“ما لي وللناس كم يلحونني سفها ... ديني لنفسي ودين الناس للنـــاس”
“و الله ما طلعت شمس و لا غربت
إلا و حبك مقرون بأنفاسي
و لا جلست إلى قوم أحدثهم
إلا و أنت حديثي بين جلاسي
و لا ذكرتك محزونا ولا فرحا
إلا و أنت بقلبي بين وسواسي
و لا هممت بشرب الماء من عطش
إلا رأيت خيالا منك في الكاسِ
و لو قدرت على الإتيان جئتكم
سعيا على الوجه أو مشيا على الراسِ
و يا فتى الحي إن غنيت لي طربا
فغنني واسفا من قلبك القاسي
ما لي و للناس كم يلحونني سفها
ديني لنفسي و دين الناس للناسِ”
“أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا نحن روحان ِحَلَلْـنا بدنا
فـإذا أبصرتـَني أبصرتـَهُ و إذا أبصرتـَهُ أبصرتـَنـا”
“أفهامُ الخلائقِ لاتتعلَّق بالحقيقة ، والحقيقة لاتتعلَّق بالخليقة . الخواطرُ علائقُ ، وعلائقُ الخلائقِ لاتصل إلى الحقائق . والإدراك إلى علم الحقيقة صعبٌ ، فكيف إلى حَقِّ الحقيقة؟”
“عجبتُ منك و منـّـي يا مُنـْيـَةَ المُتـَمَنّـِي
أدنيتـَني منك حتـّـى ظننتُ أنـّك أنـّــي
وغبتُ في الوجد حتـّى أفنيتنـَي بك عنـّــي
يا نعمتي في حياتــي و راحتي بعد دفنـــي
ما لي بغيرك أُنــسٌ من حيث خوفي وأمنـي
يا من رياض معانيـهْ قد حّويْـت كل فنـّـي
وإن تمنيْت شيْــــاً فأنت كل التمنـّـــي”
“ديني لنفسي ودين الناس للناس”
“أنا من أهوى ومن أهوى أنا
نـــــحن روحان حللنا بدنا
فــــــإذا أبصرتني أبصرته
وإذا أبصــــــــرته كان أنـــا
روحه روحي وروحي روحه
من رأى روحين حلا بدنـــا”
“نظري بَدءُ عِلَّتي”
“إنْ كنتَ بالغيب عن عينيَّ محتجبًا، فالقلبُ يرعاكَ في الأبعاد والنائي”
“الحلم جنين الواقع”
“تركتُ للناس دنياهم و دينهـم شغلاً بحبـّك يا ديني و دنيائــــي”
“كتبتُ ولم أكـُتبْ إليك و إنـّما كتبتُ على روحي بغير كتابِ
و ذلك أنّ الروح لا فرق بينها و بين مُحِبـيِّها بِفَصْلِ خطابِ”
“نَحَنُ بشَوَاهِدِكَ نلُوذُ
وبِسَنَا عِزَّتِكَ نَسْتَضِئ
لِتُبْدِى لَنا مَا شِئْتَ مِنْ شَأْنِكَ
وأنْتَ الذِى فِى السَّماءِ عَرْشُكَ
وأَنْتَ الذِى فىِ السَّمَاءِ إلَه
وفِى الأرضِ إِلَه..
تَجَلَّى كَمَا تَشَاء
مِثْلَ تَجَلِّيكَ فىِ مَشِيئتِكَ كأَحْسنِ صُورَةٍ
والصُّورَةُ
هِىَ الرُّوحُ النَّاطِقَةُ
الذِى أفْرَدْتَهُ بالعلمِ (والبيَانِ) والقُدرَةِ
وهَؤَلاءَ عِبَادُكَ
قَدْ اجْتَمَعُوا لِقَتْلِى تَعَصُّباً لدِينكَ
وتَقَرُّباً إليْكَ
فاغْفرْ لَهُمْ !
