وما يدريك ما فرس جرور
وما يدريك ما حمل السلاح
وما يدريك ما شيخ كبير
عداه الدهرعن سنن المراح
فأقسم لو ركبت الورد يوما
وليلته إلى وضح الصباح
إذا لنظرت منك إلى مكان
قد يعجبك ايضا
قال: فأصبحت الجارية فدخلت إلى خالد فشكت إليه الأعشى، فقالت: والله ما تكرم، ولقد اجترىء عليك فقال لها: وما ذاك؟ فأخبرته أنها مرت برجل في وجه الصبح، ووصفته له وأنه سبها، فقال: ذلك أعشى، همدان، فأي شيء قال لك. فأنشدته الأبيات. فبعث إلى الأعشى، فلما دخل عليه قال له: ما تقول. هذه زعمت أنك هجوتها، فقال: أساءت سمعاً، إنما قلت:
مررت بنسوة متعطرات
كضوء الصبح أوبيض الأداحي
على شقرالبغال فصدن قلبي
بحسن الدل والحدق الملاح
فقلت من الظباء فقلن سرب
بدالك من ظباء بني رياح
فقالت: لا والله، ما هكذا قال، وأعادت الأبيات فقال له خالد: أما إنها لولا أنها قد ولدت مني لوهبتها لك، ولكني أفتدي جنايتها بمثل ثمنها، فدفعه إليه وقال له: أقسمت عليك يا أبا المصبح ألآ تعيد في هذا المعنى شيئاً بعد ما فرط منك.
تعليقات
إرسال تعليق