د. احمد ماضي- في السادس من ديسمبر من عام 1905، صادق البرلمان الفرنسي على قانون قضى بفصل الكنيسة عن الدولة، الأمر الذي عنى أن فرنسا أصبحت دولة علمانية [بفتح العين].
وجدير بالذكر أن هناك وجهات نظر مختلفة بشأن الفتح والكسر؛ وأنا شخصيا أفتح العين. وينفرد الراحل د. فؤاد زكريا برأي يذهب فيه الى أنها"عالمانية"، وذلك نسبة الى العالم. وكل معني بهذا الاتجاه يعرف أن العلمانية تعود ، من حيث الأصل، الى كلمة secularis اللاتينية، التي تعني (الدنيوية، العالمية، المدنية). وثمة وجهات نظر مختلفة في العلمانية؛ وفي اعتقادي أن وجهة النظر السائدة هي تلك التي يرى أصحابها أنها "فصل الدين عن شؤون الدولة"، ولا يعني ذلك معاداة الدين.
إن الفهم الصحيح لهاهوأنها تعامل أفراد المجتمع كافة بوصفهم مواطنين متساوين قدام، كما استعملها الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، أو أمام القانون، من دون أدنى تمييز بينهم على أساس ديني أو مذهبي.
وفي الوطن العربي يوجد تيار يدعو أصحابه الى العلمانية، ويقابله تيار مناؤى له، تتزعمه جماعة الإخوان المسلمين. أن أنصار العلمانية يرون أن أحد الحلول للمشاكل والتحديات التي تواجه العرب والمسلمين يكمن في تبني العلمانية، نظاما للحكم، فضلا عن الديموقراطية. إنها حل للنزاع المذهبي، والطائفي الذي اشتد وتفاقم، في السنوات الأخيرة في بعض الأقطار العربية والإسلامية.
والأمثلة على ذلك عديدة في العالم العربي، وفي العالم الإسلامي، كذلك. ألا تعتقد، معي، أن نظام الحكم الأفضل هو النظام العلماني، والديموقراطي، والذي شعاره، مطبقا، الدين لله، والوطن للجميع، ولا لتسييس الدين، ولا لتديين السياسة؟
تعليقات
إرسال تعليق