فإنكَ لَوْ كَشَفْتَ لَهُمْ مَا كَشَفْتَ لِى
لما فَعَلُوا ما فَعلُوا
ولَوْ سَتَرْتَ عَنِّى مَا سَترْتَ عَنْهُمْ
لما لَقِيتُ مَا لَقِيتُ
فَلَكَ التَّقْديرُ فِيما تَفْعَلُ
ولَكَ التَّقْدِيرُ فيِما تُرِيدُ”
“روحه روحي وروحي روحه إن يشا شئتُ وإن شئتُ يشـا”
“الـــعَيْـنُ تُبـْـصِرُ مَن تَهْوَى وتَفقده
ونَاظِرُ القَلْبِ لا يَخْلُو مِـــن الـنَظَر
إن كَانَ لَيْسَ مَعْى فَالذِكرُ مِنهُ مَعْي
يَرَاهُ قَلْبِى وإنّ غَابَ عَنْ بَصَرِي
ُالوَجْدُ يُطربُ مَن فِي الوَجْدِ رَاحتٌه
ُوالوَجْدُ عِنْدَ وُجُودِ الحَقِّ مَفَقُود
قَدْ كَانَ يُوحِشُني وَجدْي ويُؤنِسُني
ُلِرُؤيةِ وَجْدِ مَن فِي الوَجْدِ موجود”
“رأَيتُ ربّي بعين قلبِ فقلتُ من أنت قال أنت
فليس للأين منك أينٌ و ليس أين بحيثُ أنت
و ليس للوهم منك وهمٌ فيعلم الوهم أين أنت
أنت الذي حُزْتَ كل أين بنحو لا أينَ فأينَ أنت
و في فنائي فنا فنائي و في فنائي وجدت أنت”
“ألقاه في اليم مكتوفا وقال له :
إياك إياك ان تبتل بالماء”
“أنتم ملكتم فؤادي فهِمْت في كلّ وادي
ودقّ على فؤادي فقد عدمت رقادي
أنا غريبا وحيدا بكم يطول إِنفرادي”
“ما لي سِوى الروح ، خُذْهَا !
والروح جُهْدُ المُقِلِّ”
“كفرتُ بدين الله (الناس) والكفرُ واجبُ ... لديّ وعند المسلمين قبيحُ.”
“يا أهل الله أغيثـــوني !
فانه ليس يتـــركني و نفسي.. فآنس بها،
وليس يأخذني من نفسي.. فأستـريـح منها
،
و هذا دلالٌ ..لا أطيــــقه”
“لبّيكَ لبّيكَ يا سرّي و نجوائـــي لبّيك لبّيك يا قصدي و معنائـي
أدعوك بلْ أنت تدعوني إليك فهـلْ ناديتُ إيّاك أم ناجيتَ إيّائـــي
يا عين عين وجودي يا مدى هممي يا منطقي و عباراتي و إيمائـي
يا كلّ كلّي يا سمعي و يا بصري يا جملتي و تباعيضي و أجزائي
يا كلّ كـلّي و كلّ الكـلّ ملتبس و كل كـلّك ملبوس بمعنائــي
يا من به عُلقَتْ روحي فقد تلفت وجدا فصرتَ رهينا تحت أهوائي
أبكي على شجني من فرقتي وطني طوعاً و يسعدني بالنوح أعدائـي
أدنو فيبعدني خوف فيقلقنــي شوق تمكّن في مكنون أحشائـي
فكيف أصنع في حبّ كَلِفْتُ به مولاي قد ملّ من سقمي أطبّائـي
قالوا تداوَ به منه فقلت لهـم يا قوم هل يتداوى الداء بالدائـي
حبّي لمولاي أضناني و أسقمني فكيف أشكو إلى مولاي مولائـي
اّني لأرمقه و القلب يعرفـه فما يترجم عنه غير ايمائـــي
يا ويحَ روحي من روحي فوا أسفي عليَّ منّي فإنّي اصل بلوائـــي
كانّني غَرق تبدو أناملــه تَغوثُّاً و هو في بحر من المـاء
وليس يَعْلَم ما لاقيت من احدٍ إلا الذي حلَّ منّي في سويدائـي
ذاك العليم بما لاقيت من دنفٍ و في مشيئِتِه موتي و إحيائــي
يا غاية السؤل و المأمول يا سكني يا عيش روحي يا ديني و دنيائي
قُلْ لي فَدَيْتُكَ يا سمعي و يا بصري لِمْ ذا اللجاجة في بُعدي و إقصائي
