كان في الماضي رجل ثري إسمه تشانغ شنغ. وإن زوجته دينغ شيانغ وقورة المحيا وفاضلة الطبع. وكانت العواطف بينهما جيدة في البداية، ومرّت أيام بينهما في انسجام شديد.
وذات يوم، كان تشانغ شنغ في رحلة تجارية حيث رأى فتاة جميلة إسمها هاي تانغ، وتركت لديه انطباعا جيدا عنها على الفور. ونظرا لأن تشانغ شنغ ثري جدا، بادرت هاي تانغ للتملق والبصبصة. ولم يمض وقت طويل فتزوج تشانغ شنغ بهاي تانغ وعاد بها الى بيته. وعندما رأت هاي تانغ أن دينغ شيانغ كانت أكثر جمالا وأناقة منها بالإضافة الى أنها تعتبر زوجة شرعية في البيت، لم تخف غيرتها، وأجبرت تشانغ شنغ على طلاق دينغ شيانغ حتى طردها من البيت.
وبعد ذلك، انغمس تشانغ شنغ وهاي تانغ في معيشة اللهو والعبث كل يوم، وبذرا يمينا وشمالا. وهكذا، لم تمض إلا سنتان حتى أصبحا فقيرين. وعندما رأت هاي تانغ أن تشانغ شنغ قد صار فقيرا مدقعا، انصرفت عن تشانغ شنغ، وتزوجت مع شخص آخر. فعاش تشانغ شنغ في وحدة ووحشة، ولم يستطع أن يفعل أي شيء حينذاك، فاضطر الى أن يتسول من بيت الى بيت. وذات يوم، كانت الثلوج الكبيرة تتراقص في السماء، وتعرض تشانغ شنغ للجوع والبرد، واغمي عليه أخيرا أمام بوابة منزل أسرة غنية. وعندما رأت جارية هذه الأسرة متسولا منبطحا على الأرض، أخبرت ربة البيت بذلك، ثم سندته بيدها الى المطبخ. وبعد ذلك بقليل، زارته ربة البيت حيث دهش تشانغ شنغ لأن ربة هذا البيت هي بالضبط دينغ شيانغ التى تخلى عنها تشانغ شنغ قبل سنتين. فشعر بخجل شديد حتى تمنى لو تنشق الأرض وتبتلعه. وأراد أن يخبئ نفسه ولكنه لم يجد مكانا يستر فيه عاره. وفجأة لمحت اليه فكرة وأدخل نفسه في الموقد. وعندما دخلت دينغ شيانغ الى المطبخ، لم تر أي شخص فيه. فاستغربت ذلك. ثم وجدت هناك شيئا يسدّ مدخل الموقد ومدت يدها لإخراجه. ووجدت أن تشانغ شنغ قد توفي بنار الموقد، وأدركت أنه زوجها السابق بالضبط. فانتابها مزيج من الحزن والغضب فجأة، وتوفيت مكتئبة بعد ذلك بفترة قصيرة. وبعد أن عرف الإمبراطور السماوي هذا الأمر، كان يظن أن تشانغ شنغ رجل جيد لأنه جرئ في اعترافه بأخطائه، فمنحه لقب إله ملك الموقد (أي إله الموقد). وبعد ذلك، لقب الناس دينغ شيانغ بعقيلة إله الموقد ويقدمون القربان لهما في المطابخ.
وخلال العهود القديمة، كان الناس يقدمون حلويات تساو تانغ لإله الموقد للتعبير عن الشكر له مبتغين الى توسطه لهم بالعفو والرحمة أمام الإمبراطور السماوي. إن حلويات تساو تانغ نوع من الحلويات اللزجة المطبوخة من براعم الشعير. وإذا أكلتها في فمك، فإنها ستتعلق بأسنانك رغم أنها ليست حلوة جدا. ويستخدمها الناس للتعبير عن الشكر لإله الموقد بقصد ضبط فمه بها حتى يجعله يتكلم كثيرا لصالح الناس ويتكلم قليلا ضدهم أمام الإمبراطور السماوي. وطبعا من البديهي أن ذلك مجرد أمل ممتع ومضحك
تعليقات
إرسال تعليق