القائمة الرئيسية

الصفحات

الديدان الدَّبوسيّة: طفيليات تنمو بداخل الإنسان نتيجة للتلوث


الديدان الدَّبوسيّة هي طفيليات يبلغ طول الواحدة منها طول الدبوس. وهي تعيش في المستقيم والقولون. وهذه الديدان من أكثر حالات عدوى الديدان شيوعاً في العالم كله. والديدانُ الدَّبوسيّة موجودة حتى في المناطق التي تُطبَّق فيها تدابير صحية جيِّدة. تدخل الديدانُ الدَّبوسيّة إلى الجسم عندما يبتلع المرء بيوضها. ومن الممكن أن تنتقلَ هذه البيوض عن طريق اليد، أو من خلال بعض السطوح، وذلك من قبيل:
أغطية الفِراش.
الملابس.
كؤوس الشرب.
المراحيض.
يلتقط الناس عدوى الدُّودَة الدَّبوسيّة من بعضهم بعضاً. لكنَّ العدوى لا تنتقل إلى الإنسان من الحيوانات الأليفة. ويعدُّ الأطفال في سن المدرسة وما قبلها الفئةَ الأكثر تعرُّضاً للإصابة بالدُّودَة الدَّبوسيّة. 

الأعراض
لا تظهر أيَّةُ أعراض على الإطلاق لدى كثير من الأشخاص المصابين بالدُّودَة الدَّبوسيّة. وعندما تظهر الأعراضُ، فغالباً ما تكون خفيفة ولا يكاد يلحظها المريض. في الليل، وخلال النوم، تخرج الديدانُ الدَّبوسيّة الإناث من الأمعاء عبر الشرج، فتضع بيوضها على الجلد المجاور لفتحة الشرج. وهذا ما قد يُسبِّب حكةً شديدة في منطقة الشرج أو المَهبِل. يمكن أن تكونَ الحكَّة الناتجة عن الدُّودَة الدَّبوسيّة شديدة جداً. وقد تفسد نوم الإنسان وتجعله شديدَ التهيُّج. يشعر بعضُ المصابين بالدُّودَة الدَّبوسيّة بألم بطني، يظهر ويختفي، بالإضافة إلى بعض الغثيان. يجب استشارةُ الطبيب إذا كان لدى المريض ألم بطني خفيف بالإضافة إلى أي عَرَض من الأعراض التالية:
أرق.
سرعة تهيُّج.
حكَّة مستمرة شديدة في منطقة الشرج أو المَهبِل.
لدى الإناث، يحدث في حالات نادرة أن تنتقلَ الديدان الدَّبوسيّة من منطقة الشرج عبر المَهبِل وصولاً إلى الرَّحَم والبوقين، وإلى المنطقة المحيطة بأعضاء الحوض. وهذا ما يمكن أن يؤدِّي إلى حالة التهابية في المَهبِل وفي البطانة الداخلية للرَّحِم. يمكن أن يتعرَّضَ بعضُ المرضى إلى فقدان الوزن إذا كان في أمعائهم أعداد كبيرة من الديدان الدَّبوسيّة البالغة. ومن الممكن أن تُسبِّب هذه الطفيليات ألماً بطنياً، وأن تستهلك قدراً كبيراً من المواد المغذية، ممَّا يؤدي إلى نقص وزن المريض. 

