يؤكد علي دشتي، استشاري ومدرب في علم الهندسة النفسية، أهمية النصيحة وضرورتها في حياة الفرد، فهي بمنزلة النصح والإرشاد، يقدمها الناصح (كل في تخصصه) من واقع تجربته ووفقا لحقائق علمية، ليستفيد منها المتلقي. كما أن الدين يحث عليها، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم ناصحا، كما ان خطب الجمعة والخطابات الدينية في مختلف المناسبات لا تخلو من النصائح.
ومن فوائدها أنها تختصر للإنسان تجارب الآخرين وخبراتهم، لتفادي أخطاء وتصرفات يمكن الوقوع فيها من خلال الأقوال او الأفعال، وتجعله يتخذ القرار الصحيح. ومن أمثلة من يقدم النصح الوالدان للأبناء، والمدرسون للطلاب، والكبير للصغير، والصديق لصديقه، وهذه هي النصيحة المباشرة. أما غير المباشرة فيتلقاها الفرد من خلال وسائل مختلفة، كوسائل الاعلام من كتب وصحف وتلفاز وغيرها. كما ان النصيحة يمكن ان توجه من دون أن يطلبها أحد (كمن يشاهد تصرفا خاطئا) وتوجه لمن يطلبها. وعلى المنصوح أن تكون لديه الرغبة في تلقي النصيحة والعمل بها، وليس الاستماع اليها فقط، وإن لم يتبعها تكون مضيعة للوقت من دون فائدة.
وحول مواصفات الناصح الجيد يقول:
ــ لابد أن يكون صاحب خبرة وتجارب في المجال الذي ينصح فيه غيره، وأن يكون مخلصا وصادقا فيما يقدمه من نصح، وأن يتسم بسعة الصدر والصبر على ناصحه، لأنه قد يرفض نصيحته أو يتهكم عليه أو يسخر منه.
وغالبا ما يحتاج الفرد إلى النصيحة في حال تعرضه لموقف معين يحتاج أن يتخذ فيه قرارا.
ويروي تجربته عندما قرر العمل بالسلك العسكري، ولا يريد استكمال دراسته، فنصحه والده بالدراسة والحصول عل الشهادة، لأنها سلاح للحصول على الوظيفة، وأنه كلما ارتقت الشهادة أرتقت في مقابلها الوظيفة، ففي البداية لم يستمع لرأي والده، ولكن بعدها درس الكمبيوتر وحصل على الماجستير في إدارة الأعمال، ثم درس في مراكز متخصصة في ولاية فلوريدا الأميركية علم الهندسة النفسية، الذي يتخصص في تحليل الشخصيات وفن التواصل.
ويوجه دشتي نصيحة من خلال تخصصه للاهتمام بمجال التنمية البشرية، وتطوير الذات، من أجل بناء مجتمع ناجح وايجابي عن طريق التدريب، من خلال إعادة برمجة العقليات في المجتمع برمجة ايجابية، وممارسة التطبيقات على أرض الواقع لتغيير الأفكار والمعتقدات حتى نحصل على سلوك إيجابي.
تعليقات
إرسال تعليق