طالبة من طالبات جامعة أم القرى بمكة أحضرت لوالدتها ورقة مكتوب فيها أسماء الله الحسنى وكل اسم عدد معين يذكر على مكان معين
مثلا الرؤوف الرؤف تكررها 3مرات على الألم الذي بركبتها وهكذا فما حكم ذلك؟
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاةوالسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ
فقد اطلعت على النشرة المذكورة في السؤال ، وقد كثر السؤال عنها مؤخرا ، والجواب أن ما ذكر فيها لا أساس له من الصحة، ولايصح اعتماده ، لانه عار عن الدليل ، وادعاء أن لأسماء الله تعالى خصائص ما ،بغير دليل من الوحي ، هـو من قبيل التخرص بالظن بغير حق ، والتقول على الله بغيرعلم ، وقد قال تعالى ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغيبغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالاتعلمون ) ، ولو كانت هذه الخصائص المزعومة بغير دليل ، من العلم النافع الذي يعرف به أثر هذه الاسماء الحسنى ، لما ترك النبي صلى الله عليه وسلم دلالة أمته عليه ، فقد دلها على كثير من المنافع المؤثرة في التداوي في بعض السور والايات ، وبعض الاذكار والكلمات، وبعض الادولة والنباتات ، ولم يذكر شيئا عن أثـــر أسماء الله الحسنى ، فكيف توصل هؤلاء على معرفة ما لم يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم عن أسماء الرب سبحانه ، وهوأعلم الخلق بالله تعالى ؟!
ومما يدل على أن واضع هذه الخصائص المدعاة في أسماء اللهتعالى الحسنى على غير علم بالشرع ، أن من هذه الأسماء ما قرر العلماء أنه لايقال منفردا مثل الخافض و الرافع فإنهما اسمان لايقالان إلا مقترنان لان كل منهما منفردالايحصل به كمال المعنى المقصود بأسماء الله الحسنى ، كما أن في وضع أسماء اللهتعالى في هذا الوضع مخالفة لم يجب من التوقير والتعظيم لها ، فيكف يقال إن اسم اللهتعالى الرشيد لمرض لبروستاته ، والهادي لمرض لمثانة ، والرؤوف لمرض القولون ، والخافض لضغط الدم وهكذا ، فتجعل أسماء الله تعالى مثل أدوية الصيدلية توزع علىالاعضاء الانسانية بغير علم ولاهدى ولا كتاب منير ، تعالى الله عما علوا كبيرا يقول الظالمون ، سبحانه وتقـــدس عما يصفه المتخرصون ، فالواجب التحذير من هذه النشرة ،وبيان أنه لايجوز اعتمادها إذ لادليل عليها ، مع ما فيها من المخالفات الشرعية التي بيّناها والله أعلم
الشيخ حامدبن عبدالله العلي
تعليقات
إرسال تعليق