الأسباب
تحدث عدوى الديدان الدَّبوسيّة نتيجة نوع من الديدان المُدوَّرة يُدعى باسم "السُّرمِيَّة الدّودية". بعدَ ابتلاع البيوض، تمرُّ هذه البيوضُ عبر الجهاز الهضمي ثم تفقس وتتعلق اليرقات بالأمعاء الدقيقة. وبعد ذلك، تنتقل اليرقات إلى الأمعاء الغليظة حيث تنضج وتصبح ديداناً. وهي تحصل على غذائها من خلال غرس رؤوسها في باطن جدار الأمعاء. بعدَ دخول البيوض بشهر أو شهرين، تبدأ إناث الديدان الدَّبوسيّة بالانتقال من الأمعاء الغليظة إلى المنطقة المحيطة بالشرج. وهي تضع بيوضها قرب فتحة الشرج، ممَّا يمكن أن يُسبِّب الحكة. وتكون البيوض رطبة مقاومة للجفاف. من الممكن أن يلتقطَ الإنسانُ هذه البيوضَ المُعدِيَة نتيجة حك المنطقة الملوثة. وفي هذه الحالة، فإنَّ البيوض تعلق بأطراف الأصابع حيث يمكن أن تنتقل إلى الفم. وعند ابتلاعها، فإن البيوض تنتقل إلى الأمعاء، فتبدأ الدورة من جديد. كما يمكن أيضاً أن تنتشرَ البيوض في الهواء انطلاقاً من أغطية السرير وقطع الملابس. وهي قادرةٌ على التعلُّق بالسطوح مدة قد تصل إلى أسبوعين. ومن السطوح التي يمكن أن توجد عليها بيوض الديدان الدَّبوسيّة:
أغطية الفِراش.
الملابس.
مقابض الأبواب.
صنابير المياه.
قطع الأثاث.
الألعاب.

عوامل الخطورة
هناك بعضُ العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بالديدان الدَّبوسيّة. تُعرَف هذه العواملُ باسم عوامل الخطورة. لكن وجود عامل من عوامل الخطورة لا يعني أن الشخص سيُصاب بالديدان الدَّبوسيّة حتماً. هناك أشخاص لا تتوفر لديهم عوامل الخطورة لكنهم يلتقطون العدوى رغم ذلك. عوامل الخطورة الخاصة بالديدان الدَّبوسيّة هي:
حداثة السن.
العيش في منطقة ذات مناخ معتدل.
العيش في أماكن مزدحمة.
يحدث القسمُ الأكبر من حالات عدوى الدُّودَة الدَّبوسيّة لدى الأطفال بين الخامسة والرابعة عشر من العمر. إنَّ بيوض الديدان الدَّبوسيّة مجهَرية، وتستطيع الانتقال بسهولة بين أفراد العائلة والأشخاص الذين يقومون برعاية الأطفال أو الأطفال الآخرين في المدرسة أو في روضات الأطفال. صحيحٌ أنَّ الديدان الدَّبوسيّة موجودة في العالم كله، لكنها أكثر شيوعاً في المناطق التي لا تتميز بمناخ استوائي. إنَّ الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مزدحمة يكونون معرَّضين أكثر من غيرهم لاحتمال الإصابة بالديدان الدَّبوسيّة. وهذا ما يشتمل على المهاجع المشتركة، والمستشفيات، ومراكز رعاية الأطفال، والمدارس. 

التشخيص
غالباً ما يبدأ التشخيصُ من خلال قيام الطبيب بطرح أسئلة على المريض فيما يخص الأعراضَ والتاريخ الطبي. كما يُجري الطبيب فحصاً جسدياً للمريض أيضاً. يستطيع الطبيبُ تشخيصَ الإصابة بالدُّودَة الدَّبوسيّة من خلال العثور على بيوضها. والطريقةُ الأكثر شيوعاً من أجل الحصول على البيوض هي وضع شريط لاصق شفاف على المنطقة الشرجية ثمَّ نزعه. بعد ذلك يفحص الطبيبُ الشريطَ اللاصق تحت المجهر بحثاً عن البيوض. وتبدأ معالجةُ العدوى بعد اكتشاف وجود هذه البيوض. 

المعالجة
إذا وصف الطبيبُ للمريض أدوية من أجل معالجة الدُّودَة الدَّبوسيّة، فإن كل من يعيش معه في المنزل نفسه عليه أن يتناول الدواء أيضاً. ويصح هذا حتى إذا كان الأشخاص الآخرين الذين يعيشون في المنزل لا يشكون من أي أعراض. تشتمل الأدويةُ المستخدمة في معالجة إصابة الدُّودَة الدَّبوسيّة على "ميبيندازول" و"بيرانتيل باموات". وهذه هي الأدويةُ الأكثر فائدة من أجل معالجة الإصابة بالديدان الدَّبوسيّة. من أجل تخفيف الحكة الشديدة التي غالباً ما تحدث نتيجة الإصابة بالدُّودَة الدَّبوسيّة، فإنَّ الطبيبَ يمكن أن يصف أيضاً مرهماً مُهَدِّئاً للجلد. ومن الممكن استخدام هذا المرهم مباشرة على الجلد في منطقة الحكَّة. إنَّ الأطفال هم الفئة الأكثر تعرُّضاً للإصابة مرة ثانية بالدُّودَة الدَّبوسيّة خارج المنزل (في روضة الأطفال مثلاً). وفي هذه الحالات، فإنَّ بذل جهد من أجل إزالة البيوض من المنزل يكون أمراً قليل الجدوى. 

