القائمة الرئيسية

الصفحات

القيادة موهبة طبيعية، و الزعماء يولدون عظماء



ما الذي يميّز شخصًا، مثل الإسكندر المقدوني والمهاتما غاندي ونيلسون مانديلا، عن البقية، ومن أين لهم نوع الرؤية التي جعلت منهم في عداد عظماء الزعماء؟

 الإجابة تأتي في طيات بحث علمي يقول إن القيادة موهبة طبيعية.


 يقول باحثون أميركيون إن الطبيعة هي التي تميّز الناس بعضهم عن بعض عندما يتصل الأمر بالقدرة على الزعامة والقيادة الرشيدتين. بمعنى آخر فإن الزعيم والقائد العظيم يولد بهذه الميزة، ولا يكتسبها غيره حتى إذا صار زعيمًا قائدًا.

وفرة المادة الرمادية
يرجع أولئك السبب في هذا إلى تركيبة الدماغ ووفرة ما يسمّى «المادة الرمادية» (أحد العناصر الأساسية في الجهاز العصبي المركزي) في المواضع التي تتحكم في اتخاذ القرارات والذاكرة. وتتيح هذه الوفرة للشخص التمتع بمستلزمات الرؤية الثاقبة والقيادة الصحيحة تالياً، حتى في أحلك الظروف وأكثرها تعقيدًا وعسرًا.

من شأن هذا الاكتشاف أن يحدو بالمؤسسات والكيانات الجمعية عمومًا (الدول مثلًا) في المستقبل إلى اختيار الشخص الأكثر أهلية من البقية لقيادتها إذا توافرت لديه هذه الخاصية. وهذا مسألة ممكنة عبر مسح الأدمغة وقياس كميات المادة الرمادية المتوافرة لدى المرشحين للمقام الأعلى.

ونقلت صحف بريطانية عن شون هانا، بروفيسير الإدارة في جامعة «وايك فوريست» الأميركية، قوله: «مع اكتمال البحوث المتعلقة بهذه المسألة، والتمكن من دراسة عمل الدماغ لدى عظماء القادة، يصبح من السهل وضع «بروفايل نموذجي» يكون بمثابة المعيار الذي يحدد ما إن كان شخص معيّن يتمتع بالخاصية التي تؤهّله للقيادة أكثر من الباقين».

ويمضي قائلًا: «في حال التعرف إلى «القادة العظماء المحتملين» بسبب توافر المكونات الطبيعية لديهم، يصبح من السهل تدريب الأجزاء المسؤولة عن اتخاذ القرارات السليمة في أدمغتهم. وثمة أسلوب طبي مجرّب وسط الموهوبين من الرياضيين والموسيقيين والفنّانين وخبراء الشؤون المالية في هذا المجال، يسمّى «الاسترجاعية العصبية»، ويمكن اللجوء إليه من أجل إكمال مستلزمات الزعامة والقيادة العقلية لدى فرد معيّن يظهر موهبة عالية في القيادة.

اختلاف فصوص دماغية
يذكر أن البحث تناول 103 متطوعين من «الأكاديمية العسكرية الأميركية» في ويست بوينت، بمختلف الرتب: من كاديت (ضابط متعلم) إلى ضابط ميجر. فوجد أن أولئك الذين أظهروا قدرة فطرية في القيادة يتمتعون باختلاف فصوص أدمغتهم الدماغية الأمامية ومتفرعاتها عن البقية. يذكر أن هذه الفصوص هي المسؤولة عن التحكم الذاتي واتخاذ القرار والذاكرة لدى الإنسان.

ووفقًا للدراسة، التي نشرت في جورنال «علم النفس التطبيقي الأميركي»، فقد أخضع أولئك المتوطوعون – وهم 87 رجلًا و16 امرأة – إلى سلسلة من الاختبارات العقلية والجسدية الرامية لمعرفة نزعتهم الطبيعية إلى الزعامة والقيادة. واشتملت هذه على أسئلة شفهية ومكتوبة إضافة مهام رياضية. وأخضعوا خلال هذه الاختبارات لمسح دماغي بالمجسات الإلكترونية والكهربائية استمر أيضًا خلال فترات راحتهم.

اختبارات عسكرية
ثم أُخضع المتطوعون لاختبارات أخرى، تشمل فحص قدراتهم على القيادة وتقدير المواقف العسكرية وإطلاق الأحكام عليها واتخاذ القرار الصحيح في ما يتعلق بها. وكان بين هذه اشتباك وحداتهم مع العدو ومع مدنيين معادين وغير معادين وأيضًا إسقاط مروحية أميركية خلال عملية دولية للإغاثة في أفريقيا، وطريقة تعاملهم خلال كل ذلك مع وسائل الإعلام. ثم طُلب إلى قادة عسكريين من ذوي الخبرة الواسعة في كل هذه المواقف إصدار تقويماتهم على كل متطوع.

ويقول البروفيسير هانا، وهو نفسه كولونيل متقاعد بعد 26 خدمة في الجيش الأميركي، إن هذا البحث «خطوة مهمة نحو معرفة أنماط الأساليب التي يفكر فيه القادة الناجحون، والأهم من ذلك، الطريقة التي يصدر بها الدماغ ردود فعله إزاء مختلف المواقف أمامه... ومن هنا يبدأ البحث عن القائد العظيم».


عن ايلاف
Reactions

تعليقات