إِن كنتَ بالغيب عن عينيَّ مُحْتَجِباً فالقلب يرعاك في الأبعاد و النائي”
“سكوتٌ ثم صمتٌ ثم خَرْسُ و عِلْمٌ ثم وَجْدٌ ثم رَمْـــس
و طينٌ ثم نارٌ ثم نـــورٌ و بردٌ ثم ظلّ ثم شمـــس
و حَزْنٌ ثم سهل ثم قَفْـٌـر و نهر ثم بَحْرٌ ثم يَبْــــس
و سكر ثم صَحْوٌ ثم شوقٌ و قرب ثم وفر ثم أُنْــــس
و قَبْضٌ ثم بسط ثم مَحْوٌ و فرق ثم جمع ثم طَمْـــس
و أَخْذٌ ثم ردّ ثم جـذبٌ و وصف ثم كشف ثم لبــس
عبارات لأقوامٍ تسـاوتْ لديهم هذه الدنيا و فِلْــــس
و أصوات وراء الباب لكن عبارات الورى في القرب همس
وآخر ما يَؤول إليه عَبْـٌد إذا بلغ المدَى حظّ و نفـــس
لأنّ الخلق خدّام الأمانـي و حقّ الحقّ في التحقيق قُـدْس”
“ما لي وللناسِ كمْ يَلحَوْنني سَفَهاً ديني لنفسي ودينُ الناسِ للناسِ”
“اذا هجرتَ فمـن لـي ومـن يجمّل كـلّي
ومـن لروحي وراحي يا أكثـري وأقـلّي
أَحَبَّـكَ البعض مـنـّي فقد ذهبت بكـــلّي
يا كـلّ كـلّي فكـنْ لي إنْ لم تكن لي فمن لي
يا كـل كـلّي و أهـلي عنـد انقطاعي وذلّي
ما لي سوى الروح خذها والـروح جهد المقلّ ِ”
“أُقْتُلُوني يا ثقاتـــي إنّ في قتـْلي حياتــــي
و مماتـي في حياتـي و حياتي في مماتـي
أنّ عنـدي محْو ذاتـي من أجّل المكرمـات
و بقائـي في صفاتـي من قبيح السّيّئــات
سَئِمَتْ نفسـي حياتـي في الرسوم الباليـات
فاقتلونـي واحرقونـي بعظامـي الفانيــات
ثم مـرّوا برفاتـــي في القبور الدارسـات
تجدوا سـرّ حبيبــي في طوايا الباقيــات
إننـي شيـخ كبيــر في علوّ الدارجــات
ثم إنـّي صرتُ طفـلا في حجور المرضعات
ساكنـاً في لحد قبــر في أراضٍ سبَخــات
وَلدَتْ أُمّــي أباهـا أنَّ ذا من عجبـاتـي
فبناتـــي بَعْـدَ أنْ كـ ـن بناتـي أخواتــــي
ليس من فعل زمــان لا و لا فعل الزنــات
فاجمعوا الأجزاء جمعاً من جسـورٍ نيــرات
من هـواء ثم نــار ثم من ماء فـــرات
فازْرعوا الكلّ بأرض ٍ تـُرْبُها تـرب مـوات
وتعاهـدها بســقي من كـؤوس دائـرات
من جـوار ٍساقيـات و سـواق ٍجاريــات
فإذا أتممت سبعـــا أنبتـَتْ خير نبــات”
“لَئِنْ أمسيتُ فى ثوبى عديمٍ . . . لقد بَليا على حُر كريمِ
فلا يحزنك إن أبصرتَ حالاً . . . مغيرةً عن الحالِ القديمِ
فَلِى نفسٌ ستذهبُ أَوْ سَترقى . . . لِعمْرِكَ بى إلى أمرٍ جَسيمِ”
“للعلم أهلٌ و للإيمان ترتيــــب و للعلـــــوم و أْهلِيها تجاريب
و العلم علمان منبوذ و مكتســب و البحر بحران مركوب و مرهوب
و الدهر يومان مذموم و ممتــدح و الناس اثنان ممنوح و مسلــوب
فاسَمعْ بقلبك ما يأتيك عن ثقـــةٍ و انظرْ بفهمك فالتمييز موهــوب”
“و أيّ أرض تخلو منك حتّى تعالوا يطلبونك في السمـاء
تَرىاهُم يُنظُرونَ إِلَيكَ جَهراً وَهُم لا يُبصِرونَ مِنَ العَماءِ”
“كفرتُ بدين الله والكفرُ واجبُ ... علىّ وعند المسلمين قبيحُ.”
