كيف تحولت «ويكيبيديا» إلى أبرز موسوعة إلكترونية؟ سؤال يبدو للوهلة الأولى تافهاً، فهي موقع عرف كيف يغني القرّاء، وتمت إدارته بشكل «ديموقراطي» إذ رفد كل مبحر عبره بمعلومات عن أي موضوع يختاره، وهكذا أسهمت «ديموقراطية» الموقع في زيادة شعبيته، وإن كان القيّمون عليه يؤكدون أن ثمة لجنة متخصصة تتولى مراجعة مضامين المقالات لتسمح بتركها في الموقع أو رفعها إذا تبيّن أن المعلومات خاطئة أو منحازة.
«ويكيبيديا» تخطئ كثيراً... والزوّار لا يعلمون«ويكيبيديا» تخطئ كثيراً... والزوّار لا يعلمون ولكن مراجعة بعض ما ورد في «ويكيبيديا» تجعل البحث في تصنيفها موسوعةً إلكترونيةً بارزةً، سؤالاً مشروعاً. «ويكيبيديا» تخطئ كثيراً. خمسة شبان فرنسيين يتابعون دراستهم في العلوم السياسية تولّوا الإضاءة على بعض الأخطاء الفاضحة في هذا الموقع الإلكتروني الذي أُطلق في كانون الثاني 2001.
فقد نُشر مقال في الموقع جاء فيه أن رئيس وزراء بريطانيا السابق طوني بلير كاثوليكي. وضعت هذه المعلومة الساعة العاشرة من صباح 2 أيار ولم تُحذف إلاّ بعد أسابيع طويلة.
الطلاب الخمسة هم تلامذة بيار أسولين الذي أطلق سجالاً كبيراً ضد إدارة «ويكيبيديا» بسبب «مقالة غير موضوعية حول قضية دريفوس». تقرير تلامذة أسولين عن أخطاء «ويكيبيديا» يقع في 69 صفحة من القطع الكبير، وترد فيه عشرات بل مئات الأمثلة، ومنها أن الصحافي الأميركي المتقاعد جون سيغنتالر الذي فوجئ بمقال عنه في الموسوعة الإلكترونية جاء فيه أن «سيغنتالر شارك في الإعداد لعمليات ضد أفراد من آل كنيدي، وعاش 13 عاماً في الاتحاد السوفياتي»، وكانت خيبة الصحافي الأميركي كبيرة عندما اكتشف أن هذه المعلومات عرضت لأكثر من 130 يوماً على رغم أنها ليست صحيحة. عام 2005 نشرت مجلة «نايتشر» العلمية مقالاً تقويمياً حول «ويكيبيديا»، ودرس معدّوه 42 مقالاً علمياً نشر في «ويكيبيديا»، ومقالاتٍ نُشرت في موقع الموسوعة العلمية «بريتانكا»، وخلصوا إلى أن المقالات في الموسوعة الإلكترونية أكثر دقة. هذا الاستنتاج لم يعد صالحاً في الوقت الحالي، ولا يجوز تعميمه على كل المجالات. هذا ما يؤكده معدّو الدراسة الفرنسية أخيراً، ففي ما يتعلق بالمقالات التاريخية أو السياسية فإن ثمة أخطاء لا تُغفر تظهر في «ويكيبيديا»، ويُسمح لكثير من الزوار أن ينشروا مقالات منحازة تفتقر إلى الأمانة العلمية، وتُنشر على أنها تتضمن حقائق مطلقة، فيعود إليها باحثون صغار ويستخدمونها في إطار أبحاثهم ويبنون عليها استنتاجات خاطئة بالتأكيد.
ولفت التقرير الفرنسي إلى أن عدداً كبيراً من زوار الموسوعة يستمتعون بنشر أخبار كاذبة، ويستخدمون الموقع وسيلةً للتسلية ولا يهتمون بالقيمة العلمية لِما يكتبون، وإن صدقهم الآخرون فلا شأن لهم بما سيُنقل عنهم، والأسوأ أن اللجنة الموكلة تدقيق المقالات لا تتنبّه دائماً إلى ألاعيب هؤلاء.
بعض القيّمين على موسوعات ورقية دعوا القرّاء للتنبّه إلى ما يرد في الموسوعة «التعاونية»، كما سموها، وأكدوا أنه لا يمكن اعتبارها مرجعاً يُعتمد عليه، ولكنها تسمح بتكوين أفكار حول مواضيع معينة، ويُصار بعدئذ إلى التحقق من صحتها من خلال وسائط أخرى... والخبر الأهم أن القاموس الفرنسي «لاروس» سيدخل الإنترنت كموسوعة كبيرة.
تعليقات
إرسال تعليق