أمل طفلة صغيرة في سنها تعيش مع أسرتها المكونة من ثلاثة أفراد.
حينما بدأت العطلة الصيفية أخذت العائلة تخط منهجا عمليا في قضاء هذه العطلة، فقسمت الأم الوقت ضمن برنامجا صيفيا رائعا وكان من ضمن هذا البرنامج أن تختم أمل القران الكريم تلاوةً في غضون 15 يوما بمعدل قراءة جزئين يوميا، ورصدت الأم مكافأة لابنتها إن هي ختمت القران الكريم قراءةً.
وعاشت أمل مع القرآن أحلى الأوقات، فكانت تقرأ وتسأل والديها في كل يومٍ عن معاني وقصص في القرآن فهي المرة الأولى التي ستقرأ فيها كتاب الله كاملا.
وأخيرا جاء اليوم الخامس عشر وأنهت أمل ختمة القرآن الكريم، وركضت مسرعةً إلى أمها وهي تقول : ماما، ماما؛ لقد فعلتها؛ لقد ختمت القرآن؛ لقد ختمت القرآن، فركضت الأم نحو ابنتها وصفعتها بألمٍ على وجهها، فبكت أمل بكاء شديدا وقالت : ما هذا ؟ ماذا فعلت يا أماه ! لماذا ضربتيني ؟ أقول لك لقد ختمت القرآن ولم أكسر زجاج النافذة، فقالت الأم : يا بنيتي الهدية سيزول مفعولها بسرعة أما الألم فلن تنسيه أبدا.
فقالت أمل : لن أنساه أبدا يا أمي؛ لكني لم أفهم ! الأم : لقد فعلتها أمي وأنا صغيرة وأنا لا أنسى صفعتها على خدي حتى هذا اليوم ومن يومها وأنا أختم القرآن في كل شهرٍ مرة، وأنا أريدك أن تختمي القرآن كل شهر وهذا الألم سيجعلك تتذكرين هذا اليوم الذي ختمتِ فيه القرآن، ودخل الوالد ومعه هدية كبيرة لأمل ففرحت كثيرا والدموع تسيل من وسط عينيها وتقول : لن أنسى القرآن يا أبي سأختمه في كل شهر مرة بإذن الله حتى لو لم تحضر لي هدية؛ فأنت وأمي أغلى هدية لأنكم جعلتموني أختم هذا الكتاب الغالي.
ومن يومها وأمل تختم القرآن دائما وهي الآن في المرحلة الثانوية من عمرها.
اللهم اجعل القرآن لنا شفيعا يوم القيامة واجعله حجة لنا لا علينا وأنر به عقولنا وقلوبنا وقبورنا اللهم آمين.
تعليقات
إرسال تعليق