الاختصاصي الاجتماعي د.حسين الخزاعي، يذهب إلى أن مدى وقوف الصديق إلى جانب صديقه، يعتمد على انتقاء ذلك الصديق والخبرة والمعرفة والصفات التي يتمتع بها، إلى جانب دور الوالدين في مساعدة أبنائهم في اختيار الصديق المناسب لهم.
وإذا تفاجأ الفرد بتخلي صديقه المقرب عنه لحظة مروره بمشكلة ما، كما يقول الخزاعي، فلا بد من وضع علامات سؤال على مدى جدية علاقة الصداقة هذه، مؤكدا أنه في الوقت الحالي، بات للصداقة مدة صلاحية، فبمجرد أن ينتهي الشخص من مصلحته تنتهي الصداقة، وبمجرد الحصول على المنفعة يتم تجاهل الآخرين.
اختصاصية العلاقات الأسرية والزوجية نجوى عارف، ترى أن المواقف الصعبة ليست هي المقياس لمعرفة حقيقة الصديق؛ إذ يجب على الإنسان أن يدرس الموقف برمته، ويفهم من صديقه لماذا لم يقف معه في المشكلة التي مر بها، منوهة إلى أن هناك ظروفا مختلفة قد تمنع الفرد من الوقوف إلى جانب الصديق في محنته.
وترى أنه لا يجب الحكم على الصديق من أول موقف، مشيرة إلى هناك عوامل أخرى كثيرة تدخل في هذا الموضوع، فقد يكون الأمر ليس بيده أو خارجا عن إرادته، موضحة أنه على الفرد أن يملك حسن التقدير والتمييز بين الأمور.
وتردف "وأحياناً قد يكون سقف التوقعات عاليا من الصديق، وبالتالي إذا لم تكن ردة الفعل بحجم هذه التوقعات يصاب الفرد بخيبة أمل، لذلك يجب أن لا نحكم على الإنسان من خلال موقف واحد، وأن نترك الحكم في حال تكرر الأمر أكثر من مرة، وبعد الرجوع إلى الصديق والاستماع منه إلى أسبابه".
الاستشاري النفسي والتربوي د.موسى مطارنة، يرى أن الصديق هو جزء من الأمان النفسي للفرد، وأن علاقة الصداقة وجدت لتشكل حالة من الأمان عند الأفراد، فأحيانا كثيرة يكون الصديق أقرب من الأخ.
هذا الأمان، من وجهة نظر مطارنة، قد يشكل صدمة للأصدقاء في حال وقع أحدهم في مشكلة ولم يجد صديقه يقف إلى جانبه، وبالتالي تحدث له صدمة نفسية وهبوط في الحالة العصبية، ويشعر بأن من اختاره صديقا له غير صادق وأن مشاعره غير حقيقية.
ويشير مطارنة الى أن الحكم على الصديق يختلف باختلاف الموقف وشدته، ففي بعض المواقف يكون الفرد بأمس الحاجة إلى أن يكون صديقه معه ولا يقبل بأي مبرر.
ويرى مطارنة أن هناك قيما تحكم هذه العلاقة، فإذا تدمرت بداخل الشخص من الصعب أن تعود كما هي، فهي تقوم على روابط متينة وكبيرة، فالصداقة عمق روحي وإنساني قوي.
تعليقات
إرسال تعليق