“مازجت روحك روحي في دنوٍ وبعادي
فأنا أنت كما أنك أني ومرادي”
“فيا من بات يخلو بالمعاصي ..
وعين الله شاهدة تراه
أتطمع أن تنال العفو مما ..
عصمت وأنت لم تطلب رضاه
فتب قبل الممات وقبل يوم ..
يلاقي العبد ما كسبت يداه
أتفرح بالذنوب والخطايا ..
وتنساه ولا أحد سواه”
“وذلك أن الروح لا فرق بينها ..
وبين محبيها بفصل الخطاب”
“للعلم أهلٌ و للإيمان ترتيــــب و للعلـــــوم و أْهلِيها تجاريب
و العلم علمان منبوذ و مكتســب و البحر بحران مركوب و مرهوب
و الدهر يومان مذموم و ممتــدح و الناس اثنان ممنوح و مسلــوب
فاسَمعْ بقلبك ما يأتيك عن ثقـــةٍ و انظرْ بفهمك فالتمييز موهــوب
إني ارتقيتُ إلى طودٍ بلا قـــدمٍ له مَراقٍ على غيري مصاعيـــب
و خُضْتُ بحراً و لم يرسب به قدمي خاضَتْهُ روحي و قلبي منه مرغـوب
حَصْبَاؤُه جوهرٌ لم تَدْنُ منـه يــدٌ لكــنه بِيَدِ الأفهــام منهـــوب
شربتُ من مائــه رَياً بغير فــم و الماء قد كان بالأفواه مشـــروب
لأن روحي قديماً فيه قدْ عطشــتْ و الجسم [ما] ماسَهُ من قبل تركيــب
إنـي يتيمٌ و لي أبٌ أَلوُذ بــــه قلبــي لِغيْبَتِهِ ما عشـْــتُ مكروب
أعمى بَصيرٌ و إنـي أبْلَه فَطِــنٌ و لــي كلام إذا ما شئتُ مقلــوب
ذُوِ فَتَا عرفوا [ما] قد عرفت فَهْـمُ صَحْبِيَ ومن يُحْظ بالخيرات مصحوب
تعارفَتْ في قديم الذّر أَنْفُسهـــم فأشرقَتْ شمسهم و الدهــر غربيـب”
“يا موضع الناظر من ناظـري و يا مكان السرّ من خاطـري
يا جملة الكلّ التي كلهــــا أحبّ من بعضي و من سائري
تراك ترثي للذي قلبــــه مُعَلَق في مخلبي طائــــر
مدَلَهٌ حيرانُ مستوحـــشٌ يهرب من قفر إلى آخـــر
يسري و ما يدري و أسراره تسري كلمح البارق النائــر
كسرعة الوهم لِمَنْ وهمه على دقيق الغامض الغابـر
في لجّ بحر الفكر تجري به لطائف من قدرة القـــادر”
“والله لو حلف العشاق أنهمُ *** موتى من الحب أو قتلى لما حنثوا
ترى المحبين صرعى في ديارهمُ *** كفتية الكهف، لا يدرون كم لبثوا
قومٌ إذا هجروا من بعدِ ما وصلوا *** ماتوا، وإن عاد وصل بعده بعثوا”
“لي حبيبٌ أزورُ في الخلواتِ ..حاضرٌ غائبٌ عن اللحظاتِ
ما تراني أصغي إليه بسري ..كي أعي ما يقولُ من كلماتِ ؟
كَلِماتٍ منْ غيرِ شَكلٍ ولا ونُطـــقٍ ولا مثلِ نَغمةِ الأصواتِ
فكأني مُخاطَبٌ كُنْتُ إياهُ ..على خاطري بذاتي لذاتي
حاضرٌ غائبٌ قريبٌ بعيدٌ ..وهوَ لم ْ تَحوِهِ رسومُ الصفاتِ
هوَ أدنى من الضميرِ إلى الوهــمِ.. وأخفى من لائحِ الخطراتِ”
“لم يبق بيني و بين الحقّ تِبْيَانـي و لا دليل و لا آيات برهــان
هذا تجلّى طلوع الحقّ ِ نائــرةً قد أَزْهَرَتْ في تلأليها بسلطـان
كان الدليل له منه إليه بــــه مِن شاهدِ الحقّ ِبل عِلماً بِتِبْيـان
كان الدليل له منه به و لــــه حقـًّا وجدناه في تنزيل فـُرقان
