وجرت أثناء الاحتجاجات محاولة تسميم فيكتور يوشينكو التي لم تثبت قضائيا، ولكنه استطاع استغلال ذلك الحدث لتجنيد الناخبين فاشتعلت الثورة البرتقالية و طغى في ميدان الاستقلال في العاصمة كييف اللون البرتقالي .
هزت المشاركة الواسعة للجماهير و المواطنين ليس فقط اوكرانيا، بل الفضاء السوفيتي و العالم كله . وانتشر في وسائل الاعلام العالمية مصطلح "الثورة البرتقالية" التي تمسك بها المواطنون الاوكرانيون تعبيرا عن مثلهم السامية .
قد يعجبك ايضا
الا أن الكثير من المحللين و السياسيين الذين تابعوا تطور تلك الأحداث ، ومنهم آنا غيرمان،نائبة رئيس حزب الأقاليم فيكتور يانوكوفيتش، اعتبروا أن ما حدث هو تزوير للانتخابات و أن الثورة البرتقالية استغلت الناس – الذين كانوا يسعون للحصول على حقوق اوسع – كأدوات في لعبة الوصول الى السلطة. ولنرى ماذا حققت الثورة من انجازات و تغييرات ؟ اولا يجب الاعتراف أن اوكرانيا أصبحت بفضلها أمة واعية سياسيا ، وأن الشعب الاوكراني أصبح يشعر بأنه يعيش في دولة مستقلة ذات سلطة مستقلة و أصبح هناك المزيد من حرية التعبير .. كذلك فهم العالم ان اوكرانيا مستقلة عن روسيا و أنها ليست روسيا . والانتخابات المتعددة التي جرت بعد ذلك أثبتت بوضوح ترسخ الممارسة الديمقراطية في البلاد وأصبحت حرية التعبير أمرا اعتياديا و ليس استثنائيا .
ومع ذلك، تعتبر نائبة رئيس حزب الأقاليم أن حرية التعبير عن الرأي هي ليست اتاحة المجال للحديث من دون اعارة أهمية للرأي العام ، بل هي عندما يؤخذ بآراء المواطنين و الصحفيين ، وعندما تجسد هذه الآراء في عمل الرئيس و الحكومة و البرلمان . ومن نتائج الثورة البرتقالية أيضا، وحسب آخر استطلاعات للرأي العام جرت في روسيا ، أن روسيا و اوكرانيا تحولتا من صديقين حميمين الى خصمين محتملين .وكما يقول أندريه باروي ،عضو المجلس التنفيذي في تكتل "اوكرانيا لنا" : من أكبر الهفوات في أداء السلطة في اوكرانيا هو فشل سياسة الكادر، فقد واجه الرئيس الاوكراني يوشينكو معضلة تحقيق التوازن بين فروع السلطة واضطر قبل انتخابات الاعادة، و تحت الضغط ، الى الموافقة على اجراء تعديلات دستورية نقل بموجبها بعض صلاحيات الرئيس الى البرلمان ، خاصة ما يتعلق منها بتشكيل الحكومة فأصبحت اوكرانيا جراء ذلك دولة برلمانية-رئاسية أنتجت أرضية لمواجهات مستمرة بين الرئيس و البرلمان و الحكومة.
وخلال طيلة السنوات الخمس الماضية، التي أعقبت الثورة البرتقالية كانت اوكرانيا رهينة لمواجهات سياسية مستمرة . وخلال فترة حكم "البرتقاليين" انخفض اجمالي الناتج القومي الداخلي بنسبة خمسة عشر بالمئة و تضاعف عدد المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر ، وتضاعفت أسعار المواد الغذائية مرات عديدة . و من حيث الفساد تأتي اوكرانيا في مقدمة دول العالم بعد الصومال.. لقد أثبتت الثورة البرتقالية اليوم أنها كابوس مؤرق قد زال ، وخيبة أمل ممن وعدوا و لم يفوا بالوعد، ومبعث أسف على آمال لم تتحقق.
روسيا اليوم
تعليقات
إرسال تعليق