الأحلام مرتبطة بما نراه في الواقع، لا يمكن لهندي/بدائي بالأمازون أن يحلم بأنه يقوم بإرسال أغنية ل"ريهانا" أو"شاكيرا" لصديقه (الهندي كذلك) من جهاز "أيفون" ! لأن عقله لا توجد به معلومات/معطيات كهذه بعد، فالعقل يعتمد على المعلومات التي يقتنيها من الواقع لصنع حبكات أثناء النوم مع بعض التشويه (لأن الوعي منخفض في حالة النوم)، والتشويه هو تداخل المعلومات أثناء الحبكة لتفسير مايجري أثناء النوم.. (مثلا) شخص يحلم بأن أسماك تسبح من حوله، وإذا به يحس بحكة في ظهره، عندما تنتقل الاحساسات الفيزيولوجية للدماغ، فإن العقل تلقائيا سيدمجها حتى يضمن استمرارية حالة النوم (سيعطي للحالم تفسير للإحساس الذي انتقل)، فيرى الشخص في حلمه أن إحدى السمكات تحول وجهها لكلب وقامت بعضه، فالعقل هنا يعتمد على معلومات بسيطة (اقتناها من الواقع) ودمجها بالحبكة كتفسير حتى لا تُشوّش على نوم المعني وتقطع الحبكة (فيستيقظ)، وغالبا يختار ما يعادل نفس الإحساس الذي يتلقاه الشخص (أو مقارب كتشويه).
قد يستمر الحلم وتختفي السمكة (بوجه الكلب) بغياب الحكّة، أو أنها ستستمر (السمكة) في عضه، حتى يستيقظ ويجد شيئا ما يخزه أو حشرة ما تلسعه الخ من الأمثلة القريبة. فكثيرا ما يسمع الإنسان أصواتا بحلمه مزعجة، فيستيقظ على إثرها ويجد أنها موجودة بالواقع. كصراخ بالشارع أو أغاني روك تم رفع صوتها سواء داخل البيت أو من عند الجيران.
وبالتالي فإن دماغ الأعمى الذي يعتمد فقط على الأصوات من العالم الخارجي، سيرى في أحلامه ما يراه في واقعه (مع بعض التشويه) أي أنه سيسمع أصواتا أو صراخ، لن يرى ألوانا وما سواه، فالذاكرة البصرية خالية من الصور ـ وهذا بالنسبة لمن ولد أعمى ـ
تعليقات
إرسال تعليق