لا يستدلُّ على الباري بصنعتــه و أَنْتُمُ حَدَثٌ يـُنْـبـِي بأزمـان
هذا وجودي و تصريحي و معتقدي هذا تـَوَحـُّدُ توحيدي و إيماني
هذا عبارة أهل الانفراد بـــه ذوي المعارف في سرّ و إعلان
هذا وجودُ وجودِ الواجدينَ لـه بني التجانـُس ِأصحابي وخُلَّاني”
“إذا دهمَتـْك خيول البعـــاد ونادى الاياس بقطع الرجـا
فخُذْ في شمالك ترس الخضوع و شـُدّ اليمين بسيف البكـا
و نَـفْسَـك نَفْسَك كُنْ خائفـاً على حذر من كمين الجفـا
فإن جاء الهجر في ظلمـــة فسِرْ في مشاعل نور لصفا
فقـُلْ للحبيب ترى ذلـّــتي فجُدْ لي بعفوك قبل اللقــا
فـَوَ الحُبِّ لا تنثنِي راجعــاً عن الحِبِّ إلّا بِعَوْض ِالمنـا”
“ما جـال في سرّي لغيرك خاطـر . . ولا قـال إلا فـي هـواك لسـانـي
فإِنْ رُمْتُ شرقاً أنت في الشرق شرقهُ . . وإن رمـتُ غرباً أنت نصب عيانـي
وإن رمتُ فوقاً أنت في الفوق فوقه . . وإن رمـتُ تحتا أنـت كـل مكـان
وأنـت محـلّ الكـلّ بـل لا محلّهُ . . وأنـت بكـلّ الكـلّ ليـس بـِفـان ِ”
“وأيُّ الأرض تخلو منكَ حتَّى * تعالَوا يطلبونكَ في السـماءِ
تراهم ينظرون إليك جَهْـــــرًا * وهُمْ لا يُبصـــرونَ من العَماءِ”
“مَن سارروه فأبدى كلّما ستـروا و لم يراع اتّصالاً كان غَشَّاشـا
إذا النفوس أذاعت سرّ ما علمت فكل ما خلت من عقلها حاشـا
من لم يصن سرّ مولاه و سيّـده لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا
و عاقبوه على ما كان من زَلَـَل و أبدلوه مكان الأُنْس ايحاشــا
و جانبوه فلم يصلح لِقُرْبِهِـــم لمّا رأوه على الأسرار نبَّاشــا
من أطلعوه على سرّ فنمَّ بـــه فذاك مثل يبين الناس طيّاشــا
هم أهل السرِّ و للأسرار قد خُلقوا لا يصبرون على ما كان فحَّاشا
لا يقبلون مذيعاً في مجالسهــم و لا يحبّون سِتْراً كان وَشْواشا
لا يصطفون مضيفاً بعْض سرّهم حاشا جلالهم من ذلِكم حاشـا
فَكُنْ لهم و بهم في كلّ نائبــةٍ إليهم ما بقي الدهر هشَّاشــا”
“أَنْعَى إليك نفوساً طاح شاهدُها فيما وراء الحيثِ يَلْقَى شاهد القِدَم
أنْعي إليك قلوباً طالما هَطَلَتْ سحائبُ الوحي فيها أبْحُر الحكـم
أنعي إليك لسان الحق مُذ زمن أودى و تذكاره في الوهم كالعـدم
أنعي إليك بيانا تستكين له أقوال كل فصيح ٍمِقْوَل فهـــم
أنعي إليك أشارات العقول معاً لم يبق منهنّ إلا دارس الرمــم
أنعي و حُبِّك أخلاقاً لِطائفةٍ كانت مطاياهم من مكمد الكظـم
مَضَى الجميع فلا عين و لا أثـُر مُضِيَّ عادٍ و فـُقـْدانَ الأُلى إِرَم
و خَلّفوا معشراً يجرون لبستهم أعْمى من البهم بلْ أعمى من النعم”
“أشار لحظي بعين علِــم بخالصٍ من خِفّي وَهْم
و لائحٌ لاح في ضميـري أدقّ من فهم وهم همّي
و خضتُ في لجّ بحر فكري أمُرُّ فيه كمرّ سهـــم
و طار قلبي بريش شوقـي مركّب في جناح عزمي
