أثبت الطب الحديث صحة ما كان الأجداد يرددونه عن أهمية وجبة الفطور، بل كانوا يقولون إن الفطور هو الوجبة الرئيسية والأكثر أهمية طوال اليوم، فالفطور لا يكتفي بتزويد الجسم بالطاقة اللازمة لبدء يوم جديد، إذ إن الطب أثبت الفوائد الصحية العديدة للفطور الصحي، أي قليل الدهون والنشويات، ومنها السيطرة على الوزن المناسب وخفض معدلات الكوليسترول وتحسين الأداء في الأعمال اليومية، من خلال زيادة القدرة على التركيز.
الفطور الصحي المتكامل غني بالمغذيات والفيتامينات والمعادن الضرروية لكل الأعمار، ولكن هذه الفوائد تكون أكثر ما تكون بالنسبة للأطفال والمراهقين بعد أن أثبتت الدراسات أن الحرص على تناول الأطفال والمراهقين وجبة الفطور يساعدهم على تحسين أدائهم المدرسي، كما يزيد قدراتهم على حل المسائل وعلى التركيز الذهني، بالإضافة إلى أن الفطور الصحي يقوي عملية التنسيق بين العينين واليدين.
ليس هذا فقط، إذ إن الدراسات أثبتت أن الأطفال والمراهقين الذين يحرصون على تناول الفطور غالباً ما يتمتعون بأوزان صحية بعيدة عن البدانة، في حين أن الذين لا يتناولون الفطور أكثر وزناً من غيرهم.
الدول العربية
يعتبر الفول المدمس وجبة فطور رئيسية في العديد من الدول العربية، ويؤكد خبراء التغذية أن فطوراً كهذا مع المخلل والجرجير يعتبر غذاء صحياً متكاملاً، فهو غني بالبروتينات والألياف الضرورية للجسم ولوظائفه الحيوية.
كذلك الحال مع الفطور الذي يتألف بشكل رئيسي من البيض المسلوق، إذ يعتبره بعض الخبراء أفضل وجبة يمكن أن يبدأ بها المرء نهاره، لاحتوائه على نسبة عالية من البروتينات، فقد أثبتت الدراسات أن البيض يرتبط بخفض الوزن أيضاً.
ماذا عن الفطور التقليدي في العديد من دول العالم؟ هذا ما سنحاول تناوله باختصار في السطور التالية:
أيسلندا
يتألف الفطور التقليدي في أيسلندا من صنفين رئيسيين: هوفراغراتور وهو عصيدة الشوفان بالحليب أو الماء ويزينونه بقطع الفواكه والمكسرات. ومن المعروف عن الشوفان أنه غني جداً بالألياف غير القابلة للذوبان، وقد أثبتت التجارب أنها تحارب الكوليسترول وتنظم معدلات السكر في الدم، كما أنها تحسن أداء الجهاز الهضمي.
الصنف الرئيسي الثاني في فطور سكان أيسلندا هو «لياسي»، وهو زيت كبد السمك الغني بالأحماض الدهنية «أوميغا 3» الضروري لتطور الخلايا.
ويؤكد الخبراء أن زيت كبد السمك غني بفيتامين «دي» الذي يحتاج إليه السكان بسبب الشتاء المظلم والطويل في الدول الإسكندنافية.
ماليزيا
يتألف الفطور التقليدي في ماليزيا من الأرز المطبوخ على البخار والسمك المقلي اللذين يزودان الجسم بما يحتاج إليه من الكربوهيدرات الضرورية للطاقة، ويزودانه، أيضاً، بالبروتينات الضرورة لاكتساب القدرة على التحمل. أما التوابل المضافة إلى هذه الوجبة، فتعمل على تسريع عملية بناء الخلايا.
باكستان
تختلف أصناف الطعام في المناطق الباكستانية، ففي المناطق الشرقية من البلاد يتشابه الطعام الباكستاني إلى حد كبير مع المطبخ الهندي. أما في المناطق الغربية، فيتشابه مع المطبخ الأفغاني، وفي كلتا الحالتين يعتمد المطبخ الباكستاني على الخضروات واللحوم والمخللات على اختلاف أنواعها.
وبالنسبة للفطور التقليدي، فغالباً ما يتألف من العدس والأرز والتوابل المطبوخة معاً، بالإضافة إلى المخللات واللبن الزبادي والخضروات.
روسيا
يتألف الفطور التقليدي في روسيا من «سيرنيكي»، وهي فطائر قليلة الدهون محشوة بأجبان المزارع، وعلى الرغم من أنها مقلية بالزيت، إلا أنها صحية ولذيذة.
وعادة ما يضيف الروس إلى هذه الفطائر شرائح الفواكه التي تزيد من قيمتها الغذائية لاحتوائها على الفيتامينات.
البرازيل
فاكهة البابايا مع القهوة يمثلان الركيزة الرئيسية في وجبة الفطور، فالبابايا التي تنمو بكثرة في مزارع البرازيل غنية جداً بمجموعة من الفيتامينات، لا سيما «أ» و«سي». أما القهوة، ففوائدها الصحية لا تعد ولا تحصى، كما يؤكد الخبراء.
ويحتوي الفطور البرازيلي، أيضاً، على «باو فرانس»، أي الخبز الفرنسي مع الزبدة.
تركيا
من المعروف عن مأكولات حوض البحر الأبيض المتوسط أنها صحية وأكثر فائدة غذائية من مأكولات المناطق الأخرى، ففي تركيا يتألف الفطور التقليدي من شرائح البندورة والخيار، وهما صنفان غنيان بالألياف ومضادات الأكسدة والفيتامينات.
مع البندورة والخيار يضيفون الزيتون الذي يحتوي على الدهون الأحادية غير المشبعة المعروفة بأنها تساعد في خفض معدلات الكوليسترول منخفض الكثافة (السيئ)، ما يعني في النهاية خفض احتمالات الإصابة بأمراض القلب.
وإلى جانب البندورة والخيار والزيتون يحرص الأتراك في وجبة الفطور على تناول الجبن الأبيض المصنوع من حليب الماعز، وقد يضيفون إلى وجبتهم البيض المسلوق أحياناً.
اليابان
يتألف الفطور التقليدي والأكثر شيوعاً في اليابان من حساء «ميسو» لذيذ الطعم ومنخفض السعرات الحرارية، كما أنه يضفي شعوراً بالامتلاء.
وبالإضافة إلى الحساء، يتناول اليابانيون في وجبة الفطور مخلل الخضروات والأعشاب البحرية والتوفو والأسماك النيئة والسلطات.
يقول الخبراء إن هذه الأصناف تشكل مجتمعة ما يمكن وصفه بالفطور الصحي المتكامل، فالأسماك والأعشاب البحرية غنية بالأحماض الدهنية «أوميغا 3»، كما أن مخلل الخضروات غني بالألياف، في حين أن الأسماك والتوفو غنية بالبروتينات.
فؤاد سلامة
تعليقات
إرسال تعليق