تحمل تلك الأسطوانة صور وخطابات هتلر (موسوعة ويكيبيديا للمزيد من التفاصيل)، وكانت المفاجأة أن الإهداء منسوب لهتلر وموقع بتاريخ 31 يونيو 1945، أي بعد التاريخ المعلن لوفاته بأكثر من شهرين!! إذ المعروف أن هتلر انتحر بإطلاق النار داخل فمه بتاريخ 30 أبريل من العام نفسه.
كنت أعلم أن الاستفسار عن هذا اللَبس بشكل مباشر سيواجه بالإنكار، لذلك طلبت التعرف إلى مدير المتحف منتحلاً صفة مدير متحف في الإمارات، خصوصاً أن ابني خريج آثار ويستطيع التدخّل لو لاحظ الرجل جهلي بالآثار، ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه.
أخذت أستدرج الرجل باللغة الألمانية التي أجيدها بطلاقة، إذ الألمانية هي اللغة الرسمية في بولندا، كما أنني متبحر في التاريخ الألماني المعاصر، ورحنا نتحدث كأننا صديقا الطفولة، وعرفت منه أنه مولود في مدينة «برونو»، وهي نفسها المدينة التي وُلد بها هتلر! (انظر صفحة هتلر في ويكيبيديا).
وليس هذا كل شيء، إذ عند هذه النقطة أخذت أتفرس وجه هذا العجوز البولندي، وإذ بي ألاحظ شبهاً بينه وبين هتلر في أنفه وفمه وذقنه، ويبدو أنه فطن إلى ذلك، فأخذ يكيل السباب لهتلر ويصفه بأنه عنصري قاتل، لكن «على مين يا شاطر؟»، إذ إن وجهه امتقع حين تعمدت النيل من والدي هتلر لأنهما لم يحسنا تربيته، فأخذ يرغي ويزبد مدافعاً عن والديه هو، وبأنهما لا ذنب لهما، أو كما قالها بالألمانية: (Was ist die Schuld meines Vaters und Mutter؟).
وكان هذا هو الخيط الثاني لفك اللغز، إذ لمَ غضب مني وراح يدافع عن والديه هو بينما أنا ألعن والدي هتلر؟!
طلب مني مغادرة مكتبه بعد أن عرفتُ أنه «يوهان»، الشقيق الأصغر لهتلر، لكن يبدو أنه انتحل شخصية يتيم بولندي وعاش بهذه الصفة حتى كبر وأصبح مديراً لمتحف يشهد على جرائم شقيقه! ويبدو أنه هو الذي زوّد المتحف بتلك الأسطوانة، لكنه لم ينتبه للإهداء، فليست هناك جريمة كاملة كما هو معروف.
وبالعودة لصحيفة (Dziennik) التي نشرت موضوعاً عن القوانين البولندية فيما يخص المتاحف، وجدت أن القانون يمنع المتاحف من قبول القطع الأثرية من الأفراد العاديين، فكيف قبلها هذا المتحف إلا إذا كان العجوز قد خالف القوانين وعرض الأسطوانة بهدف إعادة بث أفكار شقيقه المجرم بين الناس، وكسب عواطف الأجيال الجديدة، وإحياء العقيدة النازية؟!
وكانت المفاجأة الثالثة أن ابني لاحظ أثناء انحناء العجوز لالتقاط بعض الأشياء، وجود وشم للصليب المعقوف النازي أسفل ظهره، ومن رأى ليس كمن سمع، كما يقال!
ومع هذا، لم يكن التعرف على هوية شقيق هتلر هو المهم، وإنما معرفة مصير هتلر، والذي ثبت لي أنه لم يلق حتفه في ذلك اليوم الذي تلح على حدوثه المصادر «المعتمدة».
في اليوم التالي، كنت في برلين أقف أمام شركة «ماريا شيكلجروبر» لتصنيع الأسطوانات، وأضحك بشكل ماكر من اسم الشركة الذي يتطابق مع اسم جدة هتلر (يمكن التحقق من اسمها في ويكيبيديا).
بعد أن واجهت مديرة الشركة، وهي فتاة حسناء تدعى «هانز كربس»، بكل تلك الحقائق، انهارت أمامي وهي تذرف الدموع، لدرجة أنني تعاطفت معها قليلاً، فهي لم تكن مولودة أثناء الحقبة النازية. أما ابني الشاب، فقد اضطرب وأخذت أطراف شاربه تهتز من التأثر، ويبدو أنه وقع في غرامها أو شيء من هذا القبيل.
المهم أن «هانز» اعترفت أنها حفيدة الرجل الذي التقيته في المتحف، وأن هتلر، الذي هو عم والدها، حي يرزق، وأنه استطاع الفرار في اللحظة الأخيرة إلى أميركا، وأنه تعاون هناك مع خلية نازية نائمة لقتل الجنرال جورج مارشال، رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي أثناء الحرب (شخصية غنية عن التعريف).
فقد وضع هذا الرجل خطة لإبادة الجنس الألماني بالقنبلة الذرية (في تكرار لحادثة هيروشيما)، بسبب الجرائم التي ارتكبها الألمان وأدت إلى قتل نحو 50 مليون إنسان (الرقم موثق ومنشور)، لكن زوجة الجنرال كانت من أصول ألمانية، وتخابرت مع تلك الخلية التي وضعت خطة للتخلص منه.
وفعلاً، قُتل الرجل في بيته، وفي اليوم نفسه كان هتلر يخضع لعملية جراحية لتغيير ملامح وجهه في مستشفى (NewYork- Presbyterian)، وكان مملوكاً آنذاك لثري أميركي مهووس بهتلر (للمستشفى موقع إلكتروني يمكن زيارته).
خرج هتلر في اليوم التالي، وقد أصبح نسخة طبق الأصل من الجنرال مارشال المقتول، خصوصاً أنه كان يجيد اللغة الإنجليزية باللكنة الأميركية، ولم تستطع القيادة العسكرية الأميركية فعل شيء حين لاحظت أن الجنرال يتصرَّف بطريقة غير معتادة أمام إصرار زوجته على أنه هو نفسه ولم يتغير.
فوجئ الجميع بتغير موقف الجنرال من إبادة الألمان إلى وضع خطة اقتصادية لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب، ومن ضمنها ألمانيا (يمكن قراءة المزيد عن خطة مارشال في المصادر الموثوقة).
وبقي هتلر منتحلاً شخصية ذلك الجنرال إلى أن توفي سنة 1959، ودفن في مقبرة «أرلينجتون» الوطنية، بعد جنازة عسكرية مهيبة!!
والغريب أن الجنرال نفسه، كان من أشد معارضي الرئيس الأميركي ترومان ومشروعه بإنشاء الدولة الصهيونية، لدرجة أنه لم يتكلم قط مع الرئيس ترومان بعدها (معلومة موثقة)، وهو موقف يتماهى مع عقيدة هتلر في عدائه لليهود!
وهكذا، استطاع شخص واحد تدمير أوروبا، ثم إعادة تعميرها، في مفارقة لا تحدث إلا مرة واحدة في تاريخ البشرية.
هذا المقال هو أقوى سخرية من نظرية المؤامرة المنتشرة في عالمنا العربي والتي يصدقها الناس بسرعة البرق، فهو مجرد نسج من خيال الكاتب لا أكثر وفيما يلي تعرفون الحقيقة:
◆ ملاحظة: رفضت الجريدة نشر هذا المقال الذي توصلت فيه إلى كشف لغز وفاة هتلر، بتحليل هو الأول من نوعه، ويعتبر بشهادة الجميع الأكثر دقة ومصداقية حتى الآن. إدارة الجريدة عللت موقفها الغريب بأن المقال لا يصلح للنشر إلا في الإنترنت الذي يمكن أن يكتب فيه المرء تحليلات من رأسه، ويضع سيناريوهات «أي كلام»، يربط فيها الأحداث بشكل يخدم الفكرة التي خطرت بباله، ثم يدعم خزعبلاته ببعض الأسماء والتواريخ الحقيقية والأمثال والبدهيات، وببعض الأسماء لشخصيات وجهات يصعب التحقق من وجودها، ليبدو المقال كأنه عين ما حصل في الواقع!
في نهاية المطاف، أرسلت المقال أعلاه لجريدة «نيويورك داي» الأميركية التي يرأس تحريرها «توماس وينفري»، المعروف بتقديره للباحثين، والذي أثنى على المقال واعتبره قنبلة الموسم ونشره على الصفحة الأولى.
وبعد نشر المقال، اتصلت بي إدارة هذه الجريدة معربة عن استعدادها لنشره باللغة العربية في صفحة خاصة بالمقالات الساخرة، وليس في صفحات التحليل السياسي والإخباري!! وبطبيعة الحال قبلت ذلك، فالمهم عندي هو الحقيقة، ولا شيء سواها.
وأرجو أن ينتبه الجميع إلى أن موجة من المزاعم ستظهر فور نشر هذا المقال، منها أن جريدة «نيويورك داي» لا وجود لها، وأن «توماس وينفري» شخصية وهمية، وأن المتحف البولندي فعلاً موجود لكنه لم يُفتتح بعد، وأن الأسطوانة المذكورة هي حقيقية، لكن الإهداء كذب، وأن تاريخ 31 يونيو لا وجود له أصلاً، لأن هذا الشهر يتكون من 30 يوماً فقط.
وقد تظهر مزاعم بأن ابن كاتب المقال ما يزال في المرحلة الابتدائية، وهو «عديم الشنب» حتى الآن، وأن كاتب المقال لا يعرف كلمة ألمانية واحدة، بل لا يعرف حتى الإنجليزية، واللغة الرسمية في بولندا هي اللغة البولندية، كما أن الجملة التي تفوّه بها العجوز المزعوم مترجمة بشكل حرفي وغبي من «جوجل»، والمدعو «يوهان»، هو جد هتلر، وكان لهتلر فعلاً أشقاء، لكنهم توفوا وهم صغار.
أما موضوع قوانين المتاحف البولندية، فمن أوله إلى آخره مجرد هراء. واسم جدة هتلر هو فعلاً كما جاء في المقال، لكن ليست هناك شركة بهذا الاسم في جميع أنحاء العالم، كما أن «هانز كربس» جنرال ألماني دُفن مع هتلر، والسيدة «هانز» - حسب المقال - اعترفت بأن هتلر حي يرزق، وجاء في فقرات لاحقة من المقال نفسه أن هتلر مدفون في القبر منذ سنة 1959. والجنرال الأميركي معروف فعلاً، وهو صاحب خطة إعادة إعمار أوروبا، وهو كان ضد إنشاء دولة صهيونية، لكن قتله وانتحال هتلر شخصيته بعد إجراء عملية في ذلك المستشفى، كله كلام فارغ. وأترك الحكم في النهاية بيد القراء الأعزاء.
في نهاية المطاف، أرسلت المقال أعلاه لجريدة «نيويورك داي» الأميركية التي يرأس تحريرها «توماس وينفري»، المعروف بتقديره للباحثين، والذي أثنى على المقال واعتبره قنبلة الموسم ونشره على الصفحة الأولى.
وبعد نشر المقال، اتصلت بي إدارة هذه الجريدة معربة عن استعدادها لنشره باللغة العربية في صفحة خاصة بالمقالات الساخرة، وليس في صفحات التحليل السياسي والإخباري!! وبطبيعة الحال قبلت ذلك، فالمهم عندي هو الحقيقة، ولا شيء سواها.
وأرجو أن ينتبه الجميع إلى أن موجة من المزاعم ستظهر فور نشر هذا المقال، منها أن جريدة «نيويورك داي» لا وجود لها، وأن «توماس وينفري» شخصية وهمية، وأن المتحف البولندي فعلاً موجود لكنه لم يُفتتح بعد، وأن الأسطوانة المذكورة هي حقيقية، لكن الإهداء كذب، وأن تاريخ 31 يونيو لا وجود له أصلاً، لأن هذا الشهر يتكون من 30 يوماً فقط.
وقد تظهر مزاعم بأن ابن كاتب المقال ما يزال في المرحلة الابتدائية، وهو «عديم الشنب» حتى الآن، وأن كاتب المقال لا يعرف كلمة ألمانية واحدة، بل لا يعرف حتى الإنجليزية، واللغة الرسمية في بولندا هي اللغة البولندية، كما أن الجملة التي تفوّه بها العجوز المزعوم مترجمة بشكل حرفي وغبي من «جوجل»، والمدعو «يوهان»، هو جد هتلر، وكان لهتلر فعلاً أشقاء، لكنهم توفوا وهم صغار.
أما موضوع قوانين المتاحف البولندية، فمن أوله إلى آخره مجرد هراء. واسم جدة هتلر هو فعلاً كما جاء في المقال، لكن ليست هناك شركة بهذا الاسم في جميع أنحاء العالم، كما أن «هانز كربس» جنرال ألماني دُفن مع هتلر، والسيدة «هانز» - حسب المقال - اعترفت بأن هتلر حي يرزق، وجاء في فقرات لاحقة من المقال نفسه أن هتلر مدفون في القبر منذ سنة 1959. والجنرال الأميركي معروف فعلاً، وهو صاحب خطة إعادة إعمار أوروبا، وهو كان ضد إنشاء دولة صهيونية، لكن قتله وانتحال هتلر شخصيته بعد إجراء عملية في ذلك المستشفى، كله كلام فارغ. وأترك الحكم في النهاية بيد القراء الأعزاء.
تعليقات
إرسال تعليق