القائمة الرئيسية

الصفحات


الصوائف والشواتي عبارة عن إغارات دائمة منظمة أعدها معاوية لتخريب أراضي البيزنطيين، حيث كانت الإغارات الإسلامية تقوم صيفاً وشتاءً وتتوغل في بلاد البيزنطيين. وتعود إلى قواعدها مرة أخرى بعد أن تنتهي مهمتها" وتهدف من ورائها إلى استطلاع أحوال المناطق ومن ثم يكون فتحها سهلاً". وأيضاً أن تجعل البيزنطيين في موقف الدفاع عن ممتلكاتهم وعدم مبادرتهم إلى الهجوم". وإشعارهم بأن عاصمتهم ليست بعيدة المنال وإيجاد ميدان يتدرب فيه الجند الإسلامي على أساليب على أساليب القتال وإعدادهم للقيام بمشاريع الفتوحات الكبرى فيما بعد.
وكان معاوية أول من أعدها هذا النظام حينما كان والياً على بلاد الشام. ثم قام بتطويره بعد أن أصبح رئيس الدولة الإسلامية. 
أما الصوائف فهي الإغارات التي قام بها المسلمون في فصل الربيع والصيف. والإغارات التي كانت في الشتاء تسمى البشواتي. 
وكان غزو الربيع بين أمن منتصف مايو حين تكون الخيول قد سمنت وقويت من رعيها في كلا الربيع ومراعيه. ويستمر الغزو ثلاثين يوماً. أي إلى منتصف الشهر التالي.. وفي هذه الإغارات تجد الخيول غذاءً وفيراً في مراعي البيزنطيين التي تمر بها .. ثم يمنع المسلمون إلى السكينة .. ويريحون خيولهم من منتصف يونيو إلى منتصف يوليو حيث تبدأ إغارات الصيف" وكانت هذه الحملة تستغرق ستين يوماً. أما إغارات الشتاء فلم يقدم المسلمون عليها إلا في حالات الضرورة القصوى دون أن يمنعوا في التوغل داخل أراضي البيزنطيين .. فلم يتسغرق الشواتي أكثر من عشرين يوماً .. وكانت تلك الشواتي تقع عادة في الفترة ما بين أواخر فبراير والنصف الأول من مارس. 
وأدرك معاوية مت تجاربه في ميدان الصوائف والشواتي ضرورة انتقاء قادة ممتازين يتولون إدارة عملياتها الحربية، إذ تتطلب هذه الإغارات مهارة وحذقاً وسرعة بديهة من القادرة، وإلا تتعرضا الحملة كلية للغناء ولما عُرف عن البيزنطيين من الدهاء والبراعة في إقامة الكمائن بالممرات التي يجتازها المسلمون ومفاجأتهم بالعدوان حيث تُتاحُ لهم الفرص. 
وأصبح ميدان الصوائف والشواتي مجالاً يبدي فيه قادة المسلمين مواهبهم .. وعلى حين كثير منهم لما أبدوه من شجاعة في هذه الإغارات حتى أغدقت عليهم ألقاب التكريم واعترافاً بجهودهم ونشاطهم. فأطلق على مالك بن عبد الله الخثعمي وهو رجل من أهل فلسطين اسم "ملك الصوائف" لعلو كعبه في الميدان الحربي بآسيا الصغرى. 
وقد قضى بعضهم الشتاء بآسيا الصغرى متحملا بردها القارص في سبيل تحقيق أهداف الدولة الإسلامية. 
وكان المجاهدون يتخذون استعدادات وافية عندما يقومون بالصوائف والشواتي، فإذا نزلوا بأرض البيزنطيين. قسموا أنفسهم أجناداً للحراسة والدفاع والإغارة .. وكفلوا وسائل الاتصال بين الأجناد بعضها بعضاً .. كما أعدوا أماكن الخيل محصنة لدرع الإغارات المفاجئة التي قد يشنها العدو. 
Reactions

تعليقات