الوقاية
يستطيع الإنسانُ وقايةَ نفسه من الإصابة بالدُّودَة الدَّبوسيّة من خلال ممارسة السلوك الصحي السليم. ويشرح هذا القسمُ بعضَ طرق الوقاية من الإصابة بالدُّودَة الدَّبوسيّة. من أجل الوقاية من الدُّودَة الدَّبوسيّة، يكون من المهم بشكل خاص أن يستحم المرء في الصباح، لأنَّ الديدان الدَّبوسيّة تضع بيوضها في الليل. يمكن أن يساعد غسلُ منطقة الشرج في الصباح غسلاً جيداً على تقليل عدد بيوض الديدان الدَّبوسيّة على الجسم. لكنَّ الاستحمام باستخدام الدوش هو الطريقة الأفضل، لأنَّه يقلِّل من إمكانية عودة البيوض إلى الالتصاق بالجسم في أثناء وجودها في مياه حوض الاستحمام. ومن أجل الوقاية من الديدان الدَّبوسيّة، يجب أيضاً:
تجنُّب قضم الأظافر.
تجنُّب حك المنطقة الشرجية.
تغيير الملابس الداخلية كل يوم من أجل التخلُّص من البيوض.
تنظيف مقاعد المراحيض يومياً.
الإكثار من غسل الملابس الليلية وأغطية الفِراش، وذلك بالماء الحار.
الإكثار من غسل اليدين، وخاصة بعد استخدام المرحاض، أو بعد تبديل حفاضات الطفل.

الخلاصة
الديدانُ الدَّبوسيّة هي كائنات طفيلية تعيش في المستقيم. تدخل الديدان الدَّبوسيّة إلى الجسم عندما يبتلع المرء بيوضها. وتقوم إناث الديدان الدَّبوسيّة بمغادرة الأمعاء عبر الشرج خلال نوم الإنسان، فتضع بيوضَها على الجلد القريب من فتحة الشرج. لا تظهر أي أعراض على كثير من الأشخاص المصابين بالديدان الدَّبوسيّة. أمَّا عندَ ظهور الأعراض، فإن الأعراض الأكثر شيوعاً هي الحكة الشديدة حول منطقة الشرج أو المَهبِل. كما يتعرَّض بعض المصابين لألم بطني يظهر ويختفي، بالإضافة إلى الغثيان. يعدُّ الأطفالُ في سن المدرسة وما قبلها هم الفئة الأكثر تعرضاً للديدان الدبوسية. ومن الأشخاص المعرَّضين لاحتمال الإصابة أيضاً أولئك الذين يعيشون في أماكن مزدحمة، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات مناخ معتدل. من الممكن أن يقومَ الطبيبُ بتشخيص الإصابة بالديدان الدَّبوسيّة من خلال العثور على بيوضها. وإذا قام الطبيبُ بوصف دواء للمريض، فإنَّ على جميع أفراد الأسرة تناول هذا الدواء. وهذا صحيح حتى إذا كان الأشخاصُ الآخرون في المنزل لا يعانون من أي أعراض. يستطيع الإنسانُ وقايةَ نفسه من عدوى الديدان الدَّبوسيّة من خلال ممارسة العادات الصحية السليمة. ومن المهم بشكل خاص أن يستحمَّ الإنسانُ باستخدام الدوش كل صباح، لأن الديدان الدَّبوسيّة تضع بيوضها في الليل. ويعدُّ استخدامُ الدوش في الاستحمام أفضلَ الأساليب، لأنه يمنع عودة البيوض إلى الالتصاق بالجسم من جديد. 
 الموسوعة الصحية

Reactions

تعليقات