كثيرا ما نسمع أقوال البعض في وصفهم للحياة بأنها غير عادلة وأنها متعبة إلى حد بعيد. مهما اختلفت الآراء حول وصف الحياة إلا أنها تبقى تحمل بين طياتها الجوانب الإيجابية والسلبية لجميع البشر، حسب ما ذكر موقع "wikiHow".
فعلى الرغم من التفاوت في الحالة المادية بين البشر على سبيل المثال إلا أن السعادة تطرق أبواب الجميع بصرف النظر عن غناهم وفقرهم. قد تكون زيارتها للبعض أكثر من البعض الآخر إلا أنها ومع ذلك لا تترك أحدا دون زيارة بين الحين والآخر. وفي حال اقتنعنا بهذه الحقيقة، يجب أن نعلم بأن المرء يملك في داخله الكثير من القدرة على اختيار مسار حياته وتوجيهها إما للإيجاب أو السلب.
يعد الرضا أحد أهم المفاتيح التي تمنح المرء القدرة على التعامل مع شعوره بعدم نيل حقه من الدنيا والذي يجعله يصفها بعدم العدالة. فالرضا يجعل المرء يدرك أن هذه هي الحياة، بخيرها وشرها، بمفاجآتها السعيدة والمؤلمة، وبالتالي يوجه تفكيره نحو كيفية تجاوز مصاعبها بدلا من أن يندب حظه العاثر فيها.
ولتحقيق الرضا عن الحياة يمكنك اتباع الخطوات الآتية:
- اسأل نفسك عن رأيك بالحياة التي تعيشها: على الرغم من أن إجابة هذا السؤال تبدو صعبة للبعض، إلا أن طرحه من الضروريات للوصول لدرجة الرضا التي نسعى لها. فمن خلال إجابتك سيتضح السبب الذي يجعلك تنظر لمصاعب الحياة وكأنها صخور ضخمة لا يمكن إزاحتها. يرى البعض بأن نوعية الحياة التي يعيشها المرء تتطابق على حد بعيد مع نظرته لها، ولو استطاع فهم نظرته تلك، فإنه سيسهل عليه تغييرها وتوجيهها للأفضل.
- وسع أفقك: حاول أن تنظر للحياة بخيرها وشهر وتعرف على ما يعجبك فيها من جوانب وما لا يعجبك. إيجابيات الحياة وسلبياتها تتأثران بنظرتك تجاههما، ولكل شخص نظرته الخاصة، فما تراه أنت جميلا ورائعا ربما يجده البعض عكس ذلك. لذا، ولتتمكن من تكوين صورة صحيحة، لا تحدد نظرتك باتجاه معين، بل اسمح لنظرك أن يتنقل يمنة ويسرة، للأعلى وللأسفل لتتمكن من تكوين انطباع واضح دون الاعتماد على نظرة قاصرة باتجاه واحد.
- تعرف على نظرة الآخرين واحترمها: اسأل عائلتك ومعارفك حول آرائهم ببعض الأمور وكيف ينظرون لها. لا تندهش لو وجدتهم يحملون وجهات نظر مختلفة تماما عن وجهة نظرك، حاول أن تتقبل وجهات النظر تلك بدلا من رفضها بشكل تام. وحاول أن تكتشف السبب الذي جعلهم ينظرون للأمر بهذه الطريقة.
- اقتنع بوجود خلاف بوجهات النظر بينك وبين مجتمعك: على مر التاريخ لم يحدث أن حصل توافقا كاملا بين الناس، فالاختلاف دائما موجود. لكن الاختلاف والاقتناع به كان سببا بتحقيق الكثير من الإنجازات. فعند اقتناع المرء بوجود الاختلاف بوجهات النظر سيسعى للتغيير وإثبات مدى فعالية وجهة نظره عبر تطبيقها قدر الإمكان، وإقناع مجتمعه بها. من هنا نستطيع إدراك أهمية أن تكون لدى المرء نظرة شمولية حتى يتمكن من التعامل معها سواء من خلال تبنيها أو من خلال توضيح رؤيته بشكل أوسع للآخرين.
- لا تتردد بمصادقة الجميع: لا يعني اختلاف وجهات النظر أن نتجنب الآخرين، بل على العكس يجب أن نتواصل مع الجميع ونتبادل الخبرات معهم. فتقبل الآخرين ومصاحبتهم سيفتح لك الآفاق ويجعلك أكثر قدرة على التعامل مع الاختلاف في وجهات النظر بالنسبة للأحداث اليومية التي تمر بك. وبالتالي قد تجد زوايا أخرى للسلبيات التي في حياتك تجعلك تضعها في الإيجابيات.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق