حكى ابن خلّكان وغيره عن الشيخ نصر الله بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن المعمور ببغداد، قال: رأيت في المنام عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه فقلت: يا أمير المؤمنين، تفتحون مكّة فتقولون: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ثمّ يتمّ على ولدك الحسين يوم الطّفّ ماتمّ؟! فقال لي: أما سمعت أبيات ابن صيفي (أبو الفوارس الحيص بيص) في هذا المعنى؟ فقلت: لا، فقال: اسمعها منه، ثمّ استيقظت فبادرت إلى دار حيص بيص، فخرج إليّ، فذكرت له ذلك، فبكى، وحلف بالله إن كان خرجت من فيّ إلى أحد، وإن كنت نظمتها إلّا في ليلتي هذه، وأنشدني:
ملكنا فكان العفو منّا سجيّة فلمّا ملكتم سال بالدّم أبطح
وحلّلتم قتل الأسارى، وطالما غدونا على الأسرى نمنّ ونصفح
وحسبكم هذا التّفاوت بيننا وكلّ إناء بالّذي فيه ينضح»
تعليقات
إرسال تعليق