ليس نادراً أن تهاجم الكلاب البشر، وفي أكثر الأحيان تمزق الأطفال. والسبب ليس في كون الطفل ضعيفاً. اهتم اليابانيون بهذا الموضوع جدياً، وقاموا بتحليل كل حالات مهاجمة الكلاب للبشر، بما في ذلك ظروف عيش هذه الحيوانات. تبين أن لدى الكلاب المعتدية عدم احترام لمالكها وعدم رغبة في الخضوع له، ومن ثم رغبة قوية جداً في سحق كل من حولها. وبما أن الكبار يظهرون اهتماماً زائداً بالطفل، فإن الكلب يشعر عند مهاجمته للطفل بزعامة مضاعفة.
توصل العلماء في نهاية المطاف إلى حقيقة مذهلة. لقد توقف الكلب عن احترام مالكه لأن مالكه كان يطعمه قبل أن يأكل هو ذاته. فلو أكل المالك وأطعم الكلب بعد ذلك، لن يصبح الحيوان عدوانياً. والسبب في ذلك يكمن في اللاشعور، فالكلب يجب أن يخضع دون قيد أو شرط لزعيم القطيع الذي لا يتردد في استخدام القسوة للحفاظ على الزعامة. أحد أهم عناصر تأكيد الزعامة أن الزعيم يأكل أولاً، وبعد ذلك فقط يسمح لباقي أفراد القطيع بالأكل. الأمر ذاته في أي تجمع للحيوانات. لا يجرؤ أي حيوان على الأكل مزاحماً الزعيم، فإذا حصل ذلك ينفرط عقد القطيع ويصبح التجمع غير قادر على الحياة. لذلك يكون الزعيم هو الذكر الذي يتميز بأقوى طاقة.
لماذا الذكر؟ لأن قيادة القطيع وحمايته والمحافظة على النظام تتطلب الكثير من القوة. فالزعيم في الوقت ذاته قاض، يساعد في فض أي نزاع، وبذلك يساعد على بقاء وتطوير العلاقات ضمن القطيع. لدى الأنثى يجب أن تذهب الطاقة لولادة وتربية الصغار، أي أن دائرة اهتماماتها محصورة في الجانب المادي.
سيرغيه لازاريف
تعليقات
إرسال تعليق