إلى الذي عن سُئلتُ عنـه رمزت رمزاً و لم اسمّي
حتّى إذا جُزْتُ كل حــدّ في فلوات الدنّو أَهْمِـي
نظرت إذ ذاك في سَجَـالٍ فما تجاوزتُ حدّ رَسْمي
فجئتُ مستسلما إليــه حدّ قيادي بكفّ سلْمـي
قد وسم الحبّ منه قلبي بميسم الشوق أي وسـم
و غاب عنّي شهود ذاتي بالقرب حتّى نسيتُ اسمي”
“الحب ما دام مكتوما
علي خطر
و غاية الامن ان تدنو من الحذر
و اطيب الحب ما نم الحديث به
كالنار لا تات نفعا و هي في الحجر”
“ما عرفه عارف إلا جهل وصفه”
“يا من به علقت روحي فقد تلفت .. وجداً فصرت رهينا تحت أهوائي
إن كنت بالغيب عن عيني محتجباً .. فالقلب يرعاك في الإبعاد والنائي”
“فيـا من بات يخلو بالمعاصـي .. وعين الله شــاهدة تـــراه
أتطمع أن تنــال العفو ممّــا .. عصمتَ و أنت لم تطلب رضاه”
“أدعوك بل أنت تدعوني إليك فهل ... ناديت إياك أم ناديت إيائي؟
ياعين عين وجودي يا مدى هممي ... يا منطقي وعباراتي وايمائي”
“انت بين الشغاف و القلب تجري
مثل جري الدموع من أجفاني
و تحل الضمير جوف فؤادي
كحلول الارواح في الابدان
ليس من ساكت حرت الا
انت حركته خفي المكان”
“كانت لقلبي أهواءٌ مفرّقــة .. فاستجمعَتْ مـُذْ راءَتـْك العين أهوائي
فصار يحسدني من كنت احسده .. وصرتُ مولى الورى مُذْ صرتَ مولائي”
“أدنو فيبعدني خوفي فيقلقني ... شوقٌ تمكن في مكنون أحشائي
قل لي- فديتك- يا سمعي ويا بصري ... لم ذل اللجاجة في بعدِ واقصائي”
“وأيُّ الأرض تخلو منكَ حتَّى * تعالَوا يطلبونكَ في السـماءِ
تراهم ينظرون إليك جَهْـرًا * وهُمْ لا يبصرون من العَماءِ”
“من علامات ربوبيَّته أن يرسل رياح شفقته إلى قلوب أوليائه، مبشرة لهم بهتك حجب الاحتشام؛ ليطأوا بساط المودَّة من غير حشمة، فيسقيهم على ذلك البساط شراب الأنس، وتهبّ عليهم رياح الكرم، فيفنيهم عن صفاتهم ويجيئهم بصفاته وبنعوته، فإن بساط الحقِّ تعالى لا يطؤه من هو مقيم على حدِّ الافتراق، حتّى يرى العيون كلَّها عينًا واحدًا، ويرى ما لم يكن كما لم يكن، وما لم يزل كما لم يزل”
الحلاج
244 - 309 هـ / 858 - 922 م
الحسين بن منصور الحلاج.
فيلسوف، عدّه البعض في كبار المتعبدين والزهاد وأعده آخرون في زمرة الزنادقة والملحدين.
أصله من بيضاء فارس، ونشأ بواسط العراق، وظهر أمره سنة 299 فاتبع بعض الناس طريقته في التوحيد والإيمان.
وقيل: كان يظهر مذهب الشيعة للملوك (العباسيين) ومذهب الصوفية للعامة.
وكثرت الوشايات به إلى المقتدر العباسي فأمر بالقبض عليه فسجن وعذب وضرب وقطعت أطرافه الأربعة ثم قتل وحزّ رأسه وأحرقت جثته وألقي رمادها في نهر دجلة ونصب رأسه على جسر بغداد.
أورد ابن النديم له أسماء ستة وأربعين كتاباً غريبة الأسماء والأوضاع منها: (الكبريت الأحمر)، (قرآن القرآن والفرقان)، (هو هو)، (اليقين).
تعليقات
إرسال تعليق