القائمة الرئيسية

الصفحات

من نوادر أشعب الطفيلي




هو أشعب بن جبير. واسمه شعيب، وكنيته أبو العلاء وأمه أم الجلندح، ونشأ أشعب بالمدينة في دور آل أبي طالب، وكفلته وتولت تربيته عائشة بنت عثمان. وعمر أشعب عمرا طويلا.
حكي عنه أنه قال: كنت مع عثمان رضي الله عنه يوم الدار لما حصر، فلما جرد مماليكه السيوف ليقاتلوا كنت فيهم، فقال عثمان: من أغمد سيفه فهو حر. فلما وقعت في أذني كنت والله أول من أغمد سيفه فعتقت. وكانت وفاته في أيام المهدي، بعد سنة أربع وخمسين ومائة. 

ولأشعب نوادر مستظرفة وحكايات مستحسنة، منها:


قيل له يا أشعب: قد لقيت رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلو حفظت أحاديث تتحدث بها! 
فقال: أنا أعلم الناس بالحديث. 
قيل فحدثنا.
قال: حدثني عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: خلتان لا تجتمعان في مؤمن إلا دخل الجنة، ثم سكت. فقيل له: هات، ما الخلتان؟ 
قال: نسي عكرمة إحداهما ونسيت أنا الأخرى. 


وكان أشعب يلازم طعام سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم. فاشتهى سالم ذات يوم أن يأكل مع بناته، فخرج إلى البستان، فجاء أشعب إلى منزل سالم على عادته، فأخبر بالقصة، فاكترى جملا بدرهم، وجاء إلى البستان. فلما حاذى الحائط، وثب فصار عليه، فغطى سالم بناته بثوبه وقال: بناتي بناتي! 
فقال أشعب: ( لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد ) .


جاءت جارية إلى أشعب بدينار وقالت: هذا وديعة عندك
فحفظه أشعب في ثني الفراش. 
فجاءت الجارية بعد أيام وقالت لأشعب : بأبي أنت! الدينار
فقال لها: ارفعي فراشي وخذي ولده ( وكان قد ترك لها إلى جنبه درهما ) فأخذت الدرهم وتركت الدينار . وعادت بعد أيام فوجدت معه درهما آخر فأخذته، وفي الثالثة كذلك. 
وجاءت في الرابعة، فلما رأها أشعب أجهش في البكاء ، فقالت: ما يبكيك ؟ 
قال لها: مات دينارك في النفاس. 
فقالت وكيف يكون للدينار نفاس ؟ 
فقال لها: يافاسقة! تصدقين بالولادة ولا تصدقين النفاس!. 


دعا أحد الأمراء أشعب لعلمه بمدى خفة ظله وطلب منه أن يقص عليه قصة. 
بدأ أشعب قائلا: كان هناك رجل، لكنه ما كاد ينتهي من جملته حتى شهد الأكل قد حضر يعلو بخاره، وتفوح رائحته في المكان فتوقف عن الكلام وكأنه قد أصيب بالخرس. 
فسأله الأمير في حيرة: وماذا جرى للرجل؟ 
فأجاب أشعب: مات. 


وكان لأشعب شاة يُضرب بها المثل في الطمع, قيل لأشعب: هل رأيت أطمع منك ? قال: نعم, شاة لي صعدت في السطح, فنظرت إلى قوس قزح, فظنّته حبل قتّ (قصب النبات الطرية) فطمعت في تناوله, فسقطت, فاندقّ عنقها!
Reactions

تعليقات