في أواخر الستينيات، قام العالم النفسي والتر مايكل بتجربة على مجموعة أطفال في عُمر اربع سنوات. قام بدعوتهم واحداً تلو الآخر لغرفة بها منضدة خشبية عليها قطعة من الحلوي وبجانبها كرسي صغير. بعد ذلك قام والتر بإخبار كل طفل بعرض صغير وهو أنه في حال إنتظر لعدة دقائق ولم يتناول قطعة الحلوي فسيأخذ قطعة حلوى أخرى، تقريباً وافق كل الأطفال على الانتظار من أجل قطعة حلوى أخرى!
مع إجراء هذا الاختبار لمئات الأطفال إتضح أن كُل الأطفال لديهم مستوي قريب من الإرادة الضعيفة حيث قام معظم الأطفال بأكل قطعة الحلوى في أقل من 30 ثانية في حين نجح عدد محدود جداً في الانتظار.
قام مايكل بدراسة العدد المحدود من الأطفال الذين نجحوا في الانتظار لعدة دقائق في محاولة لإكتشاف ما الذي يجمعهم؟!
إكتشف أن القلة من الاطفال التي نجحت في الاختبار قامت بشئ واحد بدون استثناء وهو ان كل واحد فيهم وجد طريقة ليشغل نفسه بشئ آخر غير قطعة الحلوى.
بعضهم أغمض عينيه، آخر أخذ يغني، وثالث نزل تحت المنضدة وظل يلعب وآخر تمدد ونام!.
المهارة التي إشترك فيها هؤلاء الأطفال الذين استطاعوا الانتظار هي أنهم أستطاعوا أن يوجهوا تركيزهم بقوة في اتجاه آخر غير قطعة الحلوى.
يعتقد مايكل أن هذه هي المهارة الرئيسية التي تساعد على التحكم في الذات . من يستطيع أن يوجه تركيزه وانتباهه على افكار معينة يستطيع ان يتحكم في نفسه بشكل أفضل.
لم تنته التجربة عند هذا الحد، لكن قام مايكل بمتابعة الأطفال الذين قاموا بهذه التجربة بعد 13 سنة من أدائهم لهذا الختبار، وكان عمرهم وقتها 16 عام.
وجد ان الاطفال الذين لم يستطيعوا الانتظار لديهم مشاكل على المستوي الشخصي والعلاقات أكثر بكثير من الاطفال الذين نجحوا في هذا الاختبار.
على المستوى الأكاديمي وجد أن من نجحوا في الاختبار لديهم متوسط درجات أعلى بـ 210 نقطة في اختبارات الـ SAT من الذين لم يستطيعوا الانتظار.
هذه التجربة توضح أهمية تعلم تركيز الانتباه. كُلما إستطاع الانسان أن يركز إنتباهه أكثر، استطاع أن يقاوم الأفكار السلبية أكثر، وأن يتحكم بنفسه بشكل أفضل، وأن يكون أكثر نجاحاً.
عن كتاب الارادة تجعلك أكثر ذكاء
تعليقات
إرسال تعليق