أ.د. جابر بن سالم القحطاني- الإنزيمات المعروفة بشرارات الحياة ضرورية لهضم الأطعمة وتنبيه المخ وإعطاء الطاقة الخلوية وتجديد وإصلاح جميع الأنسجة والأعضاء والخلايا .
ما هو الإنزيم ؟ الإنزيم جزيء بروتيني يسرع التفاعل الكيميائي في الكائنات الحية. وبدون الإنزيمات فإن التفاعلات تحدث ببطء شديد أو قد لا تحدث أبداً ، وبهذا تصبح الحياة غير ممكنة . تنتج كل الخلايا أنزيمات ولكنها ليست حية ، وتؤدي جزئيات الأنزيم عملها عن طريق تعديل الجزئيات الأخرى، وتتحد الإنزيمات مع الجزئيات المعدلة لتكوين تركيب جزيئي يحدث فيه التفاعل الكيميائي ، ثم ينفصل الإنزيم الذي لا يحدث له تغيير ناتج عن التفاعل . إذن فالإنزيمات تؤدي دور المحفز . ويمكن لجزيء إنزيم واحد أن يؤدي عمله كاملاً مليون مرة في الدقيقة ، ويحدث التفاعل بوجود الإنزيم بسرعة تفوق سرعة حدوثه بدون الإنزيم بآلاف أو حتى ملايين المرات .
يحتوي جسم الإنسان على آلاف أنواع الإنزيمات يؤدي كل نوع وظيفة واحدة محددة ، وبدون الإنزيمات لا يمكن للمرء أن يتنفس أو يرى أو يتحرك أو يهضم الطعام . كما أن عملية التركيب الضوئي في النبات تعتمد على عمل مثل هذه الإنزيمات . يقوم كثير من الإنزيمات بتفكيك مواد معقدة إلى مواد أبسط وتقوم إنزيمات أخرى ببناء مركبات معقدة من أخرى بسيطة ، وتبقى معظم الإنزيمات في الخلايا التي تنتجها ، ولكن بعض الإنزيمات تؤدي وظيفتها في أماكن أخرى . فعلى سبيل المثال يفرز البنكرياس إنزيم الليباز الذي ينتقل إلى الأمعاء الدقيقة حيث يقوم بتحليل الدهون .
الإنزيمات الهاضمة مثلاً تقوم بتكسير دقائق الطعام إلى وحدات صغيرة
الإنزيمات الهاضمة مثلاً تقوم بتكسير دقائق الطعام إلى وحدات صغيرة
كان دكتور جميس بي سمنر وهو أمريكي الجنسية المتخصص في الكيمياء الحيوية أول من عزل إنزيماً خالصاً على شكل بلورات في عام 1926م حيث قام باستخلاص إنزيم البولاز وهو إنزيم محلل للبول من الفاصوليا .
وأثبت أن الإنزيمات هي جزيئات بروتينية وفي عام 1969م قام العلماء ولأول مرة بتصنيع إنزيم كيميائياً من الأحماض الأمينية والذي يقوم بتفكيك حمض إلى جزيئات أحماض أمينية أخرى .
كان دكتور أدوارد هوويل الطبيب ورائد أبحاث الإنزيمات الراحل يسمى الإنزيمات " شرارات الحياة " فهذه المواد البروتينية المليئة بالطاقة تلعب دوراً ضرورياً وحيوياً في جميع الأنشطة الكيميائية الحيوية تقريباً التي تتم في الجسم . وهي ضرورية لهضم الأطعمة ، وتنبيه المخ ، وإعطاء الطاقة الخلوية ، وتجديد وإصلاح جميع الأنسجة والأعضاء والخلايا . فالحياة كما نعرفها لا يمكن أن توجد بدون وجود مفعول تلك الإنزيمات ، حتى مع وجود كميات كافية من الفيتامينات والمعادن والماء وغيرها من العناصر الغذائية .
لكل إنزيم وظيفة متخصصة في الجسم لا يستطيع أداءها إنزيم آخر أو عدد محدود من المواد المتشابهة كيميائياً . والمادة التي يظهر الإنزيم مفعوله عليها تسمى Substrate أي المادة الخاصة لفعل الإنزيم . ونظراً لضرورة وجود إنزيم مختلف لكل Substrate فإن الجسم يجب أن ينتج عدداً هائلاً من الإنزيمات المختلفة .
ما هي وظائف الإنزيمات ؟
تساعد الإنزيمات بصفة عملية في جميع وظائف الجسم . فالإنزيمات الهاضمة مثلاً تقوم بتكسير دقائق الطعام إلى وحدات صغيرة يمكن تخزينها في الكبد أو العضلات . وهذه الوحدات المحملة بالطاقة يمكن أن تتحول بمفعول إنزيمات أخرى ليستخدمها الجسم عند الضرورة . ويتم تركيز الحديد في الدم بمفعول بعض الإنزيمات ، وتوجد إنزيمات أخرى في الدم تساعده على التجلط لإيقاف النزيف . كما توجد إنزيمات متخصصة تحول حمض البوليك Uric acid إلى البولينا Urea ، وإنزيمات تنفسية تسهل إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون من الرئتين . وتساعد الإنزيمات الكليتين والكبد والرئتين والقولون والجلد في تخليص الجسم من النفايات والسموم . وتقوم الإنزيمات كذلك بالاستفادة من العناصر الغذائية التي يحصل عليها الجسم في تكوين أنسجة جديدة بالعضلات والجهاز العصبي والعظم والجلد والغدد وتحفز الإنزيمات عملية أكسدة الجلوكوز التي تنتج الطاقة للخلايا . كما تحمي الإنزيمات الدم من تأثير النفايات الضارة بتحويل تلك المواد إلى أشكال يمكن أن يتخلص منها الجسم بسهولة .
تقسم الإنزيمات إلى مجموعتين : إنزيمات هضمية وإنزيمات أيضية . أما الإنزيمات الهضمية Digestive Enzymes فتفرز على طول القناة الهضمية وتقوم بتكسير الأطعمة وتحليلها مما يمكن العناصر الغذائية من الامتصاص إلى مجرى الدم لاستخدامها في مختلف وظائف الجسم . وهناك ثلاثة أقسام رئيسية من الإنزيمات الهاضمة هي الأميلاز Amylase والبروتياز Protease والليباز Lipase. فأما الأميلاز فيوجد في اللعاب وفي العصارتين البنكرياسية والمعوية ، ويقوم بتحليل الكربوهيدرات . وتقوم الأنواع المختلفة من الأميلاز بتحليل أنواع خاصة من السكريات فمثلاً اللكتاز Lactase يحلل سكر اللبن (اللاكتوزLactose) والملتاز Maltase يحلل سكر الشعير (الملتوزMaltose) والسكراز Sucrase يحلل سكر القصب والبنجر (السكروز Sucrose) . وأما البروتينات Protease الذي يوجد في العصارة المعدية وفي العصارتين البنكرياسية والمعوية فيساعد على هضم البروتين . أما إنزيم الليباز Lipase الذي يوجد في العصارتين المعدية والبنكرياسية كما يوجد في الدهون الغذائية فيساعد على هضم الدهون .
تساعد الإنزيمات الكليتين في تخليص الجسم من النفايات والسموم
تساعد الإنزيمات الكليتين في تخليص الجسم من النفايات والسموم
أما فيما يتعلق بالإنزيمات الأيضية Metabolic Enzymes فهي تلك الإنزيمات التي تحفز مختلف التفاعلات الكيميائية داخل الخلايا مثل إنتاج الطاقة والتخلص من السموم . وكل أعضاء وأنسجة وخلايا الجسم تؤثر عليها الإنزيمات الأيضية . وهي بمثابة عمال بناء يبنون الجسم من لبنات هي البروتينات والكربوهيدرات والدهون. وتوجد الأنزيمات الأيضية في الدم وفي جميع أعضاء الجسم وأنسجته ، وتقوم بمهمتها المتخصصة . وكل نسيج في الجسم لديه مجموعته المتخصصة من الإنزيمات الأيضية.
يوجد أنزيمان مهمان من الأنزيمات الأيضية هما السوبر أكسيد ديسميوتاز SOD وشريكه الكاتالاز Catalase . فأما السوبر أكسيد ديسميوتاز فيعمل كمضاد للأكسدة وأما الكاتالاز فيقوم بتحليل بيروكسيد الهيدروجين والذي هو من النفايات الأيضية ويطلق منه الأكسجين ليستخدمه الجسم .
