أي لا مثل له ولا نظير، وهو عزيز تشتد الحاجة إليه، ويصعب الوصول إليه. قال ابن القيم في نونيته المشهورة:


وهو العزيز فلن يرام جنابه

أنى يرام جناب ذي سلطان


وهو العزيز القاهر الغلاب لم

يغلبه شيء هذه صفتان


وهو العزيز بقوة هي وصفه

فالعز حينئذ ثلاث معان


وهي التي كملت له سبحانه

من كل وجه عادم النقصان

فالعزة لها ثلاثة معان، وكلها كاملة لله عز وجل:
1- عزة القوة الدال عليها من أسمائه القوي المتين، وهي وصفه العظيم الذي لا تنسب إليه قوة المخلوقات وإن عظمت.
2- عزة الامتناع، فإنه هو الغني بذاته، فلا يحتاج إلى أحد ولا يبلغ العباد ضره فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه، بل هو الضار النافع المعطي المانع.
3- عزة القهر والغلبة لكل الكائنات، فهي كلها مقهورة لله خاضعة لعظمته منقادة لإرادته، فجميع نواصي الخلق بيده، لا يتحرك منها متحرك ولا يتصرف منها متصرف إلا بحوله وقوته وإذنه، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا حول ولا قوة إلا به. فمن قوته واقتداره أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وأنه خلق الخلق ثم يميتهم ثم يحييهم ثم إليه يرجعون       عبد   الرحمن آل سعدي ((الحق المبين)) (ص: 44-45).      المصدر: المنهاج الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى لزين محمد شحاته – 1/238
وعن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ أنهما كانا يقولان في السعي بين الصفا والمروة: ((رب اغفر وارحم، وتجاوز عمَّا تعلم؛ إنك أنت الأعزُّ الأكرم))              رواه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (4/68)، والطبراني في ((الدعاء)) (870)، والبيهقي   في ((السنن)) (5/95)؛ موقوفاً على ابن مسعود رضي الله عنه، ورواه ابن أبي شيبة   (4/69) موقوفاً على ابن عمر رضي الله عنهما. وصحح العراقي في ((تخريج إحياء علوم   الدين)) (1/321)، وابن حجر في ((الفتوحات الربانية)) (4/401-402) إسناد الموقوف على   ابن مسعود رضي الله عنه. وقال الألباني -رحمه الله- في ((مناسك الحج والعمرة)) (ص   28): ((رواه ابن أبي شيبة عن ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما بإسنادين   صحيحين)).       .
... فثبت بذلك أنَّ (الأعَزَّ) من أسماء الله الثابتة بالسنة؛ فهذا مما لا يقال بالرأي.
Reactions

تعليقات