البدعة في اللغة هي احداث شيء لا نضير له سابقاً قال تعالى (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ...) البقرة 117، أي خلقهن دون سبق نضير لهن.
أما في الاصطلاح الشرعي فهي: إحداث فعل أو قول أو اعتقاد لم يرد به إذن من الشارع من كتاب أو سنة أو اجماع أو قياس أو قاعدة شرعية أو مبدأ من مبادئ الاسلام أو خالف شيئاً منها.
لقوله -صلى الله عليه وسلم- {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد} والمراد بقوله أمرنا ديننا وسواء كان العمل أو القول عبادة أم غيرها.
ومفهوم المخالفة {من أحدث في أمرنا هذا ما هو منه فهو مقبول} اذن الاحداث سيحصل كما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو نوعان منه أو ليس منه، فالأول مقبول والثاني مردود.
فالبدعة نوعان ما يخالف ما ذكر أو لم يدخل تحت ما سبق فهي ضلالة ومردودة، وما انضوى تحت ما تقدم فإنها مقبولة وليست ضلالة ولذلك قال سيدنا عمر عن جمع الناس على أمام واحد لصلاة التراويح بعد أن كانت تصلى فرادى وجماعات قال {نعمت البدعة هي} لان الجماعة من الإسلام والتراويح منه ولكن الهيئة جاءت جديدة ولا مانع من ذلك، فالبدعة المخالفة لما تقدم أو لم تدخل تحت قاعدة من قواعد الاسلام بدعة سيئة، وان دخلت تحت نص أو قاعدة فهي بدعة حسنة ويطلق عليها لفظ البدعة اللغوية لان المردودة هي التي يرفضها الشرع.
وقد قسمها العز بن عبد السلام إلى الاحكام التكليفية الخمسة:
1. الواجبة – مثل تدوين العلوم الشرعية والكلام في الجرح والتعديل.
2. المحرمة – مثل ظهور المذاهب المجسمة ومثل الجبرية والقدرية.
3. مندوبة – مثل إحداث المدارس المنسجمة مع العصر وفيها عز للاسلام.
4. مكروهة – مثل زخرفة المساجد.
5. مباحة – مثل التوسع في الماكل والمشرب والمسكن المباحات لمن لديه أثمانها.
والذي أراها هي نوعان: ما يدخل تحت قواعد الاسلام فهي حسنة ومقبولة، وما لا يدخل، أو ما يخالف فهي سيئة وضلالة وهي البدعة في الشرع وهي البدعة في اللغة.
الشيخ عبد الملك السعدي
تعليقات
إرسال تعليق