تشير أحدث دراسات تحليل الأغذية إلى أن كلا من الحمص والتونا يعتبران من أغنى مصادر فيتامين (ب6). ويلعب فيتامين (ب6)، والمعروف علميا باسم "البيريدوكسين"، دورا فعالا في صحة دمنا، وهو ضروري لامتصاص فيتامين (ب12) بكفاءة. ويدخل فيتامين (ب6) في تكوين خلايا الدم الحمراء، وفي صحة وظائفها على حد سواء. كما ويساعدنا على الاستفادة من البروتين في الغذاء الذي نتناوله، لذلك تزيد احتياجاتنا منه عند تناول حمية غنية بالبروتين. ومن المصادر الجيدة بفيتامين (ب6)؛ الأسماك بأنواعها، البقوليات بأنواعها كالفاصولياء والعدس، الفلفل، السبانخ، اللفت، الكوسا، الثوم، الزهرة أو القرنبيط، والبرتقال.
وتحتاج بعض الحالات المرضية إلى متابعة مستوى فيتامين (ب6)، والذي من أهم أعراض نقصه التعب المزمن وحدوث تغيرات في الجلد. وتشمل هذه الحالات الأفراد الذين يعانون من أمراض في الكلى، والذين يقومون بغسيل الكلى أو الذين خضعوا أو يخضعون إلى عملية زرع كلى، إضافة إلى الأفراد الذين يعانون من التهابات في المفاصل، وأمراض الجهاز الهضمي، ومرض كرون، والتهاب القولون التقرحي، والتهاب الأمعاء والسرطان.
وهنالك بعض الأدوية التي من شأن تناولها أن يؤثر ويخفض من مستوى فيتامين (ب6) في الدم، مثل الأدوية المعالجة لمرض السل، وأدوية التهاب المفاصل والربو، وبعض أدوية الاكتئاب. ويجب تناول بعض المضادات الحيوية (التتراسايكلين) في أوقات متباعدة عن تناول مصادر فيتامين (ب6) في الوجبة لأن تناولها يقلل من فرصة الاستفادة من فيتامين (ب6) في الغذاء.
وتظهر دراسة حديثة بأن الأفراد الذين يتمتعون بمستويات مرتفعة من فيتامين (ب6) كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان الرئة بنحو 30 % عن هؤلاء الذين كانت المستويات منخفضة لديهم. ومع ذلك، لم يتم الجزم العلمي بأن هنالك ارتباطا بين مستوى فيتامين (ب6) وعلاقته في الحد من خطر الإصابة بسرطان الرئة في ضوء ما يتوفر بين أيدينا من أدلة علمية.
كما وتشير العديد من الدراسات دور كل من فيتامين (ب6)، و(ب9)، و(ب12) في خفض مستويات دمنا من مادة الهوموسيستايين، وهي عبارة عن مادة تحمي جسمنا وتمنع فرصة إصابتنا بأمراض القلب. وتشير أحدث الدراسات الكبيرة التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية للعام 2010 إلى أن تناول جرعات عالية من كل من فيتامين (ب12)، إلى جانب تناول كل من فيتامين (ب9) أو حامض الفوليك وفيتامين (ب6)، أظهر تدهورا في وظائف الكلى لدى مرضى السكري الذين يعانون من اعتلال في الكلية، إضافة إلى مضاعفة خطر تدهور عضلة القلب والسكتة الدماغية لديهم. ويشير علماء الدراسة إلى أن "هدف الدراسة هو توقعنا بأن الفيتامينات لن يكون لها تأثير عكسي بسبب قدرة فيتامين (ب) على خفض مستويات مادة الهوموسيستايين الكلية، والتي لم تنخفض في الدراسة". ومن ذلك نستنتج بأن علينا أن نتوخى الحذر في تناول مكملات فيتامين (ب) أو توصية الآخرين بتناول جرعات من فيتامين (ب) بدون استشارة طبية لأنها تعتمد على حالتنا الفردية وحالتنا المرضية وأدويتنا وعمرنا ووضعنا الصحي الذي يختلف من شخص لآخر.
تتيانا الكور
تعليقات
إرسال تعليق