لكنّه تحتَ إصرار والده وحثِّه على العمل والتجارة، قرّر أن يخرج متاجراً، وفيما هو في إحدى محطّات سفره، استوقفه مشهدٌ غريب، فلقد رأى على جانب الطريق ثعلباً طريحاً يتلوّى من الجوع، فقال: يا ترى من أين يتغذّى هذا الثعلبُ المسكين؟
وبينما هو في خضمِّ خواطرهِ وتساؤلاته، إذ أقبلَ أسدٌ يحملُ فريسةً، فأكلها وتركَ فضلةً لا خيرَ فيها، ومضى.
وما هي إلّا لحظات، حتى أقبل الثعلبُ الجائعُ المتلوِّي من الجوع ليأكل من فضلة الأسد!
قد يعجبك ايضا
سأله الأب: وماذا رأيت ..؟؟
أجابه الإبن بطريقة مَن يتصوّر أنّه يُدرِك الأمور ويفهمها جيِّداً: إذا كان الله قد تكفّل للناس بالرزق، فلماذا يتحمّلون المشاقّ، وركوب المخاطر؟
ولم يفهم الأب لأوّل وهلة مُراد ابنه، فسأله يستوضح أكثر عمّا رأى؟ فقصّ الإبن لأبيه قصّة الثعلب والأسد.
هنا، قال الأب لابنه: لقد أخطأتَ النظر يا ولدي، فإنّما أردتك أن تكون أسداً يأكل الجياعُ من فضلاته، لا ثعلباً جائعاً ينتظرُ قوته من فضلاتِ غيره
تعليقات
إرسال تعليق