الإنزيمات ضرورية لهضم الأطعمة وتنبيه المخ وإعطاء الطاقة الخلوية وتجديد وإصلاح جميع الأنسجة والأعضاء والخلايا . والإنزيم جزيء بروتيني يسرع التفاعل الكيميائي في الكائنات الحية.
وبدون الإنزيمات فإن التفاعلات تحدث ببطء شديد أو قد لا تحدث أبداً ، وبهذا تصبح الحياة غير ممكنة . ويحتوي جسم الإنسان على آلاف من أنواع الإنزيمات يؤدي كل نوع وظيفة واحدة محددة ، وبدون الإنزيمات لا يمكن للمرء أن يتنفس أو يرى أو يتحرك أو يهضم الطعام . كما أن عملية التركيب الضوئي في النبات تعتمد على عمل مثل هذه الإنزيمات . يقوم كثير من الإنزيمات بتفكيك مواد معقدة إلى مواد أبسط وتقوم إنزيمات أخرى ببناء مركبات معقدة من أخرى بسيطة ، وتبقى معظم الإنزيمات في الخلايا التي تنتجها ، ولكن بعض الإنزيمات تؤدي وظيفتها في أماكن أخرى . فعلى سبيل المثال يفرز البنكرياس إنزيم الليباز الذي ينتقل إلى الأمعاء الدقيقة حيث يقوم بتحليل الدهون . واستكمالا للموضوع نتطرق اليوم إلى وجود الأنزيمات هل هو في جسم الإنسان ام في الطعام أيضاً ؟
ففي حين يستطيع الجسم أن يصنع ما يحتاجه من الإنزيمات فإنه يستطيع كذلك الحصول على الأنزيمات من الطعام . ولكن لسوء الحظ فإن الأنزيمات في الطعام حساسة جداً للحرارة فحتى درجات الحرارة المنخفضة مثل 47ْ مئوية فما فوق تدمر أغلب الأنزيمات في الطعام . ولكي نحصل على الإنزيمات من الطعام فإنه يجب تناول الأطعمة النيئة ، حيث إن تناول الأطعمة النيئة أو تناول مكملات الإنزيمات كبديل لها يساعد على منع استنزاف إنزيمات الجسم وبالتالي تقلل الضغوط التي يتعرض لها الجسم .
إن المصادر النباتية والحيوانية غنية جداً بالإنزيمات فالأفوكادو والبابايا والأناناس والمانجو والموز كلها غنية بالإنزيمات والنباتات حديثة الأنبات أو التبرعم تعتبر أغنى المصادر بالإنزيمات . والإنزيمان المستخرجان من الأناناس والبابايا وهما البروميلين والبابين على الترتيب من الإنزيمات المحللة للبروتينات ويوجد مستحضرات مقننة لهذين الإنزيمين وإذا نظرنا إلى الدهون لوجدنا أنها تحتوي على إنزيم الليباز الذي يحلل الدهون . وفي الواقع أن دهون الطعام التي تتعرض فقط لإنزيم الليباز البنكرياسي (الذي ينتج في الجسم) في الأمعاء بالتحديد لا تهضم بنفس كفاءة هضم الدهون التي بدأ هضمها في المعدة بتأثير الليباز الموجود في الطعام .
يقوم إنزيم الليباز البنكرياسي Pancreatic lipase بهضم الدهون في وسط قلوي في الأمعاء ، بينما إنزيم الليباز الموجود في الطعام يعمل في وسط أكثر حمضية مثل المعدة .
يوجد إنزيم سوبر أكسيد ديسميوتاز بصورة طبيعية في عديد من مصادر الطعام مثل نبات الشعير ونبات القمح والكرنب والبروكلي ومعظم الخضروات .
هل هناك مكملات للإنزيمات ؟
نعم هناك مكملات للإنزيمات فأغلب الإنزيمات مكملات الإنزيمات المتوافرة تجارياً هي أنزيمات هضمية تم استخلاصها من مصادر طبيعية مختلفة . حيث لم يتمكن العلماء من تشييد الإنزيمات صناعياً . إن أغلب مكملات الإنزيمات المتوافرة تجارياً قد تم تصنيعها من الإنزيمات الحيوانية مثل البنكرياتين والببسين التي تساعد على هضم الطعام بمجرد وصوله إلى الجزء السفلي من المعدة ثم القناة المعوية . وبعض الشركات تنتج المكملات من الإنزيمات المستخرجة من فطر الأسبرجيلس ASpergillus . وهذه الإنزيمات تبدأ مفعولها الهاضم في الجزء العلوي من المعدة . وجميع هذه المستحضرات تستخدم للمساعدة على هضم الأطعمة وامتصاص العناصر الغذائية وبالأخص البروتينات .
سنذكر بعض الأنزيمات المحللة للبروتينات المتوافرة في شكل مكملات غذائية هي : الببسين والتريبسين والرينين والبنكرياتين والكيموتريبسين .
وبالإضافة إلى مساعدة تلك الإنزيمات على عملية الهضم فإنها ذات فائدة كبيرة كعوامل مضادة للالتهاب. وإنزيم البنكرياتين المشتق من إفرازات البنكرياس الحيواني قد صار حقلاً لأبحاث السرطان ، إذ ثبت أن مرضى السرطان يعانون غالباً نقصاً في هذا الإنزيم . ويستخدم البنكرياتين في علاج القصور البنكرياسي والتليف الكيسي ومشكلات الهضم وحالات الحساسية من الأطعمة واضطرابات المناعة الذاتية وحالات العدوى الفيروسية والإصابات الرياضية .
كما توجد الأنزيمات المضادة للأكسدة مثل السوبرأكسيد ديسميوتاز SOD والكاتالاز في صورة مكملات. تتوافر مكملات الإنزيمات في الأسواق العالمية بدون وصفة طبية في صورة أقراص أو كبسولات أو مساحيق أو سوائل وقد تباع في أشكال مختلفة أو كل على حدة .
ولكي نحصل على أعلى فائدة فيجب أن يحتوي أي مكمل إنزيمي على الإميلاز والبروتياز والليباز ويجب تناول الإنزيمات الهاضمة بعد الوجبات مباشرة ما لم تكن تتناول أطعمة مجهزة أو مطهية ، ففي هذه الحالة يستحب تناول الأنزيمات أثناء الوجبة ويجب التأكد عند تناولك مكملات السوبر أكسيد ديسيموتاز أن يكون هذا المكمل مغلفاً ضد أحماض المعدة وألا يذوب إلا في الأمعاء .
ونظراً إلى أنه كلما تقدم الإنسان في السن فإن قدرة الجسم على إنتاج الإنزيمات في الوقت الذي يزيد فيه ضعف امتصاص العناصر الغذائية ، ويزيد تهدم الأنسجة وتزداد الحالات الصحية المزمنة فإن تناول مكملات الأنزيمات يساعد على تأمين الحصول على القيمة الغذائية الكاملة من الأطعمة . ونجزم أن مكملات الأنزيمات تكون حيوية لكبار السن .
ومكملات الإنزيمات التالية هي التي ينصح بتناولها وهي :
1 مستحضر Infla-Zyme Forte وهذا المستحضر عبارة عن تركيبة من الأنزيمات ومضادات الأكسدة وتشمل مكوناته . الأميلاز والبروميلين والكاتالاز والكيموتريبسين ول-سيستين والليباز والبنكرياتين والبابين والروتين وسوبر أكسيد ديسميوتاز والتريبسين والزنك وإذا كان الغرض من استخدام هذا المستحضر كهاضم فإن الجرعة الموصى بها هي قرص إلى 3 أقراص يومياً بعد كل وجبة . أما إذا استخدم في أغراض أخرى كعلاج الالتهابات الحادة أو المزمنة فيؤخذ 3-6 أقراص قبل كل وجبة بساعة . إن هذا المستحضر يمكن تناوله بوساطة المرضى الموضوعين على نظام غذائي قليل الصوديوم .
2 مستحضر Wobenzym N : يتكون هذا المستحضر من البروميلين والكيموتريبسين والبنكرياتين والبابين والروتوسيد والتريبسين .
3 هناك مستحضرات جيدة مشتقة من فطر الأسبرجيلس تحتوي على الأميلاز والسليولاز واللكتاز والليباز والبروتياز والسُّكرار .
طريقة حفظ مكملات الإنزيمات :
يجب حفظ جميع صور الإنزيمات في مكان بارد للمحافظة على فعاليتها ويمكن حفظ الأقراص والسوائل في الثلاجة . أما الكبسولات والمساحيق فلا تحفظ بالثلاجة لكي لا تتعرض الرطوبة التي تفسد فعاليتها . ويجب حفظها في مكان بارد وجاف .
تعليقات
إرسال تعليق