عند عودة المرء لمنزله بعد انتهاء ساعات الدوام، غالبا ما يشعر بأن عقله مكتظ بالأفكار التي تخص تفاصيل يومه؛ حيث يجد بأن المهام المطلوبة منه في عمله ومنزله تسيطر على ذهنه، فضلا عن مخططاته الخاصة بغده والتي اضطر لتأجيلها في يومه، تلح عليه من أجل لفت انتباهه حتى لا يلجأ لتأجيلها مرة أخرى، حسبما ذكر موقع "PTB".
تعد تصفية الذهن من الأفكار التي تلح عليه، مسألة ضرورية لتمكين المرء من ترتيب أفكاره لإنجاز الأهم فالمهم منها.
لكن تصفية الذهن تتطلب خطوات معينة لتحقيقها، ومن حسن الحظ فإن الخطوات البسيطة الآتية يمكن أن تقوم بهذه المهمة بنجاح:
- القيام بالنشاطات الخفيفة: القيام بالنشاطات الخفيفة والتي قد لا يكون المرء معتادا عليها؛ كالجلي اليدوي بدون اللجوء للجلاية الكهربائية يمكن أن يساعد المرء على أن يشتت ذهنه عن المهام الأكثر صعوبة.
رغم أن هذه النشاطات لا تعد ممتعة، إلا أنه يجب عليك أن تحاول أن تجعل ذهنك يستغرق بها، فقد تبين أن هذه النشاطات وإن كنت تراها مزعجة إلا أنها تعد فرصة للذهن ليستريح من التفكير بالمهام الأكثر تعقيدا.
فمن خلال القيام بالجلي وما شابهه، فإن المرء يخفف من التفكير بالمسؤوليات الأخرى، الأمر الذي يجعله أكثر قدرة على إعادة تنظيم أفكاره بالشكل الملائم.
- ممارسة التمارين الرياضية: تعد التمارين الرياضية من النشاطات المهمة التي تساعد على تصفية الذهن والتخفيف من التوتر الذي يسببه ازدحام الأفكار في عقل المرء.
في حال لم تكن معتادا على ممارسة التمارين الرياضية، فإن أنسب طريقة للبدء بها تكون عبر تعويد النفس على ممارسة رياضة المشي يوميا لوقت معين.
علما بأن الوقت المحدد يختلف من شخص لآخر، فلو كنت تشعر بأنك تحتاج لخسارة كيلوغرامات عدة من وزنك فيمكنك البدء بالمشي مدة 30 دقيقة يوميا ببطء، وبعد أن تعتاد هذه الرياضة يمكنك زيادة المدة تدريجيا.
- تعلم شيئا جديدا: قد تتطلب عملية تصفية الذهن قيام المرء بإضافة معلومات وخبرات جديدة له. ومن الأمثلة على هذا يمكن ذكر قراءة كتاب جديد، أو حتى محاولة اكتشاف طريق جديد للوصول من وإلى عملك.
عندما يلجأ المرء لتعلم شيء جديد، فإنه يركز على الأشياء التي يحبها، وبالتالي تكون عملية تعلم المهارة الجديدة ممتعة له وغير مرهقة لذهنه، بل بالعكس فإن هذه المهارة ستسهم إلى حد كبير بتصفية ذهنه ومن الأمور التي تشغله وربما تقوده للشعور بالتوتر.
يجب أن نعلم بأن عملية تصفية الذهن لا تعني قيام المرء بإهمال المطلوب منه، وإنما تكون لمنحه برهة من الوقت يستطيع خلالها تقييم الأفكار التي تمر به بحيث يستطيع تحديد ما إذا كانت ضرورية بالفعل ويجب أن تنفذ على الفور، أم أن هناك أمورا أكثر أهمية.
بل وربما يمكن أن يسهم ترتيب الأولويات بتسهيل الأمور المترابطة ببعضها من خلال البدء بالأسهل تدرجا نحو الأصعب.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق