حدثت خلال السنوات القليلة الماضية عدة تطورات وتحسينات على الاتصال اللاسلكي "واي فاي"، وفي الوقت ذاته حدثت تحسينات عديدة لوسائل تأمين الحماية لشبكات الاتصال اللاسلكي. وقد أصبح المستخدم يسمع بأن البيانات التي يمكن اختراقها ما هي إلا بيانات منتهية الصلاحية، هل فعلا هذا كل شيء؟
فيما يلي سأذكر عدداً من أهم "الخرافات" المتعلقة باتصال "واي فاي"والتي يعتقد الكثيرون بصحتها:
·لا تقم بنشر اسم الـ"SSID" الخاص بشبكتك: يمتلك كل راوتر أو نقطة بث لاسلكية اسم مسند إليه، حسب ما ذكر موقع "PCWorld".
وهذا الاسم "SSID" هو اختصار لـ"معرف مجموعة الخدمات"، وافتراضيا فإن "الراوتر" مهيأ لنشر هذا الاسم عبر إشارات، لذا فإن جميع المستخدمين المتواجدين ضمن نطاق تغطية هذا البث اللاسلكي سيمكنهم مشاهدة اسم الشبكة عبر أجهزتهم المختلفة.
قد تبدو فكرة القيام بمنع جهاز الراوتر من بث الاسم الخاص بالشبكة التي تستخدمها فكرة رائعة ويجب القيام بها، ولكن يجب أن نعلم بأن أجهزة الكومبيوتر التي تستخدم نظام التشغيل "Windows 7" فما
فوق يمكنها رؤية أن الشبكة موجودة حتى وإن لم تتمكن من التعرف على اسمها.
هذا الإجراء بحد ذاته يعد مجازفة كون أن القراصنة في حال عثر أحدهم على شبكة مجهولة الاسم فإن هذا سيمنحه الانطباع بأن الشبكة تحمل بيانات حساسة مما سيزيد من تركيزه على اختراقها.
لذا كن على ثقة بأن منع الراوتر من بث اسم الشبكة يمكن أن يحميك من المستخدم العادي، أما بالنسبة للقراصنة فالأمر مختلف تماما.
·استخدم تقنية الفلترة لعناوين "MAC": عنوان "MAC" وهو اختصار لـ"التحكم بالوصول للوسائط" يعمل على التعريف بكل الأجهزة الموجودة على شبكتك. يتميز هذا النوع من العناوين بأنه أبجدي-رقمي يفصل بين أجزائه بنقطتين كالتالي: (00:02:D1:1A:2D:12) والأجهزة المتصلة بالشبكة تستخدم هذا العنوان عند إرسال واستقبال البيانات للتعرف على الجهاز.
تؤكد إحدى الخرافات التقنية أنه يمكنك حماية الشبكة التي تستخدمها من خلال منع أجهزة معينة من الانضمام لها وذلك عبر تهيئة الراوتر ليسمح لعناوين محددة للأجهزة المسموح لها بالانضمام للشبكة.
القيام بهذا الإجراء يعد سهلا من الناحية التقنية لكنه يعد مملا بالنسبة للكثيرين. حيث يتطلب من المستخدم اختيار العناوين المسموح لها بالدخول للشبكة ومن ثم تعبئة جدول خاص بالراوتر يتضمن تلك العناوين، ولن يكون بمقدور أي جهاز لا يحمل أحد
تلك العناوين من الدخول للشبكة
حتى وإن كان يعرف كلمة المرور الخاصة بها.
لكن وعلى الرغم من أن هذا الإجراء يبدو آمنا إلى حد بعيد، إلا أن قراصنة الشبكة يمتلكون في كثير من الأحيان برنامج تحليل الشبكة الذي يمكنهم من معرفة الأجهزة التي قمت بالسماح لها بالدخول لشبكتك، ومن ثم يمكنه تغيير عنوان جهازه ليجعله مشابها لأحد العناوين التي سمحت لها بالدخول، وبالتالي فإن الشيء الوحيد الذي نجحت بالقيام به عبر إتباع هذا الإجراء الطويل هو "إضاعة الوقت".
·الشبكات المحدودة يصعب اختراقها: تقترح هذه الخرافة أن يقوم المستخدم بتقليص قوة بث الراوتر الخاص به وذلك من أجل الحد قدر الإمكان من اختراقها نظرا لأن البث الضعيف يجعلها شبكة غير مرئية للكثيرين. لعل هذه الخرافة هي "الأغبى" على الإطلاق، فأي شخص يقصد اختراق الشبكة سيستخدم هوائي ضخم من أجل التقاط إشارات الراوتر مهما كانت ضعيفة، لذا فإن خفض
قوة بث الراوتر لن يعمل إلا على تخفيض عدد المستفيدين من الشبكة وسيقلل من حصولك على فائدتها القصوى.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق