سيناء او ارض الفيروز، اختلف المؤرخون حول اصل تسمية سيناء، فقد ذكر البعض ان معناها «الحجر» لكثرة جبالها، وذكر البعض ان اسمها في اللغة الهيروغليفية القديمة «توشريت»، اي ارض الجدب والعراء، وعرفت في التوراة باسم «حوريب»، اي الخراب. وقد تاه اليهود في ارض سيناء اربعين عاماً، لكن الاسم المتفق عليه بين المؤرخين ان اسم سيناء مشتق من اسم الإله «سين»، إله القمر في ارض بابل القديمة.
تبلغ مساحة شبه جزيرة سيناء 60 كلم2، اي انها تبلغ سدس مساحة مصر، يسكنها نصف مليون نسمة تقريبا معظمهم من البدو القادمين من الجزيرة العربية (نجد والحجاز واليمن)، الذين جاءوا بعد الفتح الاسلامي لمصر، وزادت تلك الهجرة خلال العصرين الاموى والعباسي، حتى بدأت تضعف بضعف الخلافة الاسلامية ابان العصر الطولوني.
ابرز القبائل التي سكنت سيناء قبيلة: الترابين - السواركه - التياها - العزازمة - الحويطات، تعود جذورهم جميعاً لقبائل نزحت من شبه الجزيرة العربية، بالاضافة لقسم آخر تعود جذورهم الى اهل مصر وملامحهم مصرية فرعونية، ومجموعة اخرى من العرايشة (نسل الجنود الالبان القادمين مع جند محمد علي باشا)، والذي بدوره انشأ مدينة العريش عام 1810. لتكون الدرع الواقية لمصر من الجهة الشرقية.
تدل آثار سيناء القديمة على وجود طريق حربي يسمى طريق «حورس» الذي استخدمه القائد احمس في حربه على الهكسوس وطردهم من ارض مصر، والذي يقطع سيناء من القنطرة الحالية ويتجه شمالاً حتى العريش، وكانت سيناء تلعب دورا تاريخيا كممر تجاري يربط قارات العالم، وتحتوي ارض سيناء على الكثير من المعادن المتنوعة والنفيسة، وتمتاز سيناء بانها شاهد على اهم الاحداث في الأديان السماوية الثلاثة (اليهودية - المسيحية - الاسلام) وقد ذكرت سيناء في الكتب السماوية الثلاثة ايضاً (التوارة - الانجيل - القرآن) ويوجد بها بعض المزارات الدينية كدير سانت كاترين وجبل موسى.
كما يوجد بها اشهر المناطق السياحية على مستوى العالم كشرم الشيخ ودهب وراس سدر وطابا ومدينة الطور ورأس محمد اشهر محمية للشعب المرجانية..
عاشت سيناء قروناً كثيرة مهملة ومنسية بعيدة عن الرعاية والرقابة الامنية حتى اصبحت مرتعاً للخارجين على القانون، واشتهرت بزراعة المخدرات وتهريب الاسلحة والاتجار بهما، وكان القانون السائد فيها هو قانون القبيلة المبني على العرف والتقاليد والذي يقوم بتطبيقه شيوخ القبائل والعشائر ومجالس الصلح.
تعليقات
إرسال تعليق