هذه حكاية عجيبة لامرأة عجوز في زمن بعيد قليلا كان أكبر همها الغيبة و النميمة و إيذاء الآخرين بلسانها و ذات يوم أتاها الشيطان لعنه الله و أخزاه في شكل رجل..
أخبرها بحقيقته و أخذ يراهنها أن كيدها مهما بلغ فلن يعادل شيئا من كيده..
ثارت العجوز في وجهه و قررت أن تثبت له عكس قوله و قالت له اجلس و تفرج و احكم بنفسك..
و مضت العجوز تمشي حتى بلغت المسجد و كانت الصلاة قائمة فيه فقامت بسرقة فردة حذاء من هناك ووضعتها في أشيائها لتخفيها، و لوثت ملابسها بقليل من التراب حتى يبدو عليها العياء من السفر..
ثم توجهت مباشرة الى منزل إمام المسجد و كانت زوجته صالحة عطوفة على الفقراء و دقت بابها ففتحت زوجة الإمام و سألتها عما تريد فقالت:
يا ابنتي أنا عابرة سبيل أنهكتني الطريق و لا أطلب سوى أن أسد جوعي إن كان لديك ما يؤكل فأطعميني لا حرمك الله الأجر.
ودون تردد أدخلتها زوجة الإمام و أكرمتها و أحضرت لها طعاما و جلست لتأكل معها،وإذ بالعجوز تقول:يا ابنتي أرجوك أن تحضري لي ملعقة أخرى فأنا أحب تناول الطعام بملعقتين،فأجابت زوجة الإمام طلبها و أحضرت لها ملعقة أخرى،فكانت العجوز تأكل تارة بملعقة و تارة بالأخرى.
فجأة دق باب البيت فأسرعت زوجة الإمام لتفتحه مخبرة ضيفتها أن الطارق هو زوجها حتما..
فسارعت العجوز إلى وضع فردة الحذاء التي سرقتها عند طرف المجلس..
دخل الإمام و سلم على العجوز فردت عليه،ثم استدارت الى زوجته و سألتها من هذا يا ابنتي؟؟
فردت زوجة الإمام ببراءة: هذا زوجي إمام المسجد..
فصاحت العجوز متظاهرة بالتعجب: و من كان الرجل الذي كان هنا يأكل معنا إذن؟
أي رجل هذا الذي تتحدثين عنه ؟ردت زوجة الإمام
فقالت العجوز الرجل الذي وجدته عندك و كان يأكل معنا و هذه ملعقته[مشيرة إلى الملعقة الثانية التي كانت تأكل بها] و هذه فردة حذائه التي نسيها عندما انصرف مسرعا من شدة فزعه عند سماعه لطرق الباب..
هنا عقدت الدهشة لسان زوجة الإمام المسكينة و أخذت تحلف و تدافع عن نفسها دون جدوى و لم يملك الإمام المخدوع نفسه من الغضب فأخذ يضربها و يضربها حتى فاضت روحها و ماتت..
أسرعت العجوز الشريرة إلى أهل الزوجة المسكينة و أخبرتهم أن الإمام ضرب ابنتهم ظلما و عدوانا حتى قتلها ،فأعماهم الحزن و الغضب و سارعوا إلى الإمام و قاموا بقتله انتقاما لإبنتهم..
فهرولت العجوز إلى أهل الإمام و أشعلت نار الفتنة بينهم و بين أهل زوجته و لم يلبث القتل أن اشتعل بين الطرفين و كانت فتنة عظيمة..
عندئذ رجعت العجوز إلى المكان الذي واعدت الشيطان عنده فوجدته هلعا من هول ما رأى من كيدها..و قال لها أنه يعترف لها أن كيدها غلب كيده لعنه الله..
تعليقات
إرسال تعليق