أصبح الكثير من الناس يحملون بداخلهم هاجسا واحدا يسعون لتحقيقه بشتى الطرق الممكنة، هذا الهاجس يمكن وصفه بأنه سعي المرء للحصول على "أكسير الحياة"، فالإنفاق سعيا للوصول لصحة دائمة، أصبح يتزايد بشكل كبير في شتى أنحاء العالم.
ليس سرا ما يقوله موقع "eZine Articles" من أن وسائل الإعلام لعبت دورا كبيرا بتسويق هذه الأفكار وزرعها لدى المشاهد حتى أصبحت تشكل مكونا أساسيا في عقله، الأمر الذي أضاف عليه الكثير من الأعباء المالية، نظرا لكونه أصبح على استعداد لدفع الكثير من المبالغ، التي تعب للحصول عليها، لمجرد محاولة خسارة بضعة كيلوغرامات من وزنه على سبيل المثال، ليكتشف فيما بعد أن البرنامج الذي اشترك به لم تكن نتائجه متطابقة مع ما رآه عبر وسائل الإعلام.
بصرف النظر عن سبب فشل الحمية الغذائية هذه أو تلك، فهناك حقيقة واحدة يجب أن يسعى كل منا إلى ترسيخها داخله ألا وهي: "صحة المرء تبدأ من عقله". لو نظر المرء لماضيه وتذكر محاولاته لخسارة الوزن، قد يجد بأن أسباب فشله بتلك الخطوة متعددة كالعامل الاقتصادي الذي منعه من التقيد بطعام معين يخص تلك الحمية، أو عامل عدم المعرفة كأن يسمع من أحد معارفه عن حمية معينة، ولكنه يفشل بها لسبب عدم معرفته الكاملة عنها. لكن وإن تعددت الأسباب، يبقى السبب المهيمن عليها جميعا هو الانضباط العقلي الذي من شأنه تسهيل وصول المرء لما يريد.
وفيما يلي عدد من النقاط التي من شأنها مساعدة المرء على أن يكون أكثر قدرة على ضبط عقله والأفكار التي تمر به:
- تنبه للأفكار المهيمنة على ساعات يومك: ترى ما هي الأفكار التي يتكرر مرورها بعقلك يوميا؟ وما هي أساسيات الحوارات التي تجريها مع نفسك، هل هي حوارات مشجعة أم انهزامية؟ من الأمور التي يجب على المرء أن يعيها أن الأفكار السلبية التي تمر بالعقل تقوم بتوصيل رسالة سلبية لكل خلية من خلايا الجسد، وبالتالي فلو كنت تستمع لهذه الأفكار يوميا، فيمكنك تخيل طبيعة الوضع الصحي الذي يعاني منه جسدك.
وبالتالي، فإنه ولكي يتمكن المرء من التمتع بصحة جيدة يجب عليه أن لا ينفق المال لشراء الأدوية واتباع الحميات الغذائية المختلفة، فرغم عدم إنكار ضرورة تلك الأشياء في حالات معينة، إلا أن الكثير من مشاكل الناس الصحية يمكن أن تحل بمجرد تغيير نوعية الأفكار التي تمر بالعقل وجعلها تميل نحو الإيجابية والتحفيز. فلو تمكن المرء من القيام بهذا الأمر لمدة سنة واحدة سيجد نتائج صحية مذهلة لم يكن يحلم ربما بالحصول عليها. لكن القدرة على القيام بهذه الخطوة تعد من أكبر التحديات التي يمكن أن يواجهها المرء.
- لا تقم بالتحدث مع نفسك حول أفكارك السلبية: تمر بالإنسان يوميا حوالي 70-80 ألف فكرة ويكون حوالي ثلاثة أرباع هذه الأفكار ذات طبيعة سلبية. لكن ورغم هذا العدد الكبير، إلا أن الأفكار السلبية تكون راكدة إلى حد ما وتحتاج لما يشبه الوقود لتنشيطها ووقود الأفكار يكون عبر التحدث عنها. وما يسهم بزيادة المشكلة أن الكثير من الناس يؤمنون بأن كل فكرة تمر بهم تكون حقيقة لا تقبل الشك، وبالتالي يبدأون بمناقشتها بين أنفسهم إلى أن تتمكن منهم وتتسبب بالكثير من المتاعب الصحية.
لو افترضنا أنه مر بالمرء في يوم واحد 80 ألف فكرة، فإن هذا يعني أن حوالي 60 ألف فكرة سلبية مرت به. ولو حاول مناقشة 5 أفكار منها فقط، ترى كيف ستكون صحته؟ لذا عندما تمر بعقلك فكرة معينة تتعلق بصحتك فهي ستعمل على تركيز اهتمامك عليها وتشجعك على فتح حوارات ذاتية بينك وبين نفسك. لا تسمح لهذا بالحدوث، فعندما تخطر لك فكرة سلبية عن صحة جسدك على سبيل المثال، قم بكتابة 5 إيجابيات تشعر بأن جسدك يمتلكها وناقشها مع نفسك وتذكر "خلايا جسدك دائمة الاستماع لك".
- مارس التأمل: يحمل التأمل لمن اعتاد عليه الكثير من الفوائد، فهو فرصة مناسبة لإراحة العقل بدلا من استمراره بإنتاج الأفكار السلبية يوما بعد يوم. فمجرد ممارسة التأمل 10-15 دقيقة يوميا يعد خير إجازة يمكن أن تمنحها لعقلك ولتنعكس إيجابا على باقي جسمك.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق