(ا ف ب) - اكد الباحث المصري استاذ اللغات الشرقية في جامعة القاهرة مجدي عبد الرازق في مؤتمر التواصل التراثي الذي ينظمه مركز المخطوطات في مكتبة الاسكندرية ان تسمية القرآن بـ "المصحف" أتت من اللغة الحبشية، وهي تعني الكتاب.
واستند عبد الرازق الى الامام جلال الدين السيوطي (القرن السادس عشر) قائلا ان "العرب عندما قرروا ان يسموا القرآن، قال بعضهم سموه انجيلا فكرهوه، فقال بعضهم سموه سفرا فكرهوه (...) فقال ابن مسعود رأيت بالحبشة كتابا يدعونه المصحف، فسموه به".
واضاف "الصحف عند العرب قبل كتابة المصحف لم تكن سوى ما يكتب فيه ويشبه الورق في زمننا الحالي، من اكتاف (العظام العريضة) وعسب (من جريد النخل) وكانت تعني ايضا الرسالة".
وأوضح ان "الاشتقاق في اللغة الحبشية اكثر وضوحا وبيانا حيث نجده في فعل وفاعل ومفعول به، وهو الاقرب لمفهوم المصحف (...) فيكون اشتقاق اسم القرآن "المصحف" جاء من الحبشية".
واشار الباحث الى ان هناك الكثير من المفردات الحبشية دخلت لغة القرآن واشار الى اصولها، الى جانب اجراء مقارنات مع شبيهات لها في العربية وصولا الى البرهنة على ان اصلها يعود الى اللغة الحبشية القديمة.
ومن بين هذه الكلمات "الحواريون" وهم تلامذة السيد المسيح، وهي تأتي هنا بمعنى تبعه، وسار وراءه، والتحق به. واثبت الباحث بعد مقارنات مع مفردات عربية مثل "حور" التي تعني الرجوع ولا تعني التبعية والسير على خلفية، "ان الكلمة أقرب للكلمة الحبشية "حواريون" بالمعنى المسيحي للكلمة اي اتباع المسيح وتلامذته، وهي هنا بمعنى أتباع ومشاة على نفس الرؤية والمنهج".
وبحسب الباحث فان كلمة "فطر" الحبشية التي تشير الى معنى الخلق هي الكلمة التي أخذها القرآن عن الاحباش، وليست كلمة "فطر" العربية التي تعني الشق والانشقاق، مثل فطر الشيء أي شقه، وتفطرت الارض بالنبتات اي انشقت عنها، وهي كلمة لم تعرفها اللهجة القرشية ولم يعرفها (عبد الله) ابن عباس وهو من كبار العارفين باللغة.
تعليقات
